بقلم / مروان اعبود
[email protected]
لقد حظيه تجارب الحركات الشبابية التي تعمل من اجل التغيير عبرالثورات الجماهيرية ، نجاحآ كبيرآ منقطعآ النظير في العالم اجمع ، خصوصآ بعد تلك الثورات التي اجتاهت العالم العربي لاسيما ثورة 17 ديسمبر التونسية ، وثورة 25 يناير المصرية ، وثورة 17 فبراير الليبية ، وثورة 3 فبراير اليمنية ، هذه الثورات كانت شبابية وتعتبر كاول تجارب لثورات جماهيرية في القرن الواحد والعشرين .
لقد اظهرت هذه التجارب الثورية الارادة الصلبة والقوية لهذا الجيل الذي نشاءه وتررعه في ظل تلك الانظمة الشمولية التي لم تعرف يومآ للممارسة الديمقراطية سبيله . انه جيل حديث لم يعاصر اي تجربه ثورية حقيقة حظيت بنجاح . ولكن علي الرغم من ذلك استطاعو ان يستغلو علم الغزير والتكنولوجيا التي بين ايديهم لصناعة تغيير عجز عنه الاباء والاجداد . لقد فعلوها بكل ثقة ، وقدرة فائقة ، وشجاعة نادرة ، استطاعو ان يسقطو اكبر الانظمة الارتوقراطية الاوريتارية التسلطية المجردة من الاطيقا التي جثمت علي صدور هذه الشعوب قرون من الزمان . لقد فعلها هذا الجيل في فترة زمنية قليلة جدآ . وكانت تعتبر من اقوي الانظمة في القارة الافريقية ومنطقة الشرق الاوسط .
لقد استطاعة الحركات الشبابية ان تنظم نفسها تنظيمآ دقيقآ. وتتبع استراتيجية واسعة الاطار في سبيل ذلك حتي اصبح تلك التجارب محل دراسة لدي بعض الباحثين المهتمين بهذا الشأن . والعالم اليوم بات ينظر للحركات الشبابية باعتبارها اليه مهمه من اليات التغيير ان لم تكن الوحيد الناجحة ذات قدرات عاليه لايستهان بها ورقم قياسي يصعب تجاوزة في اي عملية تغيير ، وفي اي بلاد من بلدان العالم . لانها الوسيلة الوحدة الغير مكلفة بالنسبة للارواح والاموال. حتي اصبحت هذه الحركات الشبابية ركيزة اساسية في بناء الديقراطية والمحافظة عليها من الانهيار .
اما بالنسبة لنا نحن في السودان باعتباره معلم الشعوب العربية والافريقية الثورات الشعبية علي مر التاريخ ، واسقاط الانظمة العسكرية التسلطية ، عبر تجربتان ثوريتان وهي ثورة اكتوبر سنة 1964 م ضد الدكتاتور العسكري ابراهيم عبود ، وثورة 6 ابريل سنة 1985 ضد دكتاتورية جعفر نميري .
لقد كانت اول تجارب لثورات جماهيرية ناجحة الاان الكثير من الناس لايرون في ذلك اكثر من مجرد تاريخ ظلت محفورة في عقول الشعب السوداني طيلة هذه الفترات . يعودهم الحنين اليه حينآ بعد حين .
