أحمد حسين آدم
تحياتي لكم جميعا،
أظنكم شاهدتم شريط الفيديو ( البركاوي) المنتشر علي نطاق واسع و الذي يتبجح فيه رأس النظام (عمر البشير ) علي أنه “صرف” علي السفيرة و السيدة الفاضلة روزلند ماردسن من” البركاوي” إشارة إلي أنه قد عنفها و أوقفها عند حدها أثناء آخر لقاء له معها و هي تودع السودان كسفيرة لبريطانيا لدي السودان.
لذلك، لما لهذا التصرف و الحديث الوضيع من تداعيات سالبة علي سمعة السودان و أهله ، أود أن أسجل المواقف و الحيثيات التالية:
١- لا شك إن حديث البشير عن السفير ة روزلند مقزز و ” سوقي ” و موغل في الإنحطاط حيث تجاوز فيه حدود اللباقة و الدبلوماسية و الأدب و الأخلاق و التقاليد الراسخة المطلوبة مِن رؤساء و ممثلي الدول ، مهما كان رأينا في شرعيتهم. بهذا الحديث المنحط ” السوقي ” البشير لم يسئ الي نفسه فحسب ، بل أساء لكل الشعب السوداني الذي يدعي تمثيله بسلطة الأمر الواقع ، حيث يعرف أهل الأرض جميعا أخلاق و لباقة و أدب و حسن خلق السودانيين و دبلوماسية خطابهم العام.
٢- السفيرة روزلند ماردسن الحاملة للقب ” Dame” و الذي منحته لها ملكة بريطانيا لدورها و خدماتها و مساهماتها الرفيعة، تعرفت عليها عن قرب إبان توليها لمنصب مبعوثة الإتحاد الأوربي للسودان و جنوب السودان. السفيرة روزلند أمرأة تتميز بتواضع و نكران ذات عميقين علي الرغم من المناصب الرفيعة التي شغلتها، و هي التي تلقت شاهدات البكالريوس و الماجستير و الدكتوراه في الفلسفة و السياسة و التاريخ من جامعة أكسفورد، روزلند تشغل الآن زميلة مشاركة في المعهد الملكي البيريطاني للعلاقات الدولية ” چتهام هاوس” و الذي إستضاف العديد من السودانيين كان آخرهم الصادق المهدي ، ياسر عرمان ، إبراهيم غندور ، و شخصي الضعيف ، حيث تحدثت في هذا المعهد في ديسمبر ٢٠١٥، حول إزمة السودان المعقدة و التحولات الإقليمية المتسارعة. كما أن السفيرة روزلند تعمل مستشارة لمركز الحوار الإنساني الذي يتخذ من جنيف مقرا له .
السفيرة روزلند صديقة حقيقية للسودان و السودانيين ، تتنفس هموم السودانيين البسطاء ضحايا الحروب و إنتهاكات حقوق الإنسان ، فوجدناها سوداني …و هواها سوداني .. و هذا ما لا يريده الديكتاتور البشير..
٣- تواصلت مع السفيرة روزلند عقب حديث البشير ” البركاوي ” فشرحت لي الموضوعات التي ناقشتها مع البشير و كذلك الأجواء التي سادت ذالك اللقاء ، قالت أنها أثارت موضوعات الإنتهاكات الجسيمة و القصف الجوي العشوائي ضد المدنيين في دارفور و كذلك سير تطبيق إتفاقية السلام الشامل أنداك ..
قالت أنها إلتزمت اللياقة الدبلوماسية إليّ أقصي الحدود أثناء اللقاء ، لكنها كانت صارمة في رسائلها و مواقفها آزاء أوضاع المدنيين في دافور . كما قالت ، صحيح أن البشير حاول تغيير مجري النقاش و موضوعاته بإثارة موضوعات أخري إلا أنها لم تتذكر أن البشير تجاوز حدود الأدب . لكنها أكدت أن اللقاء كان ” باردا” إلا أنه لم يكن ” باردا جدا” .
٤- وزارة خارجية النظام أصدرت بيانا عن لقاء السفير روزلند و البشير وقتئذ. ، نشر في وكالة سونا، حيث وصفت اللقاء بال” البناء”
إذا لماذ يتحدث البشير الآن عن ذلك اللقاء ؟
واضح أن الأمر متعلق بالأدوار البناءة التي تلعبها السفيرة روزلند التي لا يستطيع البشير الوصول إليها لرشوتها لتحسين صورة نظامه الذي يرتكب الإبادة الجماعية، كما يفعل مع بعض الغربيين الآخرين الذين باعوا ضميرهم و أصبحوا ضباط علاقات عامة لصالح نظام البشير الدموي.
٥- البشير. الذي يتحدث بهذه الفجاجة و ضد السفيرة روزلند ، هو ذاته من يتملق و يتزلف للغرب و غيره ليقوم بالأدوار الوظيفية و دور السمسار في أزمات الهجرة و الاٍرهاب ضاربا بسيادة و كرامة السودان و السودانيين أرض الحائط ، و ذلك حتي يستمر في السلطة رغم أنف الشعب السوداني الأبي.
لا شك، أن هستيرية و إرتباك البشير تتعلق بنتائج لقاء نداء السودان الأخير في باريس، و الذي مثلت فيه السفيرة روزلند مركز الحوار الإنساني الذي يعمل علي تطوير الحوار و التفاهم بين مجموعات التغيير السودانية و غيرها من مجموعات في أرجاء العالم.
٦- حديث “البركاوي” ينم عن حالة ارتباك و ” برونويا” و مرض نفسي عميق و معقد لدي البشير . كما يشي عن إنحطاط و تفسخ الدولة و النظام الذي تسيطر عليه عصابات مراكز القوي الفاسدة و بغاث الطير .
٧- التحية للسفيرة روزلند ماردسن صديقة السودان و السودانيين المخلصة، نقول لها إن حديث البشير لا يمثلنا كسىودانيين. السودانيون أرفع مقاما و أخلاقا.
الثامن من أبريل 2018