شارك سعادة السيد أحمد بن عبدالله آل محمود وزير الدولة للشؤون الخارجية وسعادة السيد جبريل باسولي الوسيط المشترك للاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة في الاجتماع رفيع المستوى بشأن السودان في إطار اجتماعات رؤساء الدول وحكومات الاتحاد الإفريقي الذي عقد في أديس أبابا في الفترة من 30 إلى 31 يناير الحالي.
وقد ألقى سعادة الوزير كلمة في هذا الاجتماع نقل فيها للمشاركين تحيات حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى، وقدم سعادته للاجتماع شرحا للجهود التي تبذلها دولة قطر والوساطة في سياق عملية دارفور الجارية في الدوحة.
كما قدم سعادته أيضا شرحا لجهود الوساطة الرامية لإشراك جميع الحركات في العملية السلمية والأسس التي تعمل عليها الوساطة من أجل الوصول إلى حل عادل ودائم للنزاع في دارفور.
وقد ركز سعادته في الكلمة على المسارات التي تعتمدها الوساطة في جهودها لتحقيق السلام، وخصوصا جهود المفاوضات والمشاورات مع كافة أصحاب المصلحة.
كما قدم سعادته موجزا عن خطة الوساطة لإتمام عملية السلام الجارية في الدوحة خلال شهر فبراير القادم.
وقد صدر عن الاجتماع بيان ناشد فيه الحركات الدارفورية المسلحة للمشاركة فورا في محادثات سلام دارفور في الدوحة ليتحقق وقف إطلاق النار ووضع الأسس اللازمة لاتفاقية سلام شامل للنزاع في دارفور.
وعاد سعادته والوفد المرافق له إلى الدوحة أمس بعد المشاركة في الاجتماع المذكور.
يساهم في إرساء ثقافة التسامح بين أبناء دارفور..عيد الخيرية تستعد لتنفيذ مشروع مجمع قطر الثقافي بنيالا2011-02-01
6 ملايين ريال التكلفة الإجمالية للمشروع وإنشاؤه يستغرق 18 شهرا
شرائح متعددة تستفيد من المجمع أهمهم الدعاة وطلاب العلم والمسؤولون بالولاية
المجمع يهدف لإحداث تغيير جوهري في النفس السودانية عموما والدارفورية خصوصا
عبدالله مهران:
مواصلة للدور الفاعل الذي تقوم به في دارفور تجاه الشعب السوداني الشقيق تعتزم مؤسسة الشيخ عيد بن محمد آل ثاني الخيرية تنفيذ مشروع مجمع قطر الثقافي خلال الفترة المقبلة في مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور.
وقد أعدت المؤسسة دراسة تفصيلية للمشروع الذي سيتم تنفيذه بالتعاون مع منظمة التضامن للإغاثة والتنمية، حيث قدرت تكلفته الكلية حسب الأسعار الحالية بـ(6000000) ستة ملايين ريال قطري، ويستغرق إنشاؤه حوالي سنة ونصف السنة.
ودعت مؤسسة الشيخ عيد الخيرية محسني قطر لدعم هذا المشروع الحيوي والذي تنبع أهميته من كونه يعد أهم مشروع يتم تنفيذه في دارفور لان التشخيص الدقيق لمشكلة دارفور يؤكد أن العلاج الناجع هو قيام هذا المجمع بنشر الوعي بأخطار الحرب ونشر ثقافة التسامح وفوق هذا وذاك التعريف بالعقيدة الإسلامية الصحيحة ومتطلباتها.
والمجمع بتصميمه الفريد وشكله المتميز دليل قاطع وبرهان ساطع على أن دارفور بلد الإسلام ولا مكان فيه لطامع يريد أن يجتال أهله عن دينهم الذي ارتضاه الله لهم.
أهداف المشروع
ويهدف المشروع إلى إبراز وإظهار شعار الإسلام من خلال المسجد المميز بمآذنه العالية التي تدل على علو الإسلام وأهله، ونشر الثقافة الإسلامية بصورة واسعة وسط قيادات المجتمع من خلال الدورات العلمية التي تستهدف الشرائح المختلفة بالإقليم، والوقوف في وجه المد التبشيري والغزو الفكري، وإظهار محاسن الإسلام ودعوة غير المسلمين للدخول فيه.
كما يهدف إلى العمل على ترسيخ العقيدة الإسلامية الصحيحة، والتأكيد على الأخوة الإسلامية وشد أواصر الصلة بين أهل القبلة الواحدة ونبذ العصبية بكل صورها وأشكالها المختلفة، ومحاربة الأميّة البسيطة والأميّة التقنية ولفت المجتمع لأهمية العلوم الحديثة، وجعل المجمع دليلا واضحا على دور المؤسسات الإسلامية والعربية عامة ودور دولة قطر صاحبة القدح المعلّى خاصة في التعاطي الايجابي مع أزمة المسلمين في دارفور والسعي لحلها.
موقع المشروع
وقد تم اختيار موقع مميز وسط مدينة نيالا حاضرة ولاية جنوب دارفور لإنشاء المجمع، ومعلوم أن مدينة نيالا تعد أهم مدينة في غرب السودان عموما وفي دارفور خصوصا وتعتبر المدينة بتركيبتها السكانية صورة مصغرة ليس لدارفور وحدها ولكن للسودان بأجمعه.
والمدينة من حيث التعداد السكاني تعتبر بعد العاصمة حيث يسكنها ما يزيد على مليون نسمة، أما من حيث الطبيعة التي حباها الله بها، فهي ومدينة كسلا في شرق السودان كفرسي رهان، وتعتبر مدينة نيالا أهم مركز تجاري في غرب السودان وترتبط تجاريا بعدد من دول غرب أفريقيا، ويوجد بالمدينة مطار دولي يستقبل طائرات من داخل وخارج السودان.
ونسبة لأهمية المدينة فقد ركزت المنظمات الأممية المختلفة وغيرها من المنظمات الوافدة على فتح مكاتب لها في قلبها وأحيائها المختلفة.
المستفيدون من المشروع
يستفيد من مشروع المجمع فئات عدة وشرائح مختلفة أهمهم: الدعاة وأئمة المساجد، وطلاب المدارس والجامعات، والمرأة، وزعماء الإدارة الأهلية، والموظفون في المؤسسات المختلفة، وضيوف المنظمة من داخل وخارج السودان، وإدارة المنظمة، وعموم المواطنين من خلال الصلاة والمحاضرات العامة والمكتبة المفتوحة، والتجار.
مكونات المشروع
ويتكون مشروع المجمع من مسجد، وطابق ميزانين، وقاعتين للاجتماعات، وقاعة، ومكتبة، وكفتيريا، وصالة، وحمامات، وموضأ، وغرف سكنية، و23 محلا تجاريا وقفيا، إضافة إلى سور خارجي وبعض الحدائق.
منظمة التضامن
وأشار مسؤولو منظمة التضامن للإغاثة والتنمية إلى أن إقامة هذا المجمع ستشكل نقطة تحول كبيرة في المنطقة كلها، وذلك إن فكرة المجمع تقوم على أن يكون المجمع مقرا لإقامة دورات مستمرة تستهدف قيادات المجتمع من دعاة وأئمة مساجد وزعماء إدارة أهلية وموظفين بالمنظمات والمؤسسات الرسمية والشعبية المختلفة وقيادات الطلاب والموهوبين والنابغين من طلاب المدارس وقطاع المرأة وغيرهم ممن لهم تأثير على المجتمع.
وهذه الدورات تشمل الثقافة الإسلامية ورفع القدرات ودورات رفع الأمية التقنية وسيكون التركيز على ما يتعلق بالتنمية البشرية لان أساس التنمية تنمية الإنسان
ولا شك ان من أهم ما يحتاج إليه مجتمع دارفور بث ثقافة التسامح والتأكيد على القيم الحضارية التي دعا لها الإسلام.
ومن هذه القيم ان القوة الحقيقية هي القوة في ضبط النفس ومنعها من الانسياق مع انفعالات الغضب المدمرة أو كما قال صلى الله عليه وسلم (ولكن الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب)، وان العفو الذي يعتبره الناس ذلا وضعفا هو عين العز (فما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا).
ومما لا شك فيه ان النجاحات التي حققتها دولة قطر ترجع إلى فضل الله أولا ثم إلى السياسة المتوازنة والحكيمة التي انتهجتها في إدارة أمورها وإتباعها للطرق السلمية في علاج أمورها ولتعاملها بأعلى درجات الشفافية.
وما أحوجنا إلى هذه الأخلاق في بلد مزقته الفتن بسبب سوء إدارة الأمور.
وإذا كان الإخوة في الحكومة القطرية، وفقهم الله، يسعون بكل ما يملكون لوضع حد لمعاناة الملايين في دارفور بسبب الحرب الأهلية من خلال مفاوضات الدوحة فإننا نسعى من خلال هذا المجمع لإحداث تغيير جوهري في النفس السودانية عموما والدارفورية خصوصا وخاصة القيادات منهم حتى نحافظ على ما تبقى من السودان قبل فوات الأوان.
وبذلك تكون دولة قطر قد أسهمت في حل مشكلة دارفور على المدى القريب والمدى البعيد حتى لا تتكرر تجربة جنوب السودان المرة.
ان القيم والأخلاق التي استفدناها من خلال تعاملنا معكم إخواننا في عيد أكبر بكثير من المساعدات المادية التي حصلنا عليها.
ومن هنا فنحن حريصون على أن نعمم هذه القيم على مجتمع يفتخر بمعالجة الأمور بصورة عنيفة ولا ينظر لعواقبها الوخيمة، وقد اخترنا اسم قطر ليكون عنوانا لهذا المجمع عرفانا بالجميل وتخليدا لدورها في خدمة أهل دارفور.
ولما كان المجمع يقع في محل استراتيجي وسط المدينة وعلى أحد شوارعها الرئيسة جعلنا أوقافا في الجانب الشرقي والجنوبي حتى يكون عائد إيجارها لإقامة هذه الدورات.