فالامر الواقع ان السودان كان سباقأ بهذه التجارب . الا انه الان اصبح عاجزآ تمامآ في احدث اي ثورة جماهيرية لاسقاط نظام الانقاذ المستبد ، الذي جاء في 30 يونيو سنة 1989 م بقيادة الدكتاتور العسكري عمر حسن احد البشير ، لقد عاش هذا النظام 25 عامآ فسادآ ودمارآ ، عمل فيه علي فصل جزء عزيز من ارض الوطن ، واشعلت الحروبات الطاحنة فيما تبقي منه (دارفور والنيل الازرق وكردفان ) الامر الذي حتمآ سوفي يفضي الي انفصال هذه الاقاليم في المستقبل القريب اذا ما استمرة هذا الامر بنفس هذا النهج ، فهي تسير علي خطي الجنوب رويدأ رويدا. كما فشلت في المحافظة علي اراضي وحدود الدوله السودانية التي ورثها اجدادهم من الاستعمار ، هاهي حلايب وقد احتلتها مصر بصورة واضحة وعلي مسمع ومرئ من الجميع وهاهي الفشقة تذهب الي اثيوبيا دون مقابل . او حتي ادني مقاومة تذكر . لم يتوقفو عند هذا الحد بل ارتكب هذا النظام ابشع الجرئم الدولية واخطرها ضد مواطنية ورئيسها الان مطاردآ من قبل العدالة ، وقتلو وهجرو المواطنين في الشمال السودان عنوه وفي وضع النهار،وعملت علي بيع الارضيهم للشركات والمستثمرين الاجانب . بل دمرت المشاريع الزراعية مشروع الجزيرة وغيرها من المشاريع التي كانت تعتبر سلة غذا العالم . بل اصبح ابناء السودان الالف من ما بين نازح ولاجي ومهاجر للخارج طلبآ للعمل واملآ في تغيير الوضع المعيشي الذي اصبح في وطنهم جحيآ لايطاق . بل فشل كل سياستها الاقتصلدية وارتفاع اسعار السلع الاستهلاكية يومأ بعد يومآ بصورة جنونية ز وما يزال هذا النظام ماضيآ في سياسته التدميرية التغريبة دون ادني مقاومة تذكر بل الكل اصبح صامتى كصمت القبور ((الاحزاب السياسية والحركات الشبابية ).
فاذا ما اخذنا نقارن ممارسة هذا النظام ، بما سبقه من انظمه عسكرية بائدة ، والتي اقتلعتها الثورتان الشعبيتان اكتوبر المجيدة وابريل ، لوجدنا الفرق بينهم كبيرجدآ ، بل ليس هنالك مقارنة بينهم من قريب كان ام من بعيد ، حيث يعتبر هذا النظام من اخبث الانظمة الاستبدادية في التي مرة علي حكم الدولة السودانية علي الاطلاق ، بل تجاوزة كل الاعراف المحلية والعالمية ، من حيث الممارسات اللا انسانية ، وقتل المواطنين ، و فساد لم يسبق له مثيل من قبل.
كل ذلك وغيرها من الاسباب التي تجعل مهمة التغيير في السودان من اصعب المهام في الوقت الراهن ، والتحديات التي تواجه جيل الشباب من اجل ذلك كبير وشاق ان لم يكن مستهيل . لذا فان هذا الامر يتطلب من كل الباحثين الشرفاء والحادبين علي مصلحة الوطن دراسة اسباب ومعوقات قيام الثورة الشعبية في السودان وايجاد الحلول والبدئل المناسبة لها في اسرع وقت ممكن .
ومن هذا المنطلق استشعارآ بهذه المسؤلية الوطنية العظمي ، ابت نفسي الا ان ادلو بدلوي في هذا الامر الشائك املآ مساهمة بقدر المستطاع في هذا الموضوع الكبير , لذا اقدم هذه الورقة واتمني ان ينتفع بها ابناء جيلي جيل الشباب المتهمس للتغييربهذه الوسيله الفعالة , فلجئو لتنظيم انفسهم في حركات شبابية حديث اسوه ببقية الحركات الشبابية التي قامت بثورة العربي الناجحة .
قبل ان نتحدث عن الحركات الشبابية ودورها في عملية التغيير في السودان ينبغي لنا ان نطرح عدة اسئلة وهي :-
** هل كانت للشباب موقف واضح تجاه عملية التغيير في السودان ؟
** هل هنالك محاولات جادة من الشباب لتغيير هذا النظام ؟
** ماهي تلك المحاولات ، وكيف كانت ، و هل هي ناجحه ؟
** ماهي اوجه القصور، ومعوقات التغيير في تلك المحاولات ؟
** كيف يستطيع الشباب تغيير هذا النظام ؟
كل تلك الاسئلة وغيرها ينبغي طرحها ومناقشتها و ان تجاب عليها بكل شفافية وتجرد حتي نتمكن من وضع معالجة اوجه القصور وايجاد البدئل الناجحة واستراتيجية واضحه المعالم لهذا المشروع الوطني الكبير.
اولآ :-
ان الوطن السودان الان يمر بمرحلة تاريخية حرجة جدآ والكثير من المخاطر والتحديات الماثلة ، حيث تم تغيب واقصاء معظم الشرئح المهمة في المجتمع ، وكان الشباب اهم هذه الشرئح التي تم اقصائها وتغيبها وتجهيلها بصورة سافرة ومتعمدة ، لقد ادرك النظام خطورة هذه الشريحة وقدراته ودمائه المتجدد ، فلذا نفذه هذا المخطط المدمر حتي يفقد الشباب كل قدرته القوية في اسقاط الانظمة التسلطية ، ولكن علي الرغم من تلك المخططات ظل موقف معظم الشباب حاضرآ تجاه التغيير في كل منابر الوعي ، تشكل ذلك بصورة واضحة للعيان. من خلال قيام شباب الاحزاب السياسية والحركات الثورية والحركات الشبابية والروابط والجمعيات والتجمعات الاقليمية والقومية بنشاطتهم الدؤوبة المتواصلة بالجامعات السودانية والولايات والمحليات والاحياء والمناطق والقري والفرقان والاسواق والمؤسسات واماكن التجمعات .
ثانيآ :-
لقد كانت هنالك عدة محاولات لاسقاط هذا النظام عبر ثورة شعبية ، قامه بها جيل الشباب طيلة الفترات الماضية ، و كان لها الاثر الوضح والاسهام الكبير في كشف وامتحان مدي قوة وتماسك هذا النظام ، وهذه المحاولات تمثلت في المظاهرات العارمة التي انفجرة معبرة عن حالة لبؤس والغضب الذي يعيشو المواطن ، والوقفات الاحتجاجية التي نظمها الشباب ، واتساع النشاط الشبابي المعارض في شبكات الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي ، والمنشورات التي تم توزيعها في الاسواق والاماكن العامة وغيرها من المحاولات الشبابية .
ثالثآ :-
علي الرغم من كل تلك النشطات والمحاولات الجادة ، الا ان كلها باءات بالفشل ولم تنجح في اسقاط النظام ، ولكنها ساعدة نوعآ ما في بث الوعي وتغيير بعض المفاهيم والافكار الخاطئة التي سمم بها النظام عقول الشعب السوداني طيلة فترة جكمة .
رابعآ :-
هنالك العديد من اوجه القصور والمعوقات حالة دون احداث أي عمليه تغيير ، سوفي نستعرض جزء من هذه الاسباب علي سبيل المثال وليس الحصر
أ. هنالك اسباب يتعلق بالنظام نفسه نجملها في الاتي :-
** لقد استخدم هذا النظام سياسة سوسيولوجيا العنصرية ، والقبلية ، والجهوية البغيضة ، وعمل علي نشرها وبثها وسط فئات المجتمعات السودانية ، الامر الذي ادي الي ان يتمترس كل فئة من هذه الفئات حول هذه المفاهيم الضيقة والانتماءات المركبة البسيطة وتحاول مقاومة أي فكرة عن التغيير ، خوفآ من سيطرة أي من هذه الفئات علي مقاليد السلطة واقصاء الاطراف الاخري وتهميشها كما يحدث الان .
** لقد استخدم هذ النظام سياسة التجويع لتركيع والهاء الشعب السوداني بل اتبع نظرية ((جوع كلبك يتبعك)) وذلك باضعاف دخل الفرد بل ان دخل الفرد لايكفي لسد حاجياته الاساسية ، فالموظفين يعانون اشد المعاناة من قلة في المرتبات فاصبح الموظف يرتشي لسداد ديونة وتوفير حاجاته فلذا يصبح اكثر حرصآ في المحافظة علي منصبة، والشباب عاطل عن العمل، والعمال اجورهم لا تكفي لحاجاتهم فلذا يعمل ليل نهار من اجل توفير لقمة عيشة فهو بذلك مشغول طوال الوقت ، فبالتالي لايستجيب لاي دعوة لاسقاط النظام خوفآ من الجوع وتعطيل مصدر رزقة بل اصبح ينظر للثورة كعدو يجب عدم الاستجابة له وتسفيه كل يدعو له .
** لقد عمل النظام علي سكرنة وطمس عقول الشباب عبر ترويج المخدرات والخمور عبر اجهزتها النظامية، وتوفير الشقق المفروشة ، من اجل ابعادهم عن قضاياهم الاساسية ،وعن الساحة السياسية وعن الافكار الثورية التي تنشد التغيير، فالامر يتطلب منا جميعآ اعداد خطط لمجابهة تلك العمليات المنظمة ، والعمل علي استرجاع الدور الرئد للشباب في عملية التغيير.
** لقد استخدم النظام سياسة التنكيل والتعزيب والقتل ضد المعارضين وخيرها من الوسائل الغير انسانية فيما يسمي ببيوت الاشباح ، استطاع النظام عبر تلك الاليه النتنه ان يزرع الخوف والهلع في نفوس الشباب ، ما ادي الي ان يبتعدو عن ساحات النضال والتغيير والاكتفاء بالنزعة الكونفرمية القائمة.
** لقد طغت المؤاسسة العسكرية علي سائر مؤاسسات الدولة الاخري ، فاصبح العسكر يسيطرون علي كل المواقع الاستراتيجية والحيوية ويتمتعون بامتيازات وحصانات واسعة ومرتبات عاليه جدآ ، حتي سيطرة تلك المفاهيم علي عقول الشباب باعتبار ان العسكرية هي المهنة الوحيدة التي عبرها يمكن للشاب ان يحقق كل احلامة والتي تتمثل في المال والزواج و السلطة والحياة الكريمة، فلجاء الكثير من الشباب اليها بل تفضيلها علي سائر العلوم الحديثة والحياة المدنية التي اصبحت مرتبطة بالفقر والجوع والحرمان ، العسكرية اصبحت في عالم الشباب قمة النجاح.
** ان السياسة الكوسمبوبوليتية الابارتهيدية التي استخدمها النظام، خلف ظلم اجتماعي كبير وولد غبن وحقد وكراهية في صدور المجتمعات السودانية المختلفة ،فابالتالي اي عملية تغيير سلمية يجب ان يكون في اسرع وقت، ممكن حتي نستطيع ان نحافظ علي ماتبقي من وحدة الدولة السودانية، والعمل علي مصالحة وطنية شاملة ، فالامر يتطلب من كل القوي السياسية والحركات الشبابية التحرك فورآ لاحداث ثورة شعبية سلمية، والا ستكون العواقب وقيمة في ظل الحلول العسكرية الماثلة.
** لقد عمل النظام علي استخدام سياسة الديماغوجية لخداع الشعب السوداني ، و ممارسة التغريب الايدلوجي للكثير من الحركات الشبابية ، بدعاوي انها شوعية وتعمل ضد الدين الاسلامي وانها صنيعة لمشاريع صهيونية وعميلة للغرب وغيرها من الوسائل الخبيثة عن طريق وسائل الاعلام الحكومية المختلفة ، واطلاق الشائعات الاكليروسية التي تمارسه الجمعات الدينية الحكومية وائمة المساجد لتشويه اي عملية تغيير.
** معظم الشباب اصبحو عاطلين عن العمل ، والضغوطات النفسية والاسرية يزداد عليهم يومآ بعد يوم ، فعمل النظام علي استقلام معظم تلك الفئات من الشباب والشابات ، عبر رهن الوظائف العامة والقروض التموينية بالولاء له ، يجب العمل علي استقطاب هؤلا الشباب والخريجين العطالة والعمل علي توفير بدئل لتشغيلهم والاستفادة من طاقاتهم المهدرة في احداث عملية التغيير.
ب. هنالك اسباب تتعلق بالحركات الشبابية نفسها نجملها في الاتي:-
** لقد فشلت الحركات الشبابية من ان تقوم بحركتها الديناميكية في تكوين قواعد جماهيرية ضخمة علي كافة المستويات ، وعدم وجود هيكلة تنظيمية واضحة لكي ما تتحرك عبرها بصورة منتظمة وفاعلة لاحداث عملية التغيير.
** لقد فشلت الحركات الشبابية في ايجاد مكنزميات جديدة في عملية الحشد وتحريك الجماهير ، بل ظلت تعتمد علي الطرق التقليدية الماضية ، بل فشلت في استخدام الميتودولوجيا الحديثة والاستفادة منها في احداث عملية التغيير.
** لقد فشلت الحركات الشبابية في وضع خطط استراتيجية واضحة المعالم وفعالة لعملية التغيير، بل ظل كل جهودها مشتت والخلافات والمشاكسات والصراعات التنظيمية تسيطر عليه علي اجهزتها، الامر ادي الي افشال كل ماولاتها في التغيير التي حدثت في الاونة الاخيرة.
** فشل الحركات الشبابية في تقديم مكارثية لتعبر عن مطالبها الشعبية ، عدم ملائمة خطابها السياسي التي تقدمها ، حيث ان الشعب السوداني يعيش همومة وقضاياه الاساسية والخدمية ، فابتالي اي خطاب ياتي بعيدآ عن تلك القضايا لايستجيب لها الشعب السوداني ، فالامر يتطلب الالتهام والالتصاق بالشعب والنزول اليهم بكل تواضع وانسجام وتقديم المساعدات المادية والمعنوية اليهم.
** انحصار الحركات الشبابية في اطار الانتلجنيسا والكولاك والطبقات البرجوازية فقط ، وعدم الانفتاح علي سائر فئات المجتمعات السودانية.
** اختراق معظم الحركات الشبابية بواسطة الاجهزة الامنية ، جعلت تلك الحركات اسيرة التحرك تسيطر عليها الخلاف والتشرزم والتفكك ، وعدم قدرتها في التحرك لاسقاط النظام بصورة عملية.
** لقد اصبحت الكثير من تلك الحركات الشبابية تعتمد علي نضالات الاخرين وسرقتها والترويج بها عبر وسائل الاعلام ، من اجل كسب الشهرة ومحاولة اثبات وجودها وصنع بطولات وتاريخ زئف.
** لقد سيطرة علي تلك الحركات الشبابية الكثير من الانتهازيون واصحاب المصالح الضيقة ، فعملو علي اضعاف حركة التغيير في تلك الحركات فهم يستخدمون تلك الحركات كموارد لاستقطاب الدعومات المالية لانفسهم.
** بعض قيادات تلك الحركات الشبابية اصبحو يستخدمون تلك الحركات كواجهات للهجرة بها الي خارج السودان والتسول بها في الدول الخارجية لتحقيق الكسب المادي والمواقع الاجتماعية المرموقة.
ان تلك الاسباب التي ذكرتها تعد جزء يسير من معوقات عملية التغيير في السودان فالناظر اليها يجد ان الامر يتطلب دراسة بسيطة لمعالجتها، فالناظر الي السودان اليوم يجد بان كل الظروف الموضوعية والشكلية التي يتطلبها اي عملية تغيير في العالم اصبحت تتوفر في النظام ، لقد اصبح اكثر هشاشة وضعفآ من قبل بل وصل اخر مراحله علي الصعيد العالم الشعب السوداني وصل الي مرحلة الثورة وعبر عنها في ثورة 23 سبتمبر الفائتة ، واما علي الصعيد الداخلي فقد قتك الصراع داخل اجهزة النظام ووصل الي مرحلة الانشقاقات والانقسامات والتشرزم والانقلابات علي صقور النظام.
بناءآ علي ذلك فان اي مبادرة شبابية منظمة وشاملة، الان سوفي تجد التجاوب والانسجام من قبل الشعب وستكلل بالنجاح ، شريطة ان تاتي تلك المبادرة بصورة عملمية تستوفي كل الشروط اللازمة وتتجاوز كل الاخطاء الماضية وتستفيد من التجارب السابقة والماثلة العالمية والمحلية.
Message 1 of 24