سر قد لا يعرفه الكثيرون .. ولكنا كنا شهود عليه – 4
خضرعطا المنان
[email protected]
كلمة لابد منها :
أصدقكم القول بأنني أكتب في هذه الحلقة – وهي الرابعة – وأنا تحت وطأة رغبة عارمة وملحة تعتريني للكتابة عن ( الفجر الجديد ) أو مابات يعرف بــ ( وثيقة كمبالا ) والتي تمثل – باعتقادي – أول تنسيق حقيقي بين معارضة الداخل والخارج رغم اختلاف وسائل كل منهما للتغيير المنتظر.. قد شبعت هذه الوثيقة بحثا وكلاما ومساجلات : اتفاقا واختلافا وقدحاومدحا ورقصا وردحا ….الخ ولكني أرى أن موقعيها ربما تجعلوا في نشرها دون اعطائها الفرصة للتنفس والتنقيح لتلائم واقع الحال في بلاد حتى المعارضين فيها لم يكونوا – حتى الآن على الأقل – على قلب رجل و احد وهذه واحدة من أوجه المأساة او التراجيديا السودانية .. عموما أرجو معذرتي فذلكم موضوع آخر سأكتب عنه لاحقا .
وبالعودة لموضوعنا حول وجود الاسلامويين السودانيين بالامارات خلال عقدي الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي وكيف تمكنوا من استغلال طيبة وثقة وتسامح تلك الدولة المضيافة حكومة وشعبا والتي وفرت لهم الأمن والأمان والعيش الكريم تحت قيادة خالد الذكر وحكيم العرب الراحل (الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان) وأقاموا شبكات خفية تحت ستار المنظمات الخيرية وجمعيات البر والاحسان وأغرقوا السودان بالصرافات و( تجار الشنطة ) ومروجي العملة وانشاء البنوك الاسلامية وعقد الصفقات المشبوهة ليتمكنوا من توفير المال اللازم لجريمتهم الشنعاء التي ارتكبوها فجرالثلاثين من يونيو عام 1989 بانقلابهم الأسود على الشرعية والقانون ليقيموا لهم امبراطورية تحت راية الاسلام زورا وبهتانا وكذبا وافكا .. والذي لم يكن أبدا انقلابا على فساد أو حزبية أو وحدة البلد أو خلافها مما ذكروه في بيانهم الأول وانما كان انقلابا – ليس على النظام الديمقراطي – وانما على كافة الثوابت من قيم ومثل وأخلاقيات عرف بها الشعب السوداني دون سائر شعوب الأرض .
في الحلقة الثانية بتاريخ 15/12/2012 من هذه السلسلة والتي خصصتها لأسماء اسلامويين سودانيين عاشوا بالامارات سقطت سهوا بعض تلك الأسماء أذكر منها هنا : (سعاد الفاتح ) الأخونجية المعروفة وعضو برلمانهم الكرتوني المسمى بــ ( المجلس الوطني ) وكانت قد عملت مشرفة على الطالبات بجامعة الامارات وكذلك البروفيسور ( على شمو) الذي شغل منصبا رفيعا بصلاحيات وزير الثقافة والاعلام الاماراتية واليوم أضحى خبيرا اعلاميا وأحد أيقونات الاعلام الانقاذي بالسودان مشوها تاريخه الناصع بيديه .. وأيضا مولانا (دفع الله الحاج يوسف ) القانوني الضليع ووزير سابق قبل الانقاذ ورئيسا للقضاء والذي لطخ تاريخه الطويل بوضع يده بيد أهل الحكم الانقلابيين في السودان وقد عمل محاميا مرموقا بابوظبي .
أما ردا على ما وصلني عبر بريدي الاليكتروني من أخ كريم يسألني عن بعض المعلومات حول من ذكرتهم في الحلقة الثانية من أسماء وأين هم اليوم .. فانني أقول له بان زعيم العصابة المشيرالانقلابي الهارب من العدالة الدولية اليوم (عمر البشير ) كان معارا بالامارات خلال النصف الثاي من السبعينات ومقيما بمدينة ( العين ) أما قريبي الضابط بطل بيوت الأشباح (حسن ضحوي) فقد كان معارا هناك هو الآخرعددا من السنين وثم عاد وشغل منصب مسؤول جهاز الأمن سيئ السمعة وذلك على عهد الانقاذ الأول ليصبح بطلا لــ ( بيوت الأشباح ) وصمة العار الكبرى في جبين هؤلاء الحاكمين حيث انتهكت فيها حرمات وحرمات بل ورجولة أبطال أشاوس من معارضي الانقاذ .. وآخر منصب معروف شغله هذا الضابط المجرم فهو مدير لمستشفى القلب بالخرطوم .. وهناك مولانا ( عبد المنعم حسن ) ويعد من الاسلامويين الموتورين الذين انخرطوا في (جريمة التمكين الأولى للانقاذ ) وكان قاضيا كبيرا بمحاكم أبوظبي ورئيسا للجالية السودانية وناديها (أرض ملك حر مهداة من زايد الخير الراحل المقيم ) ..اما الداعية القاعدي المشبوه ( عبد الحي يوسف ) فقد جيئ به للامارات اماما وخطيبا متعاقدا مع القوات المسلحة هناك ليتم طرده عقب خطبة جمعة سياسية متشنجة تعليقا على ماجاء بصفحة (شؤون سودانية ) التي كنت مشرفا عليها بجريدة (الخليج) الاماراتية وأصبح بعد عودته دكتورا بجامعة الخرطوم ثم خطيبا واماما ومفتيا بالتلفزيون وكبريات مساجد المدينة .. ولا ننسى المنتفخ (الدكتور مختار الأصم ) وقد عمل استاذا بجامعة الامارات ليعود لسودان الانقاذ استاذا جامعيا ونجما اجتماعيا ومحللا سياسيا وعضوا مشاركا ومروجا لجريمة تزوير ( انتخابات الخج الشهيرة ) .. وكذلك البروفيسور المخطرف (الزبير بشير طه ) وقد عمل استاذا بجامعة الامارات هو الآخر قبل عودته المثيرة من هناك ليتقلد مناصب عديدة آخرها اليوم ( والي ولاية الجزيرة ) وأذكر بحسرة (أحمد عوض الكريم ) الاسلاموي الزئبقي المراوغ الذي كان أحد قنوات التمويل المالي للاخوان بزعاة الثعلب الماكر ( حسن الترابي ) ورجالات الانقاذ لاحقا وقد نجح في خداع أهلنا الكرام بدولة الامارات عشرات السنين وهو متربع على أرفع منصب لأجنبي هناك ( مدير بلدية ابوظبي ) وهو عضو فاعل وملتزم ضمن شبكة الاخوان السودانيين دون ان يكشف عن هذه الصفة ( الشينة المنكورة ) واذكر أيضا (محجوب خوجلي) وقد تولى منصبا وزاريا عقب عودته من الامارات ( مهندسا بدائرة الماء والكهرباء) في بدايات حكم الانقاذ ثم رمي به لاحقا حيث لا أحد يدري أين هو اليوم .. وهناك الطبيب البيطري ( عبد الله سيداحمد ) الذي عاد وشغل منصب نائب والي حينما تفتق ذهن الانقلابيين وعبقريتهم عن نظام الولايات بالسودان .. أما أشهر من تم طردهم من الامارات فهو ( الطيب مصطفى ) خال المشير الهارب ( الخال الرئاسي ) الذي كان يتمتع بمنصب عال بـ ( اتصالات الامارات ) بأبوظبي وتحت حماية ابن أخته ( لص كافوري) أصبح رمزا للعنصرية البغيضة في السودان بعد تجوله بسوح أكثر من منصب : (مديرا لسوداتيل للاتصالات ) ثم مديرا لوكالة الانباء ( سونا ) ثم مديرا للتلفزيون ثم مؤسسا لحزب كريه اسمه ( منبر السلام العادل) ويجعل له صحيفة ناطقة باسمه شخصيا تسمى ( الانتباهة ) أوكما يطلق عليها البعض (البلاهة ) وهي التي أسهمت بقدر وافر في انفصال الجنوب العزيز بعد تغذيتها لكراهية أخوتنا الجنوبيين واستماتته في نشر هذه الكراهية الممنهجة تسانده مجموعة من صحفيين لم يسمع بهم أحد من قبل.
وأخيـــــــرا :
يا إنقاذ ….
يافاسن وقع في الراس
ويــادمعــــة ليـــالي الســــــود
ياحارق حشا اللُمات
ياحارم عريسن مات
شـــقا طفـلن جــديد مـــولــود
تعاسة جيل يعيش الذل
لهيب الشمس فاقد الضل
يــا خــيـبــة جــدود وجــــدود
يا وسواس .. وشاغل الناس
شـــيطانن بالهوس مســـنــود
يا خازوق .. ياخازوق
ويــا حــلم المنـى الــموؤود .