رحل بالامس الايقونة الاسطورة نلسون مانديلا عن عمر ناهز 95 عاما، خلد بين العالمين بالنضال والكفاح من اجل الحرية والكرامة للانسان، رغم ان مجال ثورته “جنوب افريقيا” حيث كان “الابارتيد” اي الفصل العنصري من قبل الرجل الابيض الذي استعمر استعبد الافارقة السود اصحاب الارض، قاد شعبه في ثورة الحرية والكرامة حتى النصر على جلاديه بهدم هياكل العبودية والعنصرية والى الابد في جنوب افريقيا، صار الشعب سيدا على ارضه، ولكن الذي جعل انتصار الحرية على العنصرية في جنوب افريقيا باذخا وشامخا هو شعاع الصفح العفو التسامح الحقيقة والمصالحة، كان بالامكان على الشعب وهو ينتخب الانتصار ان يقوم بطرد البيض الى اوطانهم الاصلية وبالتالي مصادرة ممتلكاتهم من مصانع، مناجم الذهب،المزارع،الابراج وغيرها، ولكنه آثر العفو بعد الاعتراف بأخطاء الماضي، وقبل ان يكون اي البيض جزءا من نسيج شعب جنوب افريقيا. ايقونة “ماديبا” نابعة من شجاعته في بعث ثقافة العفو السلام التسامح بدلا عن الثأر والانتقام في نشوة الانتصار،وهو الذي قضى اكثر من 27 عاما سجين الابارتيد في جزيرة روبن، وشعبه ضحية الاضطهاد والقهر في ارضه لانه اسود، وهي شجاعة نادرة في عصرنا الحاضر، استحق جائزة نويل للسلام مع دي كليرك في 1993. اسطورة ماديبا تقول ان حرية الانسان وكرامته يجب الكفاح من اجلها مهما طال الزمن ومهما تجبر وتمادى الظالم في غيه، الاسطورة ترى ان الحرية والكرامة لا تقدر بثمن لانه اي ماديبا وهو المنتصر ترك كل الثروات حكرا لشركات الاقلية البيضاء ولم يعممها لصالح شعبه، الايقونة للشعوب المقهورة من حكامها ان لا تستسلم للظلم لابد من النضال من اجل الحرية، ونحن في السودان ان لا نستسلم لقهر عصابات المؤتمر الوطني لان ظلمها انكى وامر، الواجب تحطيم اغلال العسف من ايادي الشرفاء في بيوت الاشباح المعتقلات والسجون، الواجب ايقاف القتل الممنهج للمدنيين في قرى جنوب كردفان النيل الازرق ودارفور، الواجب ايقاف قتل المتظاهرين في المدن، الواجب استمرار النضال السلمي والمسلح من اجل ان ينعم هذا الشعب بالحرية والكرامة.
صديق عثمان –جوهانسبيرج
[email protected]