*القيادي البارز بالحركة الشعبية؛ أتيم قرنق في حوار عن النفط لـ”الوفاق”
الشمال أمام خياران:التعامل بالمعايير التجارية أو اننا سوف نحتفظ ببترولنا للأجيال القادمة
– نحن نتحرك للأمام بينما تظل الخرطوم ثابتة في محطة واحدة
-عليهم ان يفكروا بعقلية القرن الحادي والعشرين أو يواجهون العزلة
دافع القيادي بالحركة الشعبية في جنوب السودان؛ الاستاذ أتيم قرنق بشدة عن الخطوة التي دفعت حكومته في إيقاف إنتاج النفط مؤخراً، على غرار الخطوة التي قامت بها حكومة السودان في اخذ نصيبها عيناً وإحتجاز ثلاث شحنات تحمل 2,2 مليون برميل من نفط دولة جنوب السودان، وكانت ردت فعل جوبا بإعلانها ايقاف إنتاج نفط بلادها البالغ 350 ألف برميل يوميا بشكل تام متهمة الخرطوم بالتصرف في ما يصل إلى 1.4 مليون برميل عنوة من ميناء بورتسودان، وإتهم قرنق حكومة الشمال بلعب دور سلبي تجاه حكومة وشعب جنوب السودان، وقال أن شعب جنوب السودان غير مستعد ولا يسمح بأن يكون 80 بالمئة من موارده البترولية مملوكة لحكومة الخرطوم وعلى حكومة السودان ان تعلم انها امام خياران اما ان تتعامل مع موضوع النفط بالمعايير التجارية المعروفة أو اننا سوف نحتفظ ببترولنا للأجيال القادمة، خاصة واننا نعرف كيف ندير دولتنا من غير النفط، وزاذ: نحن الذين نقرر وقف إنتاج البترول ونعرف ايضاً كيف ندير الدولة بغير البترول.
وتسأل لماذا يحشر الآخرون أنفسهم في شؤوننا وكيف تحدد وسائل الرفاه لشعبنا وكأننا لا نعرف ما هو الايجابي والسلبي في مثل هذا الخيار، وقال أن قيام ميناء لامو أنشي لخدمة جنوب السودان واثيوبيا وهو أضخم مشروع في افريقيا بقيمة 13 مليار دولار، وتابع: نحن نتحرك للأمام بينما تظل الخرطوم ثابتة في محطة واحدة، عليهم ان يفكروا بعقلية القرن الحادي والعشرين أو يواجهون العزلة.
وقال إذا لم تتحدث الخرطوم مع حكومة الجنوب بلغة تجارية بعيداً عن التسيس، وإذا كانت الخرطوم غير مستعدة للإعتراف بأن التجارة الدولية تحكمها قوانيين دولية تلزم الأطراف المعنية بإحترامها، فلن يكون في الإمكان تصدير بترول جنوب السودان عبر المواني السودانية.
نص الحوار كان باللغة الإنجليزية حاولنا نقله بكل تفاصيله إلى اللغة العربية والبحث عن مفردات مطابقة للغة السياسة التي تكلم بها قرنق في قضية مازالت محل تفاوض وخلاف مع الحكومة السودانية، ورغم مشغوليات أتيم قرنق سمح لنا بإجراء هذا الحوار عبر الاسفير عن موضوع النفط والمفاوضات المقبلة.
أجرى الحوار عبر النت: طلال الطيب
-استاذ اتيم كيف حالك؟
أنا بخير وانت؟
-ايضاً بخير، شكراً، كيف هي السياسة التي تتبعها الدولة في جنوب السودان؟
الأمور طبيعية.
آمل أن يكون المواطنون في الجنوب يعيشون في سلام!
هذا واجبنا تجاههم، والسلام يعني التنمية.
– البعض يآمل في ان تعود تلك الأيام بين الجنوب والسودان.
مازال في امكان الناس ان يتقاسموا الموضوعات المشتركة
-يجب توفر الإرادة السياسية حتى يتثنى للأطراف العيش معا دون عداء.
جنوب السودان ليس له توجهات او ميل نحو الحرب، السلام هو واحد من أهدافنا، لكن في الجانب الآخر اي حكومة الخرطوم تبحث عن مخرج للهروب من مشاكلها الداخلية، عرفناهم على مدى السنوات الماضية، كيف يفكرون ويتعاملون معنا.
– يبدو أن الحكومتان في الخرطوم وجوبا لم تتوفر لديهما الإرادة لحل القضايا العالقة والنظر إلى مصالح المواطنين العاديين؟
نحن في جنوب السودان نعرف تماماً اين مصالح شعبنا ولكن حكومة الخرطوم ما زالت تعيش في الماضي وتظن انها ما زالت تسيطر على رغبة ارادة شعب جنوب السودان، وهذا هو السبب في عدم التوصل لحلول نهائية للقضايا العالقة.
– قامت جوبا بخطوة وقف إنتاج النفط، مما اعتبره البعض سوء نية حكومة الجنوب في التعامل مع السودان، وبالتالي ايضاً قد يؤثر هذا الإجراء ويخلف خسائر ثقيلة لدى الدولتين، ويضر ذلك بمصالح الشعبين في حياته اليومية؟
شعب جنوب السودان غير مستعد ولا يسمح بأن يكون 80 بالمئة من موارده البترولية مملوكة لحكومة الخرطوم وعلى حكومة السودان ان تعلم انها امام خياران اما ان تتعامل مع موضوع النفط بالمعايير التجارية المعروفة أو اننا سوف نحتفظ ببترولنا للأجيال القادمة، خاصة واننا نعرف كيف ندير دولتنا من غير النفط.
– كيف تديرون بلدكم من دون مورد النفط؟ الخرطوم وجوبا يعتمدان اساساً على البترول، والازمة الحالية في ايقاف إنتاج البترول تسببت في شح النقد الاجنبي وبالتالي زيادة سعر الصرف؟
هل تعتقد أن الآخرين يفكرون بالانابة عنا؟ نحن الذين نقرر وقف إنتاج البترول ونعرف ايضاً كيف ندير الدولة بغير البترول.
ولماذا يحشر الاخرون أنفسهم في شؤوننا وكيف تحدد وسائل الرفاه لشعبنا وكأننا لا نعرف ما هو الايجابي والسلبي في مثل هذا الخيار، قد تكون سمعت ان ميناء لامو سوف ينشى لخدمة جنوب السودان واثيوبيا وهو أضخم مشروع في افريقيا بقيمة 13 مليار دولار.
نحن نتحرك للأمام بينما تظل الخرطوم ثابتة في محطة واحدة، عليهم ان يفكروا بعقلية القرن الحادي والعشرين أو يواجهون العزلة.
– بمعنى أنكم تحاولون الإتجاه والإنفتاح جنوباً، لكن السؤال هو كيف ترى المستقبل مع حكومة الشمال؟
يجب أن تعرف للخرطوم توجهات عدائية تجاه جنوب السودان، وعندما يعرفون أن السلام هو الطريق نحو التنمية، ويدركون أهميته للسودان وجنوب السودان وأن الطرفان يحتاجان لعلاقات تجارية متطورة، عندها فقط تكون حكومة الخرطوم قد إتجهت الوجهة الصحيحة.
– طيب ما هى الخيارات الممكنة والمتاحة في المفاوضات المقبلة التي يمكن أن يتوصل بها الطرفان إلى حل؟اي هل هناك امكانية لتصدير نفط جنوب السودان عبر الشمال مجدداً؟
إذا لم تتحدث الخرطوم مع حكومة الجنوب بلغة تجارية بعيداً عن التسيس، وإذا كانت الخرطوم غير مستعدة بالإعتراف بأن التجارة الدولية تحكمها قوانيين دولية تلزم الأطراف المعنية بإحترامها، فلن يكون في الإمكان تصدير بترول جنوب السودان عبر المواني السودانية.
– لكن سعر برميل النفط الذي اقترحتموه يمثل أدنى المستويات؟
من قال ذلك.. نحن معنيين باعتبارنا دولة غير مطلة على البحر، للمعلومية نحن ساهمنا في دفع تكلفة إنشاء خطوط الأنابيب، من رأس المال فضلاً عن التكلفة الرأسمالية لمحطة المعالجة المركزية، وعلى الحكومة السودانية ان تعي جيداً بانها لم تتفاوض مع دولة تريد استخدام منشأت دولة اخرى دون ان تساهم هذه الدولة في رأس مال تلك المنشأت، نحن كنا جزء من دولة السودان وساهمنا سوياً في قيام هذه المنشأت من مواردنا، لذا إذا ارادت الخرطوم أخذ حق البرميل بالسعر الذي تضعه عليها أولاً دفع نصيب الجنوب من بناء تلك المنشأت وبالتالي يتم الإتفاق على سعر البرميل بالطرق الفنية البحتة التي تحكمها الضوابط الدولية والإتفاقات.