خبراء وأكاديميون : ما حدث في تابت جريمة صادمة وندعو لتحقيق دولي مستقل
ولتدخل مجلس الأمن والجنائية
التغيير: نيويورك
اتفق خبراء في حقوق الإنسان وباحثون أكاديميون خلال ورشة لمعهد حقوق
الإنسان التابع لجامعة كولومبيا والجمعية الوطنية للسياسية الخارجية
الأمريكية على أن ما حدث في تابت في دارفور ” جريمة دولية صادمة” وطالبوا
بتحقيق دولي وتدخل المحكمة الجنائية الدولية ومجلس الأمن لمعاقبة
المتورطين في ” جريمة الاغتصاب الجماعي التي طالت أكثر من 200 فتاة
وامرأة..
وشارك خبراء دوليون وأكاديميون في ورشة نظمها معهد حقوق الانسان التابع
لجامعة كولومبيا والجمعية الوطنية للسياسة الخارجية الامريكية يوم أمس
الأول بنيويورك لمناقشة الاوضاع المستجدة في السودان بالتركيز على
الأحداث الأخيرة خاصة جريمة الاغتصاب الجماعي في منطقة تابت، وناقشت
الورشة مستجدات الاحداث في السودان ومآلاتها وخيارات التغيير .
واللافت في الورشة كان تركيز المتحدثين على الوضع الأمني والانساني في
مناطق النزاعات وخاصة في اقليم دارفور، واتفقوا على أن ” جريمة تاتب
التي ارتكبت بواسطة عناصر تتبع لجيش النظام، جريمة دولية صادمة”.
وأعتبروا الأمر جزء من استراتيجية ممارسة سياسة الارض المحروقة التي
يقوم بها النظام بواسطة جيشه ومليشياته.
و شددوا بأن ” هذه الجريمة الفظيعة الصادمة منظمة وممنهجة، ويستخدمها
النظام كسلاح في الحرب، محذرين من خطورة ترك المجرمين دون عقاب.
وناشد المتحدثون مجلس الامن بالقيام بمسؤولياته وفقا لميثاق الامم
المتحدة بتكوين لجنة دولية مستقلة وشفافة للتحقيق في جريمة تابت و
الاغتصاب الجماعي والتحقيق في عملية التستر التي تقوم بها اليوناميد .
و دعوا مجلس الامن بأن يقوم باجرءات عاجلة وقوية لضمان حماية المدنيين
في دارفور وكل السودان وخاصة معسكرات النزوح التي تتعرض لأبشع أنواع
الاعتداءات .والانتهاكات، ودعم المحكمة الجنائية الدولية في تنفيذ اوامر
القبض السابقة التي وجهتها لكبار المتهمين في جرائم دارفور.
وطالب المشاركون في ورشة جامعة كولمومبيا المنظمات الدولية وغير
الحكومية للتحقيق في هذه الجرائم، ومعاقبة المجرمين والمحكمة الجنائية
الدولية بتحقيق عاجل وتحديد الجناة في هذه الجرائم، وتوجيه الاتهامات
لمتهمين جدد، وفي ذات السياق استنكر المشاركون رد فعل اليوناميد التي
أنكرت وجود الجريمة حتى دون تحقيق جدي، معتبرين “أن أمرا كهذا يؤكد عدم
قدرتها على القيام بواجبها وفق التفويض الممنوح لها، ويؤكد كذلك تقارير
سابقة واتهامات وجهتها مسؤولة الإعلام السابقة في يوناميد عاشة البصري
والتي اتهمت يوناميد بصريح العبارة بأنها تتستر على الجرائم التي
ترتبكها الحكومة السودانية ضد المدنيين في دارفور.
وأجرى بعض المشاركين مقارنة بين رد فعل المجتمع الدولي في جريمة الاغتصاب
الجماعي في تابت ومزا ات النساء التي نظمتها حركة داعش لبعض النساء
العراقيات، مستنكرين ضعف رد الفعل الدولي في حالة ثابت ، على عكس ما حدث
في العراق من أدانات كل الدول وعلى اعلى مستوىات.
إلى ذلك أكد المشاركون في الورشة أن لا مخرج السودان الا بوضع ديمقراطي
جديد يحقق التغيير البنيوي للحكم ويحقق المواطنة المتساوية التي لا تنحاز
إلى عرق أو دين أو لون أو ثقافة.
.
وتحدث في الورشة بروفيسور حامد التجاني استاذ السياسة العامة في
جامعة الامريكية في القاهرة ورئيس الشعبة، وأحمد حسين آدم باحث في جامعة
كورنيل ، وا كشايا كومار التابعة لرنامج كفاية الأمريكي، وأدار
الورشة الدكتور ديفيد فليبس، مسؤول برنامج بناء السلام وحقوق الانسان في
جامعة كولومبيا . كما شارك في الورشة لفيف من أساتذة و طلاب جامعة كولمبيا و عدد من ممثلي المنظمات الحقوقية و الانسانية في نيويورك .