أعلنت جوبا الاثنين رفضها الدخول في مفاوضات جادة مع الخرطوم إذا ظلت الأخيرة متمسكة بشروطها المسبقة قبل التفاوض، في وقت أعرب فيه الاتحاد الأفريقي عن أمله باستئناف المفاوضات بين الجانبين قريبا.
ونقل مراسل الجزيرة نت في جوبا مثيانق شريلو عن كبير مفاوضي جنوب السودان باقان أموم قوله في مؤتمر صحفي مشترك مع وسيط الاتحاد الأفريقي ثابو مبيكي، إن الجنوب اقترح على مبيكي دعوة البلدين إلى مفاوضات بدون شروط مسبقة، أو تقديم تقرير إلى مجلس الأمن الدولي لاتخاذ قرار بشأن رفض السودان استئناف المفاوضات.
وأضاف أموم أن لجنته الحكومية دعت الوساطة الأفريقية إلى إقناع السودان بالعودة إلى المفاوضات بدون شروط مسبقة، والالتزام بالخارطة التي وضعها الاتحاد الأفريقي ومجلس الأمن الدولي.
من جهته قال مبيكي إنه واثق من أن الجانبين سيستجيبان لمطالب الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي باستئناف المحادثات قريبا، وأضاف “أنا متأكد تماما من أننا نستطيع الاتفاق على موعد هذا الأسبوع”.
وأوضح أن المهلة المحددة لاستئناف المفاوضات بين الطرفين انتهت بحسب قرار مجلس الأمن رقم 2046، وأن مهمة لجنته الأساسية هي جمع الطرفين لوضع خطوات عملية لاستئناف المفاوضات.
وكان مبيكي قد اجتمع مع الرئيس السوداني عمر حسن البشير الأحد في الخرطوم وأجرى محادثات الاثنين في جوبا مع رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت وكبير المفاوضين باقان أموم.
وقال في الخرطوم إنه يأمل أن تدخل الدولتان جولة جديدة من المفاوضات بروح جديدة دافعها الرغبة في معالجة القضايا العالقة، ورأى أن الوصول إلى اتفاق بينهما سيفتح الطريق أمام علاقات مشتركة بين البلدين تستند إلى المصالح، مشدداً على ضرورة توصل الجانبين إلى “نقطة التقاء” لإنجاح المحادثات.
شروط الخرطوم
وكانت الخرطوم قد أبلغت مبيكي بموافقتها على العودة إلى طاولة المحادثات مع جوبا بشرط أن تبدأ بحسم الملف الأمني.
وأوضحت الخرطوم لمبيكي أنها لن تكون مستعدة لأي اتفاق مع الجنوب قبل حسم القضية الأمنية التي تشمل سحب الجيش الجنوبي من المناطق المتنازع عليها، والالتزام بحدود 1956، وابتعاد الجنوب عن دعم الحركات المتمردة في دارفور، وفك الارتباط بين الفرقتين التاسعة والعاشرة من المتمردين الشماليين في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق.
وكان البشير قال مطلع هذا الأسبوع إنه يريد سلاما دائما، لكنه أصر على حل القضايا الأمنية أولا، وتحديدا وضع نهاية لدعم جنوب السودان للمتمردين في المناطق الحدودية السودانية.
وقال المتحدث باسم الخارجية السودانية العبيد مروح إن السودان يريد انتظار عودة مبيكي إلى الخرطوم الثلاثاء لإجراء محادثات جديدة مع البشير، قبل تحديد موعد لاستئناف المفاوضات مع جوبا.
ويقول الأمين العام لحزب الجبهة الديمقراطية المتحدة ديفد وليام إن الطرفين استخدما الخيار العسكري، لكن ذلك لم يكن مجديا بالنسبة لهما. وأشار في حديثه للجزيرة نت إلى أن الاتفاق على القضايا الأمنية لن يتم إلا عبر ترسيم الحدود الذي سيضمن للبلدين استقرارا أمنيا. وأضاف “من الأفضل أن تترك أجندة التفاوض للوساطة الأفريقية لتطرحها حسب أهميتها، وأن يكون ذلك خلال جولة التفاوض”.
ومن شأن هذه التطورات الجديدة أن تغلق الطريق أمام الدولتين لبدء جولة مباحثات جديدة تعمل على معالجة القضايا العالقة بينهما، ويفتح المسار لإحالة الملف إلى مجلس الأمن الذي هدد بفرض عقوبات على البلدين حال فشلهما في احتواء خلافاتهما.