ذهب الجنوب، فهل يُكبح (الوطني) عن سياساته البغيضة كي لا تلحق دارفور وجبال النوبة والنيل الازرق والشرق
(حريات – وكالات – صحف، الاحداث)
امس الاثنين 7 فبراير لم يعد السودان كما كان، فقد صار رسمياً سودانين.
اعلنت مفوضية الاستفتاء النتيجة رسمياً : (98.83%) لصالح الانفصال. ورحب المشير البشير بالنتيجة واصدر مرسوماً رئاسياً بقبولها. حيث فشل في فرض الوحدة بالقوة، وبحسب ماطلبت الادارة الامريكية كشرط لرفع السودان من قائمة الدول الراعية للارهاب. لكن قابل الجنوبيون – حكومة وشعباً – النتيجة بفرح غامر، وبدعوات قوية لضرورة ترسيخ الديمقراطية في الدولة الوليدة.
وحمَّلت القوى السياسية المؤتمر الوطني مسئولية انفصال الجنوب بسياساته الطارده والبغيضة، وحذرت من التمادي فيها لكي لا تنفصل بقية اقاليم البلاد.
وابتهج عنصريو الشمال بإعلان الانفصال، وذبحوا ثورين أمام دارهم. ولكن الديمقراطيين في الشمال، ورغم تفهمم لدواعي الاستقلال، فقد عبَّروا عن حزنهم وغضبهم على رحيل الجنوب، وادانوا ابتهاج العنصريين بالانفصال لكونه يختلف عن فرح الجنوبيين، حيث يرفض العنصريون في الشمال الجنوب كنتيجة لرفضهم للتعددية – سواء الثقافية او الدينية او السياسية – اي كأحد مترتبات تفكيرهم الفاشي، وهم بذلك لا يعادون الجنوب وحسب، إنما كل آخر، وكما تقول الاستاذة هادية حسب الله – التي ابتدرت دعوة الحداد حزناً على رحيل الجنوب – (هؤلاء سينتهوا الى معاداة صورهم المنعكسة في المرآة، وهم خطر على كل تعددية، وعلى كل شمالي يريد ان يحتفظ بحقه في التمايز والاختلاف).
وعلى المستوى الدولي رحبت الامم المتحدة والرئيس الامريكي اوباما والاتحاد الاوروبي باعلان نتيجة الاستفتاء وابدت استعدادها للاعتراف بالدولة الوليدة.
(حريات) تنشر أدناه تقريراً كاملاً لبانوراما اعلان الانفصال.
الإعلان الرسمي للنتيجة
عقدت رئاسة الجمهورية برئاسة البشير ونائبيه سلفا كير ميارديت وعلي عثمان، اجتماعاً ظهر أمس أعلنت من خلاله موافقتها على نتائج استفتاء جنوب السودان التي تسلمتها من المفوضية، والتي اسفرت عن انفصال الجنوب وتكوين دولة جديدة بأغلبية مطلقة بلغت (98.83%)، وسط زغاريد فرح عارمة انداحت في مقر إعلان النتيجة بقاعة الصداقة.
وأكد البشير ترحيب الرئاسة وقبولها بنتيجة استفتاء جنوب السودان، بحسب ما أعلنته مفوضية الاستفتاء، مشيراً إلى أنها لبت رغبة المواطن الجنوبي.
وقال البشير عقب تسلمه بالقصر الجمهوري أمس، نتيجة الاستفتاء من المفوضية القومية (نحن مع رغبة المواطن الجنوبي واستدامة السلام في الشمال والجنوب).
وعبر البشير عن رضائه تجاه اداء مفوضية الاستفتاء، مشيداً بتجاوزها كافة العقبات المتمثلة في ضيق الزمن واتساع رقعة السودان وانتشار الأمية. وأكد التزام الحكومة بنتيجة الاستفتاء وبقرار شعب الجنوب. وقال قناعاتنا أن فرض الوحدة بالحرب فشلت تماماً، وكانت النتيجة مزيداً من الغبن والخلاف والكراهية بين أبناء الوطن. وأضاف قائلاً إن استمرار الحرب تعبئة فى الاتجاه السالب.
السبب الرئيسي للإعتراف: فشل فرض الوحدة بالقوة
وفي لقائه مع قطاعات الشباب والمرأة بالمؤتمر الوطني الاثنين 7 فبراير كشف البشير عن السبب الحقيقي لقبوله بنتيجة الاستفتاء، حيث قال (فشل فرض الوحدة بالقوة).
وعقب اجتماعين لرئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء، تبادل فيهما البشير وسلفاكير المفردات التصالحية، أصدر البشير مرسوماً رئاسياً بقبول نتيجة الاستفتاء الاثنين 7 فبراير.
فرحة في الجنوب، وتمسك بالديمقراطية والتنمية
وراح مئات من اهالي جنوب السودان يرقصون وينشدون ويلوحون بالاعلام حينما نقلت اجهزة التلفزيون اعلان النتائج في ميدان بوسط العاصمة الجنوبية جوبا.
وفي المساء نصبت شاشة ضخمة على مقربة من ضريح زعيم الحركة الشعبية جون قرنق ديمبيور وتابع العشرات أيضا إعلان مفوضية الاستفتاء النتيجة النهائية.
ويعتبر كثير من الجنوبيين نتيجة الاستفتاء فرصة لانهاء سنوات طويلة عانوا فيها من القمع من جانب الحكومات المركزية في الشمال.
وقال وزير الإعلام في حكومة الجنوب برنابا بنجامين (ان توجيهات مشددة صدرت بمنع اطلاق رصاص احتفالا بالنتيجة وقال ان جوبا ستخرج اليوم لاستقبال سلفاكير ميارديت).
وقالت ريبيكا مالوك -وهي أرملة وأم لثلاثة اطفال في الحشد في جوبا (اهالي جنوب السودان شعب جديد الان. لنا هوية جديدة ونحظى باحترام الجميع أخيرا. لقد قام بلدنا اليوم)
وفيما عبَّر سودانيون جنوبيون كثيرون عن فرحتهم، أكدوا على ضرورة الاتجاه لتأسيس دولة جنوب السودان بطرق ديمقراطية حديثة وأعربوا في استطلاع أجرته معهم (الشرق الأوسط) عبر الهاتف من لندن، عن تخوفهم من أن تتحول دولتهم الجديدة إلى دولة بوليسية ديكتاتورية تعيد تجربة الشمال في تداول السلطة عبر الانقلابات العسكرية، وطالبوا بنشر الحريات وتمتين مبادئ التداول السلمي للسلطة وتحقيق التنمية المستدامة والاستقرار والسلام.
وقالت كريستين جوزيف من جوبا إن إعلان نتيجة الاستفتاء وقبول المؤتمر الوطني والشماليين بها يعتبر يوما تاريخيا. وأضافت (لابد أن نترحم على شهداء الجنوب وفي مقدمتهم الراحل العظيم مؤسس الحركة الشعبية جون قرنق، الذي من المؤكد أنه يشاركنا الفرحة من مقبرته)، ودعت الدولة الجديدة للاهتمام بالمرأة والشباب في المرحلة المقبلة بسبب التضحيات التي قدموها، لكنها قالت إنها ستفقد أصدقاء وصديقات كثيرات في الشمال الذين زاملتهم في المراحل الدراسية المختلفة.
وعبر مواي كوال الذي يعمل في إذاعة (صوت الشعب) التي تبث من جوبا عن تقديره لحكومة الجنوب التي قال إنها استطاعت أن تقود الجنوب لهذه المرحلة، على الرغم من الصعوبات الكبيرة التي واجهت تنفيذ اتفاقية السلام الشامل خلال السنوات الخمس للفترة الانتقالية. وأضاف أن الجنوبيين يتطلعون إلى المستقبل الجديد لجنوب السودان عند تأسيس دولته في التاسع من يوليو المقبل، وأن الدولة الجديدة تواجه تحديات كبيرة، وقال (في مقدمتها تحقيق التنمية حتى نؤكد للشمال أن التنمية لم تكن موجودة وأن الجنوبيين استطاعوا بناء دولتهم)، لكنه شدد على أن الدولة الجديدة يجب أن توفر الحريات العامة، وقال (كنا نشكو في الشمال من انعدام الحريات، فلا بد أن نعيشها في الجنوب، وهذا هو ما سيجعل الجنوبيون صادقين في نضالهم لأكثر من خمسين عاما)، معتبرا ضرورة توفير فرص العمل للكفاءات وليس عن طريق المحسوبية والقبلية، وأضاف (لا يمكن أن تستمر المحسوبية التي شهدها الجنوب خلال الفترة الانتقالية.. لابد من عدالة توزيع الفرص في كل الولايات والقبائل بالكفاءات).
وقال لول أكوي إن هامش الحريات في الجنوب أفضل من الشمال، خاصة في الحريات الصحافية، لكنه اعتبر غياب قانون للصحافة والمطبوعات قد يجعل تدخل الحكومة متاحا، مما ينتقص من الحريات الموجودة، وقال (نتطلع لأن تتوافر الحريات بشكل أفضل ليعبر المواطنون عن حقوقهم وأن يتم وضع دستور جديد في الجنوب يلبي طموحاتنا الكبيرة).
ردود فعل القوى السياسية
الأستاذ فاروق أبوعيسى (رئيس قوى الإجماع الوطني)
رحّب رئيس تحالف قوى الإجماع الوطني الاستاذ فاروق أبو عيسى في تصريحات لـ (الاحداث) برغبة أهل الجنوب في اختيار دولتهم الجديدة باعتبارها رغبة ديموقراطية، لكنه عاد وأكد ان انفصال الجنوب ليس بالخيار الأمثل سواء للجنوب أو الشمال، مبيناً أن الخيار الأمثل يتمثل في الوحدة القائمة على العدل والمساواة والاستنارة، وعدم استغلال الدين في السياسة، واحترام سيادة حُكم القانون، وحقوق الإنسان، داعياً إلى قيام دولتين جارتين في الشمال والجنوب دون عداء بينهما، وبناء علاقة أساسها الاحترام المُتبادل والمصالح والمُشتركة لشعوب مناطق (التماس) الحدودية بين الشمال والجنوب، وأبدى أبو عيسى ترحيباً بتراجع المؤتمر الوطني عن التصريحات الحمقاءالتي طالبت بطرد الجنوبيين.
حزب الأمة القومي
وقالت القيادية بحزب الأمة القومي الدكتورة مريم الصادق المهدي إن حزبها أصدر تعميمات صحافية سابقة رحبّ فيها بالحق الديموقراطي للجنوبيين في خياراتهم بالتصويت للوحدة أو الانفصال،وأكدت بأن السودان لن تتحقق وحدته الكاملة حال الفشل في علاج أمراضه المزمنة وإقرار الحكم اللا مركزي الحقيقي، وتقاسم للسلطة والثروة، وإدارة التنوع عن طريق المواطنة، وأشارت إلى أن عدم وفاء المؤتمر الوطني بالتزاماته وتعهداته أدى إلى انفصال الجنوب، وأكدت بأن طريقته الخطيرة في تمزيق البلاد ستقود أجزاء أخرى من السودان كالشرق والغرب لاختيار ذات اتجاه حق تقرير المصير، وطالبت مريم قيادات الشمال للجلوس بغرض إقرار دستور جديد، وتحقيق توأمة بين الشمال والجنوب، وحل قضية دارفور، وبسط الحريات، والالتفات للضائقة المعيشية وإيجاد حلول جذرية لها، وإقرار مبدأ سيادة حكم القانون تفادياً لتمزيق بقية أجزاء البلاد وقفل الباب أمام تدخلات المُجتمع الدولي في الشؤون الداخلية للبلاد.
الاتحادي الديمقرطي الاصل
وأكد القيادي بالحزب الاتحادي الديموقراطي (الأصل) الاستاذ علي السيد بأن منسوبي حزبه ستلفهم موجة من الحزن باعتبار أن وحدة السودان واحدة من الأهداف الاستراتيجية للحزب، لافتاً إلى أن حزبه قدم حزمة تنازلات لأجل وحدة السودان على رأسها انتهاج الخط المرن مع نظام الإنقاذ، وإبرام اتفاقية القاهرة، والمشاركة في الحكومة بطلب من الحركة الشعبية أملاً في الوحدة الجاذبة بين الشمال والجنوب، لكنه قطع بأن أحلام الحزب ذهبت أدراج الرياح، واستدرك وقال: (الوحدة ستعود عاجلاً أو آجلاً )
المؤتمر الشعبي
وقال أمين العلاقات الخارجية بالمؤتمر الشعبي الدكتور بشير آدم رحمة إن حزبه مؤمن بالحُريات كمبدأ إلهي باعتبار أن الله خلق الناس أحراراً لذلك يؤيد الجنوبيين في حق تقرير مصيرهم، موضحاً أن حزبه كان يأمل في أن يختار الجنوبيون الوحدة لكن شرطها كان يتطلب سياسات من المؤتمر الوطني لتجعلها جاذبة للجنوبيين، واضاف رحمة إن تصرفات الحزب الحاكم جعلت من الوحدة (طاردة) للجنوبيين مما اضطرهم للتصويت للانفصال، ونوّه إلى أن حزبه يأمل في دولة جديدة بالجنوب تسودها الحريات والديموقراطية والعدل والحكم الرشيد، وأبدى رحمة أملا في أن ينصلح حال الشمال تفادياً لفقدان مناطق كثيرة من السودان كدارفور، والشرق وجبال النوبة والنيل الأزرق.
الحزب الشيوعي
واوضح زعيم الحزب الشيوعي الاستاذ محمد إبراهيم نُقد عن حالة من الحزن والغضب اعترته جراء انفصال الجنوب، وقال إن حزبه ناضل من أجل وحدة السودان لكنها لم تتحقق وأضاف: (أنا حزين وغاضب) لانفصال الجنوب.
منبر السلام العادل
واحتفل منبر السلام العادل أمام داره، حيث تجمع نحو خمسين من مؤيدي انفصال الجنوب وهم يرتدون أقمصة مرسوم عليها خارطة السودان دون الجنوب، كما رفعوا لافتات تؤيد ذهاب الجنوب مكتوب عليها (وداعا لوحدة الدم والدموع). دون تحديد اي دماء سالت، ومن هم الضحايا ومن المعتدين، متجاهلاً حقيقة ان أكثر من مليوني جنوبي قتلوا في الكفاح لأجل حقوقهم الطبيعية بأن يقرروا مصيرهم بأنفسهم.
وذبح المنبر (ثورين) أمام داره.
ردود فعل المجتمع المدني
الناشطة الاستاذة هادية حسب الله
وسبق ودعت الاستاذة هادية محمد حسب الله – الناشطة في حقوق الانسان والجندر – نساء البلاد الى لبس (الأبيض) حدادا على ذهاب الجنوب .
وفي كلمات مؤثرة ومليئة بالمشاعر الانسانية والوطنية ، ذكرت في مقالها الراتب بـ (حريات) : (….. لقد تحملنا الإغتصاب والتقتيل والإذلال ولكننا لن نحتمل بتر جزء عزيز من وطننا دون ان نرفع الصوت على الأقل بالعويل.. مالذى سنحكيه لأطفالنا عن هذه المحنة..؟!
…شخصياً أشعر بالخجل .. لذا فكرت ان أرتدى الحداد (الثوب الأبيض) الى ان تنقشع ظلمتنا .. وأدعو جميع نساء السودان ذوات الضمير اليقظ..المستشعرات لمسئولية التاريخ..الإنضمام لحداد جماعى يؤكد شعورنا بالألم لمايحدث ببلادنا..ويقدم الدليل على إنشغالنا بالهم العام والتزامنا تجاه تضحيات كل الشهيدات والرائدات اللاتى بذلن حياتهن ليصنعن لنا وطناً موحداً تحلم نسائه بالحرية.. قد تضىء ثيابنا البيضاء رغم حزنها الدرب فى ظلام أيامنا السوداء هذى.. وان لم تفعل على الأقل سنقول لأطفالنا لقد حزنا وبكينا وإرتفع نشيجنا (وأطلقنا الحىّ ووب).. لم نكن نهتم لجمالنا ومظهرنا وبلادنا تتفتت..كنا (حادات) غاضبات..فلنرتدى الحداد منذ يوم التاسع من يناير الحزين.ولنجعله شهر حزن لتعرف أخواتنا الجنوبيات وكل بلادنا ان النساء السودانيات مفجوعات بهذا الفراق المرّ.. وان الخرطوم ليست ملكاً للافتات (منبر الحرب الظالم) المبتهجة ببتر الوطن وان للخرطوم ونسائها ضمير يقظ ونفس تعاف” التقطيع”..تقطيع الأيدى والرؤوس وتقطيع الأوطان.
الحاج وراق (حريات)
وفي هذا الاتجاه سبق وخاطب الحاج وراق رئيس تحرير صحيفة (حريات) اهل الجنوب وهم يقبلون على التصويت قائلاً:
(… اذ تتوجهون اليوم الى صناديق الاقتراع، فاننا نعلم بانكم تصوتون وطائرات الانتنوف التي تقصف المستشفيات والمدارس ودور العبادة تتراءى في مخيلتكم، وسنوات المنافي والشتات تثقل على افئدتكم، ومرأى القرى المشتعلة والاشلاء المبعثرة يطفر الدمع في عيونكم، وملايين الضحايا من الاعزاء والاحباب تطوف اخيلتها بكم، اننا كديمقراطيين شماليين نعلم بكل تلك الفظائع، ونقر بانها ارتكبت باسم ثقافتنا، ونحن الآن نبرأ منها ونعتذر عنها، ونتفهم كيف ان التصويت اذ يتم في هذه الظروف الطاردة والبغيضة فانه ليس بين الوحدة والانفصال وحسب، وانما كذلك بين الكرامة والمهانة، ولذا فاننا نتفهم كذلك بان غالبيتكم الساحقة ستصوت من أجل الاستقلال والكرامة. ولكننا اذ نعلم ونقر ونعتذر ونتفهم، فاننا كذلك نتطلع نحو المستقبل…)
ردود فعل المجتمع الدولي
اوباما يهنيء ويُذكِّر بـ (دارفور)
هنأ الرئيس الأميركي باراك أوباما جنوب السودان، وقال إن الولايات المتحدة سوف تعترف به دولة ذات سيادة في يوليو المقبل.
وقال أوباما في بيان (نيابة عن شعب الولايات المتحدة أبعث بتهاني إلى شعب جنوب السودان على الاستفتاء الناجح الذي اختارت فيه أغلبية ساحقة من الناخبين الاستقلال).
وأضاف (ومن ثم يسعدني أن أعلن عن عزم الولايات المتحدة أن تعترف رسميا بجنوب السودان دولة مستقلة ذات سيادة في يوليو 2011).
كما شدد أوباما على ضرورة التنفيذ الكامل لاتفاق السلام بالسودان ووقف الهجمات على المدنيين في دارفور.
من جهة ثانية قال أوباما إن الولايات المتحدة مستعدة لمراجعة وضع السودان كدولة راعية للإرهاب (إذا وفى السودان بالتزاماته).
وتصنيف الدولة كراعية للإرهاب يمنعها من الحصول على صادرات أسلحة أميركية ويضع قيودا على مبيعات المواد ذات الاستعمال العسكري والمدني إليها ويضع قيود على المعونة الأميركية ويتطلب من واشنطن التصويت بالرفض لأي قرض لهذه الدولة من المؤسسات المالية الدولية.
من جهتها قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون الاثنين إن واشنطن ستبدأ عملية رفع السودان من القائمة الأميركية للدول راعية الإرهاب، لكنها شددت على أنها لن تفعل ذلك إلا إذا أوفى السودان بكل المعايير وفق القانون الأميركي.
وأضافت (تماشيا مع المناقشات الثنائية التي جرت بين الولايات المتحدة حكومة السودان وإقرارا بنجاح استفتاء جنوب السودان كعلامة فارقة مهمة لتطبيق اتفاقية السلام الشاملة تبدأ الولايات المتحدة عملية إلغاء تصنيف السودان كدولة راعية للإرهاب والتي تتمثل خطوتها الأولى في البدء بمراجعة ذلك التصنيف).
وتابعت في بيان مكتوب نشرته وزارة الخارجية الأميركية (إلغاء تصنيف الدولة راعية الإرهاب سيتم متى أوفى السودان بكل المعايير الموضحة في القانون الأميركي بما في ذلك عدم دعم الإرهاب الدولي خلال الأشهر الستة التي تسبق ذلك وتقديم ضمانات بأنه لن يدعم مثل هذه الأعمال في المستقبل وأن يطبق بشكل تام اتفاقية السلام الشامل لعام 2005 بما في ذلك التوصل إلى حل سياسي بشأن منطقة أبيي وترتيبات أساسية لما بعد الاستفتاء).
وقالت كلينتون (ندعو الزعماء الشماليين والجنوبيين لمواصلة العمل سويا نحو التطبيق الكامل لاتفاقية السلام الشامل وندعوهم للعمل على وجه السرعة من أجل التوصل إلى ترتيبات ما بعد الاستفتاء التي ستحدد مستقبلهم وتقود إلى علاقة استفادة متبادلة).
وكانت واشنطن قد لمحت الى استعدادها لرفع السودان من قائمة الدول الراعية للارهاب بعد اجراء استفتاء ناجح والمساعدة في تخفيف العقوبات التجارية.
ولكن يواجه اي تخفيف للضغوط على حكومة المؤتمر الوطني اعتراضات قوية من الرأي العام العالمي ومنظمات حقوق الانسان بسبب الاوضاع في دارفور. حيث يواجه البشير امر اعتقال من المحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية وجريمة الابادة الجماعية.
ولا تزال هناك حالة شديدة من عدم اليقين بشأن الاستقرار الاقتصادي والسياسي للشمال والجنوب خلال الشهور الخمسة المقبلة المقرر أن تشهد مفاوضات مكثفة بشأن كيفية اقتسام العائدات النفطية والقضايا العالقة الاخرى.
الأمين العام للأمم المتحدة يرحب
رحب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الاثنين بـ (النجاح الكبير) للاستفتاء حول استقلال جنوب السودان، داعيا المجتمع الدولي الى دعم الشمال والجنوب.
وقال بان كما نقل عنه المتحدث باسمه مارتن نيسيركي ان (اجراء الاستفتاء في شكل سلمي وذي صدقية يشكل نجاحا بالنسبة الى جميع السودانيين).
ووجه بان كي مون تحية الى حكومة الخرطوم برئاسة الرئيس عمر البشير وحكومة جنوب السودان برئاسة سلفا كير (للوفاء بالتزامهما حفظ السلام والاستقرار خلال هذه المرحلة الاساسية).
وحض الامين العام الحكومتين على البناء على هذه القاعدة (للتوصل الى اتفاق حول تنظيم مرحلة ما بعد الاستفتاء)، على ان يشمل ذلك وضع منطقة ابيي المتنازع عليها.
والإتحاد الأوروبي يرحب
رحّبت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون بالاستفتاء (التاريخي) في جنوب السودان، وأكدت التزام الاتحاد السعي إلى شراكة طويلة الأمد مع الدولة الجديدة. ورأت في بيان أنها (لحظة تاريخية بالنسبة إلى السودان) مشيدة بما اتّصفت به عمليّة التصويت من(صدقيّة).
وأشارت إلى أن (الاتحاد الاوروبي يحترم بالكامل نتيجة الاستفتاء، ويعتبرها انعكاساً حقيقياً لطموحات سكان جنوب السودان التي تم التعبير عنها في شكل ديموقراطي). واعتبرت آشتون أن(الاتحاد الاوروبي يأمل بتطوير شراكة واسعة