لندن: مصطفى سري
ردت جمهورية جنوب السودان بعنف على قرار الحكومة السودانية بفتح تحقيق فيما وصفته بعمليات تغيير تمت حول قرار مجلس السلم والأمن الأفريقي بشأن أبيي، واعتبرت أن تصريحات المسؤولين السودانيين إساءة لمجلس السلم والأمن وللوسيط الأفريقي ثابو مبيكي رئيس جنوب أفريقيا السابق، ووصفت جوبا الخطوة بأنها تلفيقات وذر للرماد في العيون، وشددت على أن الاستفتاء في أبيي سيتم إجراؤه بقرار من مجلس الأمن الدولي.
وقال إدورد لينو نائب رئيس اللجنة الإشرافية في منطقة أبيي من جانب جنوب السودان لـ«الشرق الأوسط» إن ما قالته الحكومة السودانية عن فتح تحقيق في عمليات تغيير لقرار مجلس السلم والأمن الأفريقي بشأن أبيي هو تلفيق من الخرطوم، وأضاف «هذه إساءة لمجلس السلم والأمن الأفريقي ولأعضائه من وزراء الخارجية بما فيه وزير الخارجية السوداني علي كرتي الذي حضر الاجتماع حتى صدور القرار»، وتابع «الخرطوم لا يمكنها أن تتهم بما تفعله من تزوير على الآخرين لأن قرارات مجلس السلم والأمن الأفريقي ومجلس الأمن الدولي لا يمكن تزويرها إطلاقا»، وقال: إن الحكومة السودانية ظلت تراوغ طوال هذه السنوات في حسم القضية ولكنها لن تستطيع مرة أخرى في عرقلة إجراء الاستفتاء في أكتوبر (تشرين الأول) العام القادم، وأضاف «طبعا الخرطوم تسعى لإقناع بعض الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي بهذه الفرية ولن تنجح»، مشيرا إلى أن الموعد النهائي للمهلة التي حددها مجلس السلم والأمن الأفريقي للرد على قراره هو الخامس من ديسمبر (كانون الأول) المقبل.
وشدد لينو على أن الاستفتاء سيتم إجراؤه في موعده المحدد وفق قرار مجلس السلم والأمن الأفريقي في أكتوبر القادم، وقال: إن أمام الخرطوم خيارا واحدا لا غيره وهو الموافقة على المقترح الأفريقي، وأضاف «لو تم الرفض مرة أخرى فإن مجلس الأمن الدولي سيصدر قراره في الشهر القادم وسيتم إجراء الاستفتاء ونتيجته معروفة سلفا»، نافيا وجود أي توترات في المنطقة من جانب جنوب السودان، وقال «إذا فكرت الحكومة السودانية في إحداث توترات في المنطقة فإن هناك قوات دولية وبعثة من الأمم المتحدة موجودة في أبيي تحت البند السابع».
وكانت الحكومة السودانية قد كشفت عن فتح تحقيق في عمليات تغيير تمت لقرار مجلس السلم الأفريقي بسحب نص كامل من القرار خاص بقضية منطقة «أبيي»، وأكدت أن النص المسحوب في مصلحة السودان ويفتح الباب أمام إدخال تحسينات حول مقترح الوساطة الأفريقية للحل النهائي حول المنطقة، وذكرت على لسان رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان السوداني محمد الحسن الأمين أن النص المسحوب لم يعتبر القرار نهائيا ويمنح الطرفين فرصة للدفع بالمقترحات المناسبة لتحسين المقترح الأفريقي، مشيرا إلى أن النص ظهر في نسخ وسحب من الأخرى، مستبعدا عقد اجتماع بين الخرطوم وجوبا بشأن أبيي، وقال: إن قرار المجلس الأفريقي صدر وأكد عدم وجود تصور لذلك.. مشيرا إلى أن السودان طلب مهلة لستة أسابيع لعرقلة الدفع بمقترح الوساطة لمجلس الأمن حتى لا يكون نافذا.
«الشرق الأوسط»