مدينة الفاشر شمال دارفور تشهد حالة من الفوضى العامة، بعد أن فقدت الحكومة سيطرتها على ميليشيا الجنجويد المسلحة، التي تنتشر في كل الولاية.
العرب أميرة الحبر [نُشر في 22/03/2014، العدد: 9505، ص(4)]
الجيش ينتشر في وسط مدينة الفاشر
الخرطوم – عرفت مدينة الفاشر خلال هذا الأسبوع مواجهات مسلحة بين قوات الشرطة السودانية وميليشيات الجنجويد المتهمة بدعمها للنظام السوداني.
وكانت قد اندلعت، الثلاثاء، وسط سوق مدينة الفاشر حاضرة ولاية شمال دارفور، الاشتباكات بين قوات الشرطة ومجموعة من ميليشيا الجنجويد استعمل فيها الرصاص الحي.
وقال مصدر مطلع لـ”العرب” عبرالهاتف من الفاشر أن قوات الشرطة اشتبكت مع الجنجويد لأكثر من نصف ساعة، وتابع: كانت مجموعة متمردة من ميليشيا الجنجويد، معروف عنها تجاوزاتها القانونية ومتاجرتها في المخدرات خاصة البنقو.
وأضاف المصدر :”أن سكان الفاشر يعيشون هذه الأيام رعبا حقيقيا بسبب تفلتات هذه المليشيا التي تسيطر على المدينة، والحكومة والأجهزة الرسمية لا حول ولا قوة لهما”.
وأشاع الحادث حالة فزع وبلبلة في صفوف المواطنين في السوق والأحياء المجاورة، حيث أغلقت المحال التجارية وانتشر الجيش في وسط المدينة . واندلعت المواجهات بين الطرفين بعد ساعات قليلة من مغادرة محمد بشارة دوسة وزير العدل الفاشر.
وأسفر الاشتباك المسلح في سوق مدينة الفاشر عن مقتل اثنين من الطرفين بالإضافة إلى إصابة عدد من المدنيين.
وتشهد مدينة الفاشر حالة من الفوضى العامة، بعد أن فقدت الحكومة سيطرتها على ميليشيا الجنجويد المسلحة، التي تنتشر في كل الولاية.
وكانت الحكومة سلحت في بداية 2003 مجموعات من المواطنين أغلبهم من القبائل العربية لمواجهة التمرد الذي تقوده الحركات المسلحة التي ينتمي أغلبها إلى المجموعات الأفريقية في الإقليم.
وأضاف المصدر أن الاشتباكات وقعت عند تصدي قوة من الشرطة لمجموعة من الجنجويد من قوات “الدعم السريع” التي تسلحها حكومة البشير، بعد أن هربت من معارك الحركات المسلحة في الشمال.
ويخشى مواطنون من تكرار سيناريو العنف الذي شهدته مدينة الأبيض وتسببت فيها قوات التدخل السريع “الجنجويد” التابعة لجهاز الأمن والمخابرات.