سيرة عن إعتقال الناشط الحقوقى حسن موسى فى السودان
بقلم:الدومة إدريس حنظل
الاستاذ الناشط الحقوقى حسن موسي مثله كمثل كل الناشطين فى بلادى ,اللذين يحاولون تمليك البسطاء من الشعب السودانى المغلوب على أمره؛ كل أوبعض الحقائق الغائبة عنهم ,لا لشئ فقط لأن قدرهم قد أوقعهم فى البقعة المظلمة من الكرة الأرضية ,المسماة بالسودان ,أنا لا أسميها دولة !لأن الدول بها مؤسسات و تدار بواسطة الدساتير و القوانين و نظم متفق عليها ؛و هذا ما لا يوجد فى البقعة المسماة بالسودان الذى يحكمه شلة من الحرامية والبلطجية !.
لقد أعتقل الناشط حسن عدة مرات بواسطة ما يسمى بجهاز الأمن الوطنى, لكن أطولها و أخطرها و أكثرها تعرضاَ للتعذيب كان بتاريخ 15/4/2011 حيث مكث لعدة شهور فى بيوت أشباح المؤتمر الوطنى الغير أخلاقى؛ تعرض فيها لشتى أصناف التعذيب !.
كيفية إعتقال الناشط فى حد ذاته ظاهرة غريبة و دخيلة على المجتمع السودانى المسامح الطيب ,حيث بلغ عنه ضابط الأمن( ع) وكان زميله السابق فى الدراسة و أخبر مرؤسيه فى جهاز الامن الذي يدعى( أ) بمنطقة الجنينة , بأن هذا الشخص خطير على الأمن؛ ورفع لهم تقريراَ مفصلاَ ,يوصى فيه بضرورة أعتقال الأخ حسن ,و تعذيبه بالرغم من معرفتنا جميعاً بأن الدستور السودانى كفل لنا حق الكلام و التظاهر والحرية والديمقراطية و وو….لكن للاسف لا حياة لمن لا عقل له.
تعرض حسن موسى لمختلف أنواع التعذيب ؛حيث وٌضع فى زنزانة إنفرادية ضيقة جداً لا يتجاوزطوله و عرضه عن( المتر والنصف) ؛كما ضُرب الناشط حسن ضرباً مبرحاً و عُذب عذاباً شديداً منها النفسى والبدنى !’كما لا تزال بعضاً من آثار الضرب بادياً فى رأسه و أجزاء واسعة من جسده؛.
كما تعرض للعديد من الإهانات والاستفزازات والشتائم اللتى أعتاد أن يطلقها طفيليى جهاز نظام حزب البشير منها سب الدين و قولهم له “يا عبد”و” يا إبن الحرام”!! ويا “غرابي “والكثير من الألفاظ النابية اللتى يعجز اللسان السوى عن النطق بها.
كان نوعية الطعام فى الذى أُعطى الأخ رديئاً بدرجة أنه لا يصلح حتى للدواب ان ياكله,حيث كان يُعطى طول فترة إعتقاله كل من” فولاً و عدساً “غير صالحين,بالإضافة لبعض الماء الحار؛ كوسيلة لكسر إرادة الرجل و تحييده عن عمله النشاطى الطوعى ؛و تمليك البسطاء بعضاً عما يدور داخل الرقعة الجغرافية المسمأة بالسودان, و ما يفعله نظام المؤتمر الوطنى بأموالهم ,و تبصير أهل إقليم دارفور على وجه الخصوص عما يُحاك ضدهم ليلاً و نهاراً!.علماً بأن التوعية و تبصير الشعب السودانى بحقوقه هو المخرج الوحيد من هذه الأزمة ,لأن الإنسان عندما يكون واعياً ,يستطيع أن يفعل أى شئ ٍ يريد و بعزيمة لا تُكسر.
بعد عدة أشهر قضاها الناشط حسن فى معتقلات الجهاز أطلقوا سراحه نتيجة لضغوط المنظمات الإنسانية العاملة و كذلك أسرته و أصدقائه الصحفيين والاعلامين المخلصين,لكن النظام الظالم الحاقد وضع له العديد من الشروط منه أن يأتى إلى مكاتبهم مرتين يومياً وألا يمارس أى نشاطاً سياسياً أو يتحدث بأى شكل عما يفعله المؤتمر الوطنى لا من بعيد أو قريب! و هددوه أيضاً بأنه إن عاد إليهم مرة أخرى بأنه ربما لا يخرج منهم حياً ,لكن الأخ حسن خرج وعاود نشاطه كما كان أو أشد عزيمة ,فكيف للسمك أن يحيا دون ماء ؛ نتمنا التوفيق و السداد للناشط الحقوقى حسن و للسودان الأمن والإستقرار و أن نخرج من هذا النفق الذى أدخلنا إليه هولاء الشرزمة و أن نكون بؤرة تنطلق منها الضؤ والمعرفة لكل العالم بدلاً من أن نكون عبئاً ثقيلاً عليه.