منظمة حقوق الانسان والتنمية
Human Rights and Development Organization (HUDO)
مقدمه
تأثرت الأحداث السياسية والأمنية بحدثين أثرا علي مجمل الحياة بجبال النوبة والسودان عامة. أولهما إعلان وزارة الدفاع السودانية عملية الصيف الحاسم وتنفيذها بقصف طيران غير مسبوق لمناطق نفوذ الحركة الشعبية مستهدفاً أهداف مدنية كما إجتياح قرىً وتهجير مواطنيها، وفي المقابل عمليات إعتقالات واسعة بجبال النوبة كما النازحين بالخرطوم. كما تأثر من جرائها النازحين بجبال النوبة مع العلم بأن جزءً كبيراً منهم نزح نتاج لتلك العملية، كما النازحين بالخرطوم أتخذت في مواجهتم إجراءات قمعية. والحادث الثاني إعتقال السلطات الأمنية رموز سياسية علي خلفية تصريحاتهم ضد قوات الدعم السريع وإنتهاكاتها التي تمت بمناطق الصراعات. حيث أن جزءٌ من تلك الرموز إرتضى المشاركة في عملية الحوار الوطني المزمع، علا علي أثر هذه الإعتقالات صوت تجميد المشاركة من البعض، مما ساهم في تعطيل الحوار وأنذر بإجهاضه.
الحالة الأمنية
شهدت هذه الفترة تصاعد الهجمات العسكرية البرية والقصف الجوي غير المسبوق بواسطة القوات الحكومية مدعومة بملشيات الدعم السريع تنفيذاً للعملية المعلنة بواسطة وزارة الدفاع والمسماة (الصيف الحاسم)[i]. فقد تعرضت مناطق سيطرة الحركة الشعبية وخصوصاً كاودا لقصف كثيف غير مسبوق منذ بداية الصراع أستهدفت فيه قرى آمنة ومؤسسات مدنية[ii].
التطورات السياسيه
لم تنعقد جلسة مفاوضات بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية / شمال كما كان مقرراً. فقط سجل الوسيط ثابو أمبيكي زيارة للخرطوم كما كان مقرراً ولم يقم حتي الآن بتنفيذ الإستحقاق الآخر زيارة مناطق سيطرة الحركة الشعبية / شمال. فلقد ركز في زيارته للخرطوم علي لقاء المكونات السياسية وبحث معها سير الحوار الوطني المقترح من قبل رئيس الجمهورية، مع تجاهل للقاء المكونات الفاعلة بمناطق الصراع في جبال النوبة والنيل الأزرق كما لم يزر تلك المناطق ويقف علي أحوال المتأثرين بها.
أما عن سير الحوار فلم يبارح مكانه بل تعقدت مواقف المشاركين بإعتقال الصادق المهدي (رئيس حزب الأمة) كما طالت قيادات المؤتمر السوداني وبعض كوادر حزب البعث العربي وبعض النشطاء السياسيين والإجتماعيين. تلك الإعتقالات دفعت بعض المشاركين الرئيسيين بإعلان تعليق مشاركتهم[iii]. كما أثر دفع النظام الحاكم بقانون الإنتخابات للمجلس الوطني وتعالت أصوات قيادات الحزب الحاكم بعدم تأجيل الإنتخابات نزولاً لرغبة بعض القوة السياسية تأجيله لحين وصول الحوار الوطني لمآلاته والعمل بتوصياته. فقد رأت بعض القوة تلك الخطوة بمثابة وأد للحوار.
ما زال أمر المنظمات الموقوفة بواسطة السلطات عالقة، بل مارست السلطات المزيد من الإيقاف. ففي يوم (24 يونيو 2014) أوقفت السلطات عمل مركز سالمة للدراسات النسوية[iv].
الوضع الإنساني
إزدادت أزمة النازحين سوءً بتجاهل السلطات الحكومية لمأساتهم وبل ذادتها سوءً بحزمة من الإجراءات. في منتصف شهر يونيو (مع بداية موسم هطول الأمطار) أخلت السلطات بمدينة رشاد النازحين من مدارس المدينة التي لجأوا إليها عند نزوحهم من مناطقهم حول مدينة رشاد نتيجة لهجمات قوات الدعم السريع، وذلك بحجة بداية العام الدراسي. دون أن توفر لهم أي بديل مع منعهم من إقامة معسكر. مما أثقل أيضاً مأساة المجتمع المضيف، حيث أجبروا علي إستضافتهم بالمنازل. نتيجة لذلك تجد المنازل برشاد مكتظة مما ينذر بتدهور الحالة الصحية ناهيك عن شح الغذاء.
وفي الخرطوم تعرض نازحي مناطق الصراع بالأحياء الفقيرة بأمبدة والعزبة، لتكسير منازلهم وتهجيرهم لمناطق نائية دون توفير أي من مقومات الحياة بحجة تواجدهم العشوائي. فقد طالت عملية الهدم حتي الكنيسة. مع العلم بأنهم بتلك المناطق مستضافين بواسطة زويهم الذين يسكنونها لعشرات السنين.
الإعتقالات
شهدت هذه الفترة حملة كبيرة من الإعتقالات بواسطة جهاز الأمن مدعوم بالإستخبارات العسكرية والشرطة.
علي أثر عملية الصيف الحاسم تعرض للإعتقال مواطنيين بجبال النوبة ونازحي مناطق الصراع بالخرطوم، فقد رصدت (HUDO) أكثر من ثلاثون حالة إعتقال ضمت فيما بينهم نساء، بحجة التعاون مع الحركة الشعبية / شمال دون الأتيان بدليل ملموس حتي يتثنى تقديمهم لمحاكمة. شهدت هذه الفترة إطلاق سراح سبعة من المعتقلين بجبال النوبة.
بالخرطوم نتيجة للحراك السياسي الذي حاولت الأحزاب السياسية إستغلاله علي خلفية الحوار الوطني وإدعاء السلطات السودانية إطلاق الحريات، فقد نفذت السلطات الأمنية حملة إعتقالات لرموز سياسية وصحفيين وطلاب. كما طالت هذه الحملة ناشطين بمدن سودانية أخرى، كانت أكثرها تأثراً مدينة النهود بولاية غرب كردفان. أغلب الضحايا من كوادر حزب المؤتمر السوداني وصحفي ناشط وطلاب.
شأنٌ آخر:
لقد نفذ جهاز الأمن مدعوماً بالشرطة حملة إعتقالات غير مسبوقة بمدينة النهود طالت أعضاء حزب المؤتمر السوداني وصحفي أبتعث من الصحيفة التي يعمل بها لتغطية صحفية، وذلك علي خلفية إقامة ندوات سياسية إستجابة لما أطلقه رئيس الجمهورية من هامش حريات إستجابة لمتطلبات الحوار الوطني الذي أعلنه. فلقد تمت الإعتقالات تحت قانون الطوارئ مع العلم بأن النهود غير مشمولة به (حيث تنص المادة “4” من قانون الطوارئ وحماية السلامة العامة لسنة 1997، ضرورة إعلان المنطقة منطقة طوارئ بواسطة رئيس الجمهورية والمصادقة بواسطة البرلمان في غضون شهر من الإعلان). ونتيجة لذلك دخل المعتقلين في إضراب عن الطعام لمدة أسبوع، ساