وكان سكان أبيي المنتجة للنفط قد حصلوا على وعد باجراء استفتاء على ما اذا كانت منطقتهم ستنضم الى شمال السودان ام جنوبه في اطار اتفاق للسلام وقع عام 2005 وأنهى عشرات السنين من الحرب الاهلية بين الشمال والجنوب.
ومع بقاء شهرين ونصف الشهر فقط على الموعد المقرر لبدء الاستفتاء لا يزال الجانبان على خلاف حول من سيتم السماح لهم بالتصويت كما لم يستطيعا الاتفاق بعد على أعضاء مفوضية لتنظيم الاستفتاء.
ومستقبل أبيي التي كانت ساحة معركة في الحرب الاهلية وبها حقول نفطية ومراع غنية قضية مشحونة بالمشاعر.
ووقعت فيها بالفعل اشتباكات بين القوات الشمالية والجنوبية بعد اتفاق السلام.
ومن المقرر اجراء استفتاء أبيي في نفس اليوم الذي يشهد استفتاء منفصلا على ما اذا كان جنوب السودان سيعلن استقلاله وهو استفتاء تحيق به تأجيلات ومشاحنات بين الشمال والجنوب. وقال مسؤولون شماليون انه يجب حل النزاع حول أبيي قبل أن يمضي استفتاء الجنوب قدما.
ودعا السناتور الامريكي جون كيري الاحد زعماء الشمال والجنوب للوصول الى تسوية لمشكلة أبيي وقال للصحفيين خلال زيارة للخرطوم “لا يمكن أن تقف بضع مئات من الاميال المربعة في طريق التقدم حين يكون مصير ملايين الناس معرضا للخطر.”
ويوم الجمعة حث المبعوث الامريكي للسودان سكوت جريشن الاطراف على التوصل الى تسويات بشأن عدد من النزاعات من بينها أبيي خلال قمة مزمعة في أديس أبابا الاسبوع القادم.
وقال دنق اروب كول عضو الحركة الشعبية لتحرير السودان المهيمنة على الجنوب لرويترز انه يرفض هذه التسوية وكل من في أبيي يرفضها.
وقال كول ان التسوية التي في ذهن الامريكيين هي أن يتفق الجانبان على تقسيم أبيي بين الشمال والجنوب دون استفتاء. وقال مشاركون في محادثات سابقة عن أبيي منيت بالفشل لرويترز ان هذا الخيار مطروح.
وأضاف أن حزب المؤتمر الوطني الحاكم في الشمال يريد مجددا تقسيم منطقة أبيي ويريد أن يأخذ الجزء الشمالي الذي يوجد به النفط والنهر والارض الجيدة. وتابع أنه اذا أخذ هذا فانه كمن يقول للناس احزموا امتعتكم وارحلوا.
وتابع أن سكان أبيي خسروا ما يكفي من الاراضي من جراء حكم أصدرته محكمة التحكيم الدولية في لاهاي سلم حقولا نفطية وأراضي أخرى للشمال العام الماضي.
وتعقد توترات محلية النزاع على أبيي. ويستخدم أعضاء في قبيلة دنكا نقوق المرتبطة بالجنوب وبدو المسيرية العرب الذين يسوقون ماشيتهم في أنحاء مراعيها الغنية المنطقة الواقعة بوسط البلاد.
وزادت واشنطن من انخراطها في الشأن السوداني مع بدء العد التنازلي للاستفتاءين.
وفي وقت سابق هذا الشهر قال الرئيس الامريكي باراك أوباما ان السودان أحد أبرز أولوياته مضيفا أنه يريد منع الحرب وتجنب خطر نشوب صراع يفتح مجالا جديدا للنشاط الارهابي بالمنطقة.
وعرض أوباما حوافز على السودان من بينها التجارة والاستثمار واسقاط الديون والتطبيع الدبلوماسي الكامل اذا سمح باجراء الاستفتاءين سلميا وحل القضايا المتعلقة بالصراع المنفصل في دارفور.