دكتور خضر عبد الكريم :الانتقاص من تاريخ واثار السودان ادى للانتقاص من جغرافيته

رحل دون ضوضاء او قشور، ضيفا من ضيوف عالمنا الفسيح، وعالم من علماء الاثار ؛والتاريخ؛ والمرويات والكوشيات؛ وحضارة وادي النيل القديمة، الدكتور خضر عبدالكريم، والشكر للاستاذ عمر عبدالله في الولايات المتحدة الامريكية الذي اسدى الينا واجب ان نقف عند رحيله في زحمة وغفلة الحياة، لاسيما وان رحيله خسارة موجعة لعلماء الاثار . بعد ان شهد هذا الحقل تخريبا وخطلا في السياسات  مضافا اليه رحيل علماء كبار من المتخصصين والمتميزين في السنوات الاخيرة ومنهم صديقنا الراحل د. اسامة عبدالرحمن النور( أركماني) والبروفسير نجم الدين شريف.
  وياتى رحيل خضر عبدالكريم  في ظل حملة ممنهجة لاسقاط واستبعاد ومحو تاريخ واثار حضارات وادى النيل القديمة من الذاكرة السودانية، وتقطييع أوصال الشخصية السودانية وإجتثاث جذورها واقصاء التنوع التاريخى عن ذاكرتنا تمهيدا واتساقا مع حملة العنف المادي الرامي لاقصاء التنوع المعاصر ورفض الاعتراف بالاخرين وحقهم في ان يكونوا اخرين .
  ان السلطة الغاشمة كانت دوما سلطة غير مثقفة ومشوهة الذاكرة الى حد ان الناطقين باسمها في نموزج حكومة الانقاذ ما فتئوا يقولون أن أي حديث عن التنوع يجعلهم يتحسسون مسدساتهم وليس عقولهم !!.
 أن الذاكرة الاحادية مشوشة ومثقوبة ولا معرفة لها بالتاريخ فالمعرفه بالتاريخ تهذب السلطة وحكامها وتجعلهم اكثر حساسية في التعامل مع الاخرين مع غشامة السلطة ومحدوديتها .
  أن فداحة رحيل عالم مثل الدكتور خضر عبد الكريم، درس وبحث واخذ واعطى تتضح عند محاولتنا الاجابة عن الاسئلة الكبرى في مشروعنا الوطني (من نحن ؟؟ ومن أين اتينا ؟؟ والى اين نذهب؟؟). وذلك وجه من وجوه الازمة ومعضلة المشروع الوطني منذ عام 1956 الى يومنا هذا. والذين تعاقبوا على دست الحكم لم يمتلكوا اجابة جيدة لهذا السؤال، بل انتقصوا من تاريخ السودان، مما ادى الى الانتقاص من جغرافيته حتى اضحى السودان سودانين وربما اكثر ان لم ننتبه ونتوصل الى مشروع وطني قائم على حقائق وواقع بلادنا المعاصر منه والتاريخي .
اننا نتوجه بالتعازي لاسرة واصدقاء الدكتور خضر عبدالكريم وقد سعدنا ببهجة التعرف عليه ورفقته الممتازة من الاصدقاء .
ياسر عرمان
1 ابريل 2012

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *