بسم الله الرحمن الرحيم
حزب الأمة القومي
المؤتمر الصحافي رقم (35)
كلمة الإمام الصادق المهدي رئيس الحزب
21 أبريل 2011م
أخواني وأخواتي
أبنائي وبناتي
ممثلي الصحافة والإعلام السوداني
السلام عليكم ورحمة الله، وأشكركم لتلبية دعوتنا لحضور مؤتمرنا الصحافي رقم (35).
هناك موضوعات ساخنة وقد حرص كثيرون على توجيه أسئلة لنا حولها.
ولأهمية الموضوعات وأهمية التواصل مع الرأي العام حولها رأينا عقد هذا المؤتمر ويسعدنا بعد هذا البيان أن نجيب على أسئلتكم وتعليقاتكم.
الموضوعات هي:
(1) توضيح الرؤية حول الحوار الوطني.
(2) الموقف من انتخابات جنوب كردفان.
(3) الرؤية حول غارة شرق السودان.
(4) الموقف من مسارات دارفور.
1. توضيح الرؤية حول الحوار الوطني:
بعد انتخابات أبريل 2010م المزورة أصدر حزبنا بعد دراسة إستراتيجية الحوكمة البديلة وبناء عليها أصدرنا الأجندة الوطنية ذات السبعة بنود. ونتيجة لها انطلقت مسارات حوار مع كافة القوى السياسية، ويسرنا أن نعلن أن نتيجة الحوار مع حلفائنا في قوى الإجماع الوطني، والحركة الشعبية، وفصائل دارفور، كانت إيجابية.
أما الحوار مع المؤتمر الوطني فبعد شهرين عكفت عليه لجنتان مشتركتان وصل الطرفان لوقائع متفق عليها سجلت اتفاقا على بعض البنود واختلافا على بنود أخرى توطئة للقاء قمة بين رئيسي الحزبين وسيكون هذا اللقاء المرتقب حاسماً.
وبصرف النظر عن تفاصيل الوقائع فإن حزب الأمة بالأجندة الوطنية إنما يهدف لبناء نظام قومي بديل، والمؤتمر الوطني إنما يهدف لتوسيع قاعدة حكمه، هذا هو الفارق المفاهيمي بين الطرفين، ومهما ساد من مرونة وإيجابية في التناول فإن عوامل داخلية وخارجية تصب في خانة التطلع لهذا النظام البديل أهمها:
• بناء الوطن في دولة الشمال.
• إقامة العلاقة الخاصة بين دولتي السودان.
• حل أزمة دارفور على أساس الاستجابة لمطالب أهل دارفور المشروعة داخل وحدة السودان.
• كفالة الحريات العامة.
• التصدي للمسألة الاقتصادية
• التعامل الواقعي مع مطالب العدالة الدولية.
لا معنى لأي اتفاق ما لم يرتضه الرأي العام السوداني استجابة لهذه البنود.
أما خارجيا فإن أصداء الثورة الديمقراطية العربية قد وضعت مقاييس جديدة للتحول الديمقراطي لا يمكن إغفالها.
المتوقع إذن هو اتفاق يرقي لتطلعات الرأي العام السوداني ويواكب المقاييس الديمقراطية العربية. وأقول للمتعجلين إن حسم هذا الأمر قريب ولكن عليهم أن يدركوا أن التونسية قد فاتت لسببين هما زوال عنصر المفاجأة، وغياب مهنية القوات المسلحة ما يجعل السيناريو أقرب إلى الليبية أو اليمنية.
التشخيص الصحيح لما يحدث في المنطقة العربية اليوم هو أن تحكم النظم الاستبدادية قد غيب الشعوب العربية عن التاريخ، والثورة الديمقراطية الحالية هي تطلع الشعوب للانعتاق؛ وما يحدث في البلدان التي نجحت ثوراتها من محاولات سدنة النظام المباد، وما يحدث في البلدان الأخرى من مقاومة للتحول الديمقراطي ومن إجراءات احترازية ما هي إلا مظاهر ثورة مضادة سوف تؤخر أو تعرقل موجة التحول الديمقراطي ولكنها لن تصدها.
نحن لن نفرط في مطالب الوطن المشروعة ولكن مع جسامة الخسائر المحتملة والمسئولية أمام الله والتاريخ دعونا نبحث عن الحل السلمي كامل الدسم حتى نفتح خشم البقرة. واستعدادا للحالتين أي الاتفاق القومي أو المقالعة القومية فقد كونت لجنة إثنى عشرية من كوادر مؤهلة لتقدم تقريرها لأجهزة الحزب.
2. الموقف من انتخابات جنوب كردفان:
الانتخابات توجب مناخا مناسبا، المناخ السياسي في جنوب كردفان الآن مشحون ومستقطب بصورة غير صحية بحيث لن تقبل الأطراف المتنافسة نتائجها، وهذا سوف يزيد من عوامل الاحتراب لذلك أرسلنا خطابات لكل من رئيس المؤتمر الوطني، ورئيس الحركة الشعبية، والسيد عبد العزيز الحلو، والسيد أحمد هارون، ورؤساء الأحزاب المتنافسة؛ نقترح تأجيل الانتخابات لفترة أفضل مع استمرار الالتزام بها والالتزام بالمشورة الشعبية كما في اتفاقية السلام، وإذا كان لا بد من خوضها فضرورة الالتزام بميثاق شرف انتخابي والاستعداد لقبول النتائج وذلك لتجنب العنف، هذا وقد قرر حزبنا عدم خوض انتخابات الوالي لأنها صارت مباراة بين الحزبين الحاكمين وسخرا لها إمكانات الدولة، ومع احترامنا للمرشحين نقول إن في الأمر مفارقة؛ فهناك مشكلة ولاء للسيد عبد العزيز إذا فاز واستقل الجنوب في دولة جديدة أما السيد احمد هارون فالمطالبة الدولية سوف تشل حركته خاصة إذا انضمت دولة الجنوب ومصر للمحكمة الجنائية كما يتوقع، ومع ذلك أقمنا علاقات معهما ليجعلا التنافس بينهما شريفا وخاليا من العنف ولكي يلتزما بإدارة الولاية بنهج قومي.
على أية حال المشهد كله مشحون وتلقى عليه أزمة أبيي ظلالها، ومع المخاطر المتوقعة سوف نبذل كل جهد ممكن للاتفاق على معادلة إدارة قومية مهما كانت نتيجة الانتخابات، كما اجتهدنا للاتفاق مع السيد عبد العزيز الحلو أن المشورة الشعبية هي لتحديد علاقة الولاية بالمركز وصلاحياتها المطلوبة في إطار وحدة السودان.
سوف يوزع علي حضراتكم نص هذا الخطاب للعلم.
3. غارة شرق السودان: هي الثالثة وسبقتها ثلاث غارات في دارفور، وفي هذه الغارات اكتفى الدفاع السوداني بإعلان الاحتفاظ بحق الرد.
نحن إذ ندين هذه الغارات ندين التفريط في الأمن القومي السوداني الذي جعل البلاد مستباحة.
ومن أخطر ما حملته الأنباء أن غارات الشرق متعلقة ببرنامج جعل السودان دولة مواجهة في القتال الفلسطيني الإسرائيلي، نحن نؤيد المقاومة الفلسطينية وحقها في العمل على استرداد حقها المسلوب ولكن ظروف السودان لا تسمح أن يصير دولة مواجهة وإن حدث ذلك فينبغي أن يصحبه الاستعداد الدفاعي اللازم.
الجهات الأجنبية تعلن أنها تعلم تفاصيل ما يجري في السودان في هذا الصدد ولكن أهل السودان لا يعلمون ومن حقنا أن نعرف الحقائق على الأقل للاستعداد لما ينتظر بلادنا من عدوان.
4. سلام دارفور يسير الآن في ثلاث مسارات: مسار الاتحاد الأفريقي الذي بدأه السيد ثامو أمبيكي بنهج واعد ضمنه مذكرته الأولى التي كتبها بعد لقاءات واسعة بكل أصحاب الشأن، ولكنه بعد ذلك تخلى عن مضمون مذكرته الأولى واتخذ نهجا عقيما ثم دخل هو وباسولي في تنازع اختصاصات عقيم.
وهناك مسار الدوحة الذي بذلت فيه قطر جهدا كبيرا مقدرا ولكن عيبه أن الطرف الدارفوري ناقص التمثيل، وأن سقوفه دون الحد الأدنى من مطالب أهل دارفور المشروعة.
والمسار الثالث هو إستراتيجية السلام من الداخل التي تفترض أن ممثلي دارفور الحقيقيين هم من أتت بهم انتخابات أبريل الأخيرة، وتمضي الإستراتيجية في برامج دون إيجاد حل سياسي مفقود بل حتى اتفاق أبوجا 2006م صار في خبر كان، وإجراء استفتاء على أساسه إجراء عبثي.
إن الظروف الحالية لا سيما مع انفصال الجنوب والعداء بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية سوف تدفع بأزمة دارفور في اتجاه تصعيدي. كانت وثيقة هايدلبيرج مساهمة جيدة في اقتراح حلول لأزمة دارفور. والبند الثالث من الأجندة الوطنية الذي يطرح عشرة أسس لحل الأزمة هو المخرج الوحيد الذي بدونه لا يرجى للأزمة حلٌ.
ختاما سوف يوزع عليكم نص هذا البيان، والخطاب بشأن جنوب كردفان، والأجندة الوطنية للعلم والمتابعة مع الشكر على حسن الاستماع.