دول عربية تؤكد التزامها توصيات وزراء الصحة بشأن الحج
من دخول أراضي المملكة لاداء الحج والعمرة من دون أن يؤثر ذلك في حصص الدول، وأعلنت 240 شركة حج وعمرة سعودية عن خفض تكاليفها لتفادي الخسائر جراء انخفاض عدد المعتمرين والحجيج، وطمأنت وزارة الصحة البحرينية مواطنيها إلى ان لديها مخزوناً كافياً من العقارات المضادة لفيروس ايه “اتش1ان1”، وخصص المغرب 36 مليون يورو اضافية للوقاية من المرض، في وقت اعلنت الولايات المتحدة انها تلتزم الحذر دون توقع الأسوا، واكد خبير ألماني ان العزل المنزلي لمرضى إنفلونزا الخنازير كاف.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة السعودية خالد المرغلاني امس السبت ان السلطات في المملكة “ستمنع الفئات الاكثر عرضة للمخاطر الصحية من اداء فريضة الحج لهذا العام بسبب وباء إنفلونزا الخنازير، غير ان ذلك لن يؤثر في حصص كل بلد من الحجاج والمحددة بالف حاج لكل مليون نسمة. وأشار إلى ان حكومة خادم الحرمين الشريفين ستتبع على الأرجح توصيات اجتماع وزراء الصحة العرب في القاهرة الاربعاء الماضي التي دعت إلى عدم السماح بالحج للاشخاص الذين تفوق اعمارهم 65 عاما والاطفال الذين تقل اعمارهم عن 12 عاما والأشخاص المصابين بأمراض مزمنة.
وقال أصحاب فنادق سعوديون ردا على سؤال لوكالة فرانس برس ان الكثيرين الغوا رحلات العمرة خصوصاً خلال شهر رمضان (اغسطس/ آب وسبتمبر/ايلول) منذ ظهور وباء إنفلونزا الخنازير. وبدأت نحو 240 شركة حج وعمرة في السعودية في خفض تكاليف مصروفاتها السنوية، بهدف التقليل من حجم الخسائر المتوقعة من أداء الحج والعمرة هذا العام. وقال نائب رئيس اللجنة الوطنية للحج والعمرة في مجلس الغرف التجارية سعد القرشي “إن اجتماع الشركات جاء مبكراً بعد صدور القرار مباشرة لتفادي ما قد يسببه من خسائر”. أضاف “لدينا ورشة عمل غدا الاثنين مع اللجنة الصحية حتى نستوضح أمور الوضع ونأخذ تصورا كاملا حيال ذلك، ونضمن عدم انتشار مرض انفلونز ا الخنازير من خلال الاحتياطات، والتدابير اللازمة التي سيتم اتخاذها”.
وقالت وزارة الصحة السورية أمس انها اتخذت إجراءات لتنفيذ توصيات وزراء الصحة العرب، وذكرت انها أصدرت قرارا بحظر سفر المصابين بامراض السكري وضغط الدم والكلى والقلب والكبد فضلا عن المسنين والاطفال والحوامل، إلى الأراضي المقدسة الموسم الحالي.
وأعلنت الحكومة المغربية امس انها خصصت مبلغاً مالياً إضافياً يقارب 400 مليون درهم (36 مليون يورو) لتمويل برنامج “وقاية ضد إنفلونزا الخنازير” اطلق في الرابع من مايو/ايار الماضي، حيث وضعت الحكومة تحت تصرف وزارة الصحة 850 مليون درهم (77 مليون يورو) لتنفيذ برنامجها. وأفادت الحكومة ان هذا المبلغ الاضافي سيسمح “بتعزيز المراقبة الوبائية وتعزيز وسائل التكفل بالمرضى وتوفير اللقاحات ضد هذا المرض المعدي”. واضافت ان برنامج مكافحة إنفلونزا الخنازير ينص على القيام “بحملة توعية اجتماعية”. يذكر ان المغرب سجل اربعين حالة إصابة حتى اول امس الجمعة.
من جهة أخرى أكدت السلطات الأمريكية انها تأخذ الاستعدادات كافة لمواجهة إنفلونزا الخنازير خلال الخريف المقبل رغم انها لا تتوقع الأسوأ. وقالت آن شوشات، مديرة المعهد الوطني للتحصين وللامراض التنفسية في مركز مراقبة الامراض خلال مؤتمر صحافي: “لا نتوقع في الوقت الحالي ارتفاع نسبة الغياب عن العمل، لكننا نتوقع صعوبات”. وقالت آن شوشات ان 10 إلى 15% من السكان يعانون عادة من اعراض الرشح خلال موسم انتشار الإنفلونزا الموسمية. واوضحت “ما لاحظناه خلال بضعة اسابيع في الربيع مع إنفلونزا الخنازير لم يكن على الارجح سوى مثال على ما يمكن ان يحدث خلال فترة الشتاء الطويل عندما تكون الظروف ملائمة لانتقال العدوى”. واضافت انه ينبغي الحصول على اعداد كبيرة من جرعات من اللقاح المضاد لفيروس (اتش1 ان1) للبدء بحملة تحصين في منتصف اكتوبر/تشرين الاول.
وقالت وزارة الصحة الأمريكية إنها اشترت 195 مليون جرعة لقاح من خمسة مختبرات. وأعلنت معاهد الصحة الوطنية الخميس بدء سلسلة تجارب سريرية للتأكد من فاعلية هذه اللقاحات. وقالت الطبيبة شوشات انها لا تتوقع ان يشهد الفيروس تحولا في مكوناته الوراثية حتى موعد بدء توزيع اللقاح، دون ان تستبعد ذلك تماما. وحذرت الطبيبة من استخدام الادوية المضادة للفيروس على نطاق واسع، مثل تاميفلو، على سبيل الوقاية، لان ذلك يمكن ان يولد لدى الفيروس مقاومة للدواء.
وكانت الولايات المتحدة اعتمدت عدة سيناريوهات تحسبا لانتشار وبائي خلال السنوات الاخيرة مع بروز مخاطر تفشي وباء إنفلونزا الطيور الذي لم يحدث. وكان اسوأ سيناريو تخيلته الحكومة الفدرالية يتوقع شل قدرة 40% من العاملين والموظفين بسبب إصابة العمال بالمرض او لاضطرارهم للبقاء في منازلهم للاهتمام باطفالهم او افراد العائلة المرضى.
وتفيد آخر أرقام معهد مراقبة الامراض الأمريكي انه تم تسجيل 43771 إصابة بإنفلونزا الخنازير في البلاد بينها 302 وفاة.
وأعلنت الشرطة الالمانية أن خمسة من عناصرها في ميونيخ اصيبوا بإنفلونزا الخنازير. وأعرب البروفيسور فيرنر زولباخ مدير معهد النظافة الصحية التابع للمستشفى الجامعي بمدينة لوبك شمال ألمانيا، عن اعتقاده أن ما يعرف بالعزل المنزلي لمريض إنفلونزا الخنازير إجراء كاف للحيلولة دون انتقال المرض وانتشاره. وأوضح أن الأصل في موضوع العزل المنزلي أن يتجنب المريض بقدر المستطاع.