حرية الابداع والمقدس الديني
الحساسية الثقافية وفهم الاختلاف
حسن اسحق
اثار الفيلم الاخير براءة المسلمين الذيس انتج في الولايات المتحدة
الامريكية قبل اسابيع موجبة غضب كبيرة في جميع انحاء العالم الاسلامي
،وخر ج الالاف احتجاجا علي الاساءة الي رمزهم الديني والمقدس .لكن من جهة
اخري هنالك تساؤلات حول كيفية فهم العلاقة بين حرية الابداع والمقدس
الديني لدي مؤمني الديانات الاخري وماله من حساسية يعتبرها العديدون
حساسية ثقافية ،والسعي الي فهم الاختلاف بين الحرية الابداعية ،وتجنب
المساس المقدس الديني ،وهي علاقة يراها العديد جدلية ،وتبحث عن من يضبط
ايقاع الاخر ،استضاف برنامج عين علي الديمقراطية في قناة الحرة الاسبوع
الماضي عدد من الكتاب والمدافعين عن حريةالتعبير والراي ،وقبل شهور حرقت
كنيسة الجريف غرب ،لكن الصمت كان سيد الموقف والحكومة وجماعاتها الدينية
التي خرجت للتظاهر وحرقت السفارة الالمانية هي نفس الجماعات التي حرضت
علي حرق الكنيسة والنظام كان صامتا رغم التحذيرات التي قدمها من يعملو ن
في الكنيسة من تحريض في المنابر يستهدف الكنيسة بعد الانفصال بحجة ان
البلاد اصبحت اسلامية بذهاب الجنوبيين
بدأ الحديث كمران باشا كاتب ومنتج من لوس انجلوس الامريكية ،يري ان
الفيلم في مستواه الفني سيء للغاية ،واثناء حديثه عن التظاهرات ،قال ان
الاسلام ديث ثقة ولن يؤثر هذا الفيلم سلبا ووصفه بالديانة القوية
،والغالبية الكبيرة من العالم تتجاهل الفيلم ،ولا تري اهمية له ،ومضيفا
ان الاحتجاجات الحالية مسيسة ،واكد كمران ان الجماهير الكبري في العالم
الاسلامي لا تعيره اهتمامها،،واثناء تطرقه للعنف الناتج عن فيلم براءة
المسلمين ،نصح العالم الاسلامي باتباع سنةالرسول وحياته ،كانت الصورة
الاعظم للرحمة ،رغم العداء والهجوم والانتقادات التي كان يوجهها له
الاعداء في مكة ،كان يسامحهم علي حول قوله ،قال كمران ان الر سول بني
جسور علاقة مع اليهود ،ومن انتج الفيلم يريد ان يحث علي العنف ،والرسول
سيطر علي نفسه وطالب المسلمين ان يثقوا في انفسهم ويبحثوا عن الحلول
عقليا ،وانتقد كمران منتج الفيلم واصفا اياه ،انه غير متساوي الشخصية
،والهدف منه التحريض علي المشاكل،،اما اثناء اجابته عن سؤال ،هل الحكومة
ستقوم بحظر الفيلم من علي المواقع الالكترونية في الولايات المتحدة ،رد
لن يحدث ذلك ،والتعديل الدستوري يمنع ،لان القوانين تكفل هذه الحرية
،ولذا لن يساهم في الحظر او المنع ،ونصح العالم الاسلامي نشر الاسلام عبر
تصرفاتهم ،وكرر ان الدستور الامريكي مصان ومحمي من قبل الاباء المؤسسين
للولايات المتحدة .
في ذات السياق يقول الكاتب المصري كمال غابريال ان اغلبية الجماهير لاشان لها بمثل هذه المواقف ،والفيلم لا يدخل ضمن حرية الابداع والراي
،بل هي من السفالة ،وان المشكلة في من يستغلون هذا الوضع ويحققون نوايا
مبيتة ضد الاخر ،وهي جماعة قليلة لكنها مؤثرة ونشطة ،وتبرز وجهها عن طريق
الصياح ،وفي حديثه عن دور الجماعات الدينية في لعب دور كبير في الذي حدث
في الشارع ،نبه غابريال ان جماعة الاخوان لها مسؤولية فكرية ،باعتبارها
المدرسة الابتدائية التي تخرجت منها كل الجماعات المتطرفة الجهادية
والسلفية ،ورفض غابريال فكرة المزج بين الدين والسياسة ،قائلا ان هذه
الجماعة تنتهج العنف المضمر ،وهذه الجماعة في ورطة ،وقال غابريال ان حرية
التعبير جزء من معادلة صعبة وعلي الطرف الاخر تقييم الجماهير ،وان
الجماهير عليها ان تهتم بالشء المبدع والراءع وتتجاهل الشيء اللاقيمة له
،وذكر غابريال ان المثقف لا يستطيع ان يلعب دور ايجابي وحتي محاولة
التعقل ،سيتهم بانه يووافق علي هذه السفالة ،والجماهير لا تستمع الي صوت
العقل ،والمثقف في ورطة ،وتوقع غابريال حجم الانهيار ،وتمني ان يكون
ضئيلا .
بينما يري الصحفي التونسي والمدافع عن الحريات سليم بوخذير هنال اندساس
من قبل مجموعات تمارس العنف الرمزي الاساءة الي المقدسات ،وهناك تعمد علي
اشعال فتنة ورفض المبالغة في استعمال الحرية لاخفاء اجندة ،ومجددا رفضه
للعنف الرمزي والمادي ،ويعتبر ان المواثيق الدولية يجب ان تطالب باحترام
الاديان ،ومشيرا رغم ان حرية التعبير الموجودة في دساتير الغرب الان ،الا
ان سليم يري ان الاعلام في الغرب يتجنب الاساءة نوهذا الفيلم يدخل ضمن
خالف تعرف ،وقائلا انه ضد انتهاك اي دين ،ومشيرا ان الاسلام السياسي يدخل
الدين في السياسة ويحمل السياسية اكثر مما تحتمل ،و عن حديثه عم كيفية
نشر ثقافة التسامح ،ذكر سليم ان هناك علاقة بين المنتج ومرتكب العنف ،ومن
ارتكب العنف اساء الي الرسول ،وطالب بتنقية العقول وتصوير انفسنا علي ان
الاسلام امة ،وطالب ايضا بايجاد مواثيق مشتركة وعلي الغرب ان يعلم ان
الاساءة الي الرسول فعل مستنكر ،ونصح المجتمع المدني ان يلعب دورا فعالا
ونشطا .
حسن اسحق
صحفي
[email protected]