عبدالوهاب همت
بكلمات قوية ومعبرة وواضحة وضوح الشمس في رابعة النهار أعلنت الدكتورة عائشه البصري المتحدثه السابقه باسم بعثة الامم في السودان, استقالتها من منصبها بعد أن صوبت سهام نقدها في مصداقية المنظمة الدوليه الكبرى , ووجهت لها تهمة ممارسة الكذب والتضليل, وقالت بتواضع شديد ورأسها مرفوع (خجلت من نفسي) وراحت تقول عندما سألت بعض المسئولين عن سبب حجب بعض المعلومات المتعلقه بالشأن الدارفوري وتحديدا ببعض المجازر التي ارتكبت؟ جاءها الرد انهم يتصرفون كالدبلوماسيين وانهم لايوردون في تقاريرهم المعلومات كما هي, وذكرت ان هناك شخصين قاما باختطاف البعثة.
وان الامين العام للامم المتحدة قد كذب في تقريره حول هجوم الجنجويد على مدينة كتم, ولاحظت أنه وفي أكثر من 30 تقريرا لم ترد كلمة سوى مرة واحدة.
وقالت ان قوات الدعم السريع المدعومة من الخرطوم قامت بتشريد أكثر من 280 ألف شخص وهم في عداد المنسيين وأن الامم المتحدة شاركت في التستر لان هناك أجندات خاصة , وأن دارفور لم تكن في اجندة الامم المتحدة وان القرار 1556 تم التقاضي عنه تماما.
ومضت تقول ان الحق يحتاج الى شخصين واحد يقوله والاخر يسمعه وحسمت أمرها بالقول (ليست لدي أي علاقات في عملي سوى اخلاقي وضميري) وأن حادثة اختطاف 31 ناحا والتي وقعت في يوم 24 مارس الماضي جعلتها تحسم أمرها وتتقدم باستقالتها من هذا المنصب الاممي الرفيع.
وختمت قولها بأن الوساطة التي تقوم بها اليوناميد غير صادقة وان الحل الذي يتحدثون عنه سلام غير شامل ومبتور وانها لم تعمل من اجل الراتب الكبير وان اهل دارفور هم اهلي ولايمكن ان اسكت ودارفور تنزف.
لوتمعنا كل كلمة قالتها الدكتورة البصري ووقفنا عند ذلك فهي رسالة تعج بسمو الخلق والاستقامة ويقظة الضمير فلا دولارات الامم المتحدة ولا اعلام سياراتها التي ترفرف ازاقت أبصار هذه السيدة الفاضله الكريمة الشجاعه عن مايحدث في دارفور وان حالة التخدير تم تستمر معها وسرعان ما رأت بأم عينيها الفظائع التي ترتكب ضد الابرياء المدنيين, في مقابل صمت مطبق وتزوير من الموظفين الدوليين ومن المنظمة المناط بها رعاية حقوق المغلوبين على أمرهم.
الحجر الذي قذفت به الدكتورة بصري في بركة الامم المتحدة سيكون له مابعده وذلك ربما ايقظ ضمائر اخرى لازالت نائمه او صامته وتستلم المعلوم مقابل هذا الصمت المخزي.
لايسعني الا وان اقول للدكتورة عائشة البصري لك انحناءة تستحقينها ووسام موشى بالتقدير والوفاء.