الخرطوم – عماد حسن:
جددت الحكومة السودانية انتقادها لمساعي المعارضة لإسقاط النظام وتحدتها بأن تأتي ب”ربيع عربي” في البلاد . وأقر مجلس الصحافة بأنها تعيش في محنة وتحتاج إنقاذاً بعد إغلاق صحف وتسريح صحافيين بسبب سياسة التقشف والضائقة الاقتصادية، فيما أطلت أزمة الخبز باحتجاج على أسعاره، في حين نفى مدير جامعة الخرطوم، تقديم استقالته، لكنه أقر بالتلويح بها .
ووجه القيادي بالمؤتمر الوطني د . قطبي المهدي انتقادات عنيفة لرئيس حزب “الأمة” القومي الصادق المهدي وتحداه بأن يأتي ب”ربيع عربي” في البلاد لإسقاط النظام والعودة مجدداً لسدة الحكم . ووصف ملتقى مقاتلي الحركة الإسلامية بالظاهرة المعبرة عن أشواق القواعد، مؤكداً عدم وجود خلاف بين “الوطني” وقواعد “المؤتمر الشعبي” . وقال “إن الخلافات تقع في محيط القيادات من دون القواعد، واعتبر تجمع مقاتلي الحركة الإسلامية دليلاً واضحاً على الرغبة في الوحدة” .
ورأى قطبي أن الشعب لم يتجاوب مع المعارضة “لأنه جربهم ولم يقدموا طرحاً اقتصادياً أو ممارسة سياسية أفضل من الإنقاذ” . وأضاف “لن يستطيعوا أن يأتوا بربيع عربي ما لم يثبتوا أنهم قادرون على حكم السودان”، واستبعد قطبي بشدة اندلاع انتفاضة لاقتلاع النظام . وقال “الشعب لديه تجارب معهم، ولن يخرج لإسقاط النظام عشان يجيبوهم هم ذاتهم زي ما حصل بعد نميري” . وأضاف “الناس ديل ودوا البلد في ستين داهية” .
من جهته، اعتبر المسؤول في حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان ربيع عبد العاطي عبيد أن التظاهرات التي انطلقت في منتصف الشهر الماضي في البلاد صغيرة إلى حد “السخافة” ولا تمثل شيئاً، وأضاف ضاحكاً “لا أعتقد ان هذه التظاهرة تؤثر في الرأي العام . عدة أشخاص من هنا وهناك، وآخرون في مسجد وحيد، ما هذا؟ إنه سخيف!”
وتابع: “لا يمكننا مقارنة ما يحدث هنا ويقوم به بعض الأفراد بما حدث في مصر أو تونس أو ليبيا”، وأوضح “في الواقع الأمر دعاية، دعاية سياسية أكثر مما هو احتجاج فعلي” وواصفاً الحركة بأنها “لا شيء” .
من جانب آخر، أقر رئيس المجلس الأعلى للصحافة والمطبوعات البروفيسور علي شمو بوجود مشكلات كبيرة تواجه الصحافة بسبب ارتفاع الدولار والجمارك والطباعة بجانب المدخلات الأخرى . وقال إن الصحافة الورقية في خطر وأكد أن الصحيفة أصبحت تكلف مابين “130140” قرشاً مشيراً إلى أن الجريدة تحمل الزيادة للمعلن .
وقال شمو إن الصحافة في تراجع وإذا لم يوجد حل فسوف يكون من الخارج بتحويل الورقية للإكترونية، منوهاً بأن الدمج واحد من الخيارات . وكشف، في حديث أمام دورة تدريبية إعلامية،عن مساعٍ لحل المشكلة لخلق إمكانية استدامة البنيات الأساسية للصحف واقترح ضرورة إعفائها من الضرائب . وأضاف شمو “إذا اتجهت الصحف إلى زيادة أسعار الإعلانات فإنه سيقلل من نسبته، وإذا أرادوا حل المشكلة بزيادة سعر النسخة إلى جنيهين، فإن المواطن غير قادر على شراء الصحف” .
وبعد إعلان صحيفة “الأحداث” إفلاسها وإغلاق أبوابها، استغنت صحيفة “السوداني”، التي يرأس مجلس إدارتها رجل الأعمال جمال الوالي،عن مؤسسها محجوب عروة ونائب رئيس تحريرها، كما سرحت عدداً من رؤساء أقسام وصحافيين وصل عددهم (13)، بينهم من شاركوا في تأسيسها منذ انطلاقتها، وأوضحت أن إدارة الصحيفة بررت الخطوة بأنها تواجه شبح الإغلاق، بسبب الضغوط الاقتصادية والعجز المالي عن سداد المرتبات .
وفي سياق الضغوط الاقتصادية، احتج اتحاد المخابز على قرار وزير التجارة الذي قضي بتحديد أسعار الخبز بواقع 25 قرشاً للرغيفة الواحدة، وتوصل الاتحاد عقب اجتماعه بالوزير إلى تشكيل لجنة مشتركة تضم ولاية الخرطوم وهيئة المواصفات وغرفة الدقيق والأمن الاقتصادي لمراجعة أسعار الخبز . وأكد الاتحاد موافقته على أوزان الخبز بواقع 70 غراماً للرغيفة الواحدة، إلا أنه تحفظ على التسعيرة . وقال الأمين العام لاتحاد المخابز عادل ميرغني، إن الأسعار المعلنة لا تغطي تكلفة ونفقات المخابز، مبيناً أن ارتفاع مدخلات الإنتاج خلقت ضرورة مراجعة الأسعار .
يشار إلى أن الجنيه الواحد كان يكفي لأربعة أرغفة قبل أن تعود إلى ثلاثة بعد التسعيرة والتي ربما تقلصت أيضاً بعد اجتماع الاتحاد مع الوزير .
إلى ذلك، نفى مدير جامعة الخرطوم، البروفيسور صديق مصطفى حياتي، أن يكون قد تقدم باستقالته من منصبه، رغم إقراره بأنه هدد بذلك رافضاً الإفصاح عن أسباب التلويح بتقديم استقالته، وشدد على رفضهم دخول الشرطة الحرم الجامعي بموجب اتفاق مع قيادتها، موضحاً أن بعض التجاوزات في ذلك تتم من بعض الضباط، “غير الملمين بلوائح الاتفاق المبرم مع قيادة الشرطة” .
وقال حياتي، في مؤتمر صحفي، إن الطلاب كانوا يعبرون عن آرائهم السياسية داخل حرم الجامعة “وحين أرادوا الخروج للشارع تصدت لهم الشرطة” . وقال إنه منذ ذلك التاريخ، بدأ عدد محدود من الطلاب التظاهر ووقعت اشتباكات بين بعض الطلاب في اركان النقاش .
ونفى مدير الجامعة بشدة أن تكون الجامعة أغلقت لأسباب أمنية، مؤكداً أن الدراسة بحسب الجدول المعد من مجلس عمداء الكليات، قد انتهت في العديد من الكليات “كما أن الجدول معد لأن تدخل الكليات في عطلاتها مطلع رمضان كما هي العادة في الجامعة منذ فترة طويلة” .
وتظاهر نحو 300 محام سوداني، أمس، مطالبين قوات الأمن السودانية بالكف عن استخدام القوة ضد الاحتجاجات السلمية . وقال شهود عيان إن المحامين ومعظمهم مرتبطون بأحزاب المعارضة تجمعوا أمام المحكمة العليا في وسط الخرطوم هاتفين “الحرية” و”التظاهر حق دستوري” .
وقال شهود عيان إن الشرطة حاصرت المحامين، لكنها لم تستخدم الغاز المسيل للدموع أو الهراوات لتفريقهم، كما فعلت لفض الاحتجاجات في الأسابيع الأخيرة .
وقدم وفد من المحامين مذكرة إلى البشير في قصره الرئاسي . ودعا المحامون في المذكرة الرئيس السوداني إلى أن يأمر على الفور بوقف استخدام القوة ضد المتظاهرين السلميين والإفراج عن جميع المعتقلين .
الخليج