وصفت حكومة دولة جنوب السودان الاتهامات التي أطلقها الجيش السوداني بأنها وراء الهجوم الذي شنته قوات “الجبهة الثورية” على منطقة (جاوا) على الحدود، فجر أمس، بأنه محاولة لتجييش عقول الشعب السوداني لشن حرب ضد جنوب السودان، فيما أكد الجيش السوداني أن محافظ منطقة باريان في جنوب السودان قد اعترف بأن الجنوب نفذ هجوما على منطقة الأبيض بجنوب كردفان على الحدود مع دول الجنوب.
وقال زعيم الأغلبية في برلمان دولة جنوب السودان اتيم قرنق في حديث خاص لـ”العربية.نت”: إن الحزب الحاكم في السودان المؤتمر الوطني قد اعتاد منذ سنين طويلة على الافتراءات وتضليل الرأي العام باتهام جيرانه بزعزعة أمنه واستقراره، مشيراً الى أنهم في جنوب السودان مع الاستقرار والسلام مع الدول المجاورة لأنهم خرجوا من حرب استمرت خمسين عاما ولذلك يحتاجون للاستقرار، مضيفا “أي جنيه لدينا نحاول أن نستخدمه في تأسيس دولة تقدم الخدمات للشعب وليس لتخريب الجيران”.
وأوضح قرنق أنهم يعتقدون أن المؤتمر الوطني يجيش عقلية ونفسية الإنسان الشمالي لشن حرب تجاه دولة الجنوب ويريدون أي مبرر لتصوير حكومة الجنوب بأنها حكومة عدائية.
أما المتحدث الرسمي باسم الجيش السوداني العقيد الصوارمي خالد سعد فقد أكد لـ”العربية.نت” أن حكومة الجنوب نفسها اعترفت اليوم على لسان محافظ منطقة فاريان بأنها شنت حربا وهاجمت منطقة بحيرة الأبيض بالسودان، وقال الصوارمي إن دعم حكومة الجنوب لمؤتمر الجبهة الثورية في مدينة بور يوم 10 فبراير الجاري كان واضحا لكل مشاهد ومراقب وأكد المتحدث باسم الجيش السوداني أن قوات الحركة الشعبية تدخلت فعليا وهاجمت منطقة الأبيض أمس وأن القوات المسلحة السودانية صدت هذا الهجوم وأنها مازالت تطارد قوات حكومة الجنوب وتعمل من أجل السيطرة على الموقف.
وكان الجيش السوداني قد أعلن أن الجيش الشعبي التابع لدولة جنوب السودان قد قاد هجوما من من داخل دولة جنوب السودان على منطقة بحيرة الأبيض داخل الحدود السودانية بمسافة ستة كيلومترات.
واعتبر الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة، العقيد الصوارمي خالد سعد، في بيان، الهجوم بالاعتداء السافر من دولة جنوب السودان على الأراضى السودانية، لافتا إلى أن المعارك لاتزال جارية.
واتهم الصوارمي، حكومة جنوب السودان بالاستمرار في دعم الجيش الشعبي بمواد تموين القتال للفرقتين التاسعة والعاشرة واستمرار صرف المرتبات واستمرار وجود أبناء الجنوب بالفرقتين، بجانب رعاية حكومة الجنوب المباشرة وتخطيطها لتمرد الفرقتين ومحاربتها للقوات المسلحة ودعمهما بالرجال والعتاد.
وكانت وزارة الخارجية السودانية قد أصدرت بيانا أدانت فيه استمرار دولة جنوب السودان في الأفعال العدوانية التي تخالف الأعراف والمواثيق الدولية ودعمها للهجوم المسلح على منطقة بحيرة الأبيض الذي قامت به اليوم مجموعات متمردة وأكدت في بيانها أن السودان سيحتفظ بحقه الذي تكفله له الشرائع الدولية في رد العدوان وصيانة أرضه واستقرار مواطنيه.