لندن: مصطفى سري
أطلقت جمهورية جنوب السودان نداء إلى المنظمات الإنسانية لتقديم الغذاء إلى سكان ولاية شرق الاستوائية بعد المجاعة التي ضربت الولاية وأدت إلى وفاة 11 من مواطنيها الأسبوع الماضي، لكن الدولة التي لم يمضِ على استقلالها عامان لم تعلن الطوارئ في الولاية، لكنها حذرت من أن يؤدي نقص الغذاء في 3 ولايات أخرى إلى كارثة، في وقت حذر الجيش الشعبي (جيش جنوب السودان) من هجوم تعده الحكومة السودانية على حدودها، بينما أعلنت الخرطوم عن إطلاق سراح 5 من أسرى جيش الجنوب سيتم تسليمهم إلى الصليب الأحمر الأسبوع المقبل. وقال وزير الإعلام والبث الإذاعي في جنوب السودان والمتحدث الرسمي باسم الحكومة الدكتور برنابا مريال بنجامين لـ«الشرق الأوسط» إن مجاعة ضربت مقاطعة كبويتا الكبرى في ولاية شرق الاستوائية وأدت إلى وفاة 11 شخصا، وأضاف أن السبب وراء المجاعة كانت الفيضانات التي أتلفت المحاصيل الزراعية، معترفا بأن الدولة لم يكن لديها مخزون كافٍ من الغذاء لمواجهة المجاعة، وقال: «نحن لم نعلن حالة الطوارئ لأن المجاعة لم تصل حد الكارثة رغم أن وفاة شخص واحد أمر مؤسف وخطير، ولكننا استطعنا احتواءها بإرسال مواد غذائية عاجلة من برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة»، مشيرا إلى أن ولايات واراب، وجونقلي، وشمال بحر الغزال، تواجه نقصا في الأغذية، والدولة تعمل الآن على درء أي كارثة متوقعة في تلك الولايات، وقال: «هناك مناطق مثل البيبور في جونقلي تواجه تمردا، والمناطق الحدودية مع السودان تواجه توترا مثل شمال بحر الغزال، وهو ما يقود إلى نقص الغذاء».
وقال بنجامين إن وزارة الشؤون الإنسانية ودرء الكوارث في بلاده أطلقت نداء إلى المجتمع الدولي العام الماضي لجمع 1.2 مليار دولار لمواجهة نقص الغذاء في جنوب السودان، وأضاف أن ما تم جمعه يصل إلى نحو 400 مليون دولار، وأن الحملة مستمرة، وقال إن وزارة الزراعة تقوم الآن ببرنامج للأمن الغذائي والتوسع في الزراعة واستخدام الآليات لزيادة الإنتاج الزراعي، وأقر بأن وقف إنتاج نفط بلاده منذ العام الماضي قد أثر في موازنة الدولة مما أدى إلى خفضها.
من جهته قال وزير الشؤون الإنسانية وإدارة الكوارث في جنوب السودان جوزيف لوال اشويل في تصريحات إن البلاد بحاجة إلى 1.2 مليار دولار لتوفير الغذاء لإنقاذ الأوضاع حتى لا تصل إلى مرحلة الكارثة، وأقر بضعف استجابة المنظمات الدولية للنداء رغم إلمامها بخطورة الموقف الإنساني منذ يوليو (تموز) الماضي، مجددا نداء حكومته إلى المنظمات والدول المانحة إلى تقديم العون للمواطنين في المناطق المنكوبة، وقال إن الصعوبات التي تواجه توصيل المساعدات تتمثل في وعورة الطرق مما يصعب من الوصول إلى المناطق المتأثرة، وأضاف أن خطة حكومته إعلان البلاد خالية من الجوع بحلول العام القادم.
إلى ذلك قال فيليب اقوير المتحدث باسم جيش جنوب السودان لـ«الشرق الأوسط» إن الحكومة السودانية تقوم بحشد قواتها على منطقة هجليج الغنية بالنفط والتي أصبحت واحدة من مناطق النزاع بين البلدين وتقع شمال ولاية الوحدة الجنوبية النفطية، وكانت جوبا قد سحبت قواتها بعد معارك دارت بين قوات البلدين بعد دخول قوات جنوب السودان إلى المنطقة في أبريل (نيسان) الماضي، وأضاف أن الجيش السوداني قام بإنشاء مطار حربي في هجليج وجاء بمروحيات ومقاتلات إلى المنطقة وتم نقل جنود وآليات عسكرية ثقيلة جوا وبرا، وقال: «ليس لدينا قوات في هجليج، فقد انسحبنا منها في أبريل الماضي بعد مطالبات من الأمم المتحدة وعدد من دول العالم الصديقة»، وتابع: «حديث الخرطوم باأنا نقوم بنقل جنود إلى هجليج عارٍ عن الصحة، بل هي التي تقوم بذلك لشن هجوم واسع من عدة محاور».
وقال اقوير إن بلاده لديها معلومات مؤكدة أن الخرطوم تسعى للاستيلاء على منطقة الميل 14 في شمال بحر الغزال بالقوة العسكرية إلى جانب مهاجمة مناطق جاو في ولاية الوحدة، وكفيا كانجي، وحفرة النحاس، في غرب بحر الغزال، وأضاف: «المعلومات المتوفرة أن القوات السودانية في حشود مستمرة وزيادة في عدد القوات».
وكان التلفزيون السوداني قد نقل أول من أمس تفقد وزير النفط الدكتور عوض الجاز لقوات بلاده التي تعمل على تأمين حقول النفط بهجليج برفقة قائد عمليات هجليج اللواء كمال عبد المعروف، بعد تقارير تحدثت عن حشود لجيش جنوب السودان قرب الحقل النفطي.
من جهة أخرى أعلن المتحدث الرسمي باسم الجيش السوداني الصورامي خالد سعد أن بلاده ستقوم بتسليم 5 أسرى من دولة جنوب السودان تم أسرهم في منطقة كفن دبي الحدودية في جنوب دارفور في يونيو (حزيران) الماضي بعد أن توغلت قوات جيش الجنوب إلى داخل حدود السودان، وقال إن اللجنة الدولية للصليب الأحمر ستقوم بعملية ترحيل الأسرى إلى مدينة جوبا، معتبرا الخطوة بادرة حسن نية من قبل بلاده، داعيا دولة جنوب السودان إلى الانسحاب الفوري وغير المشروط من المناطق التي تسيطر عليها داخل السودان دون وجه حق، وقال إن القوات المسلحة ليست عاجزة عن حماية أراضي الدولة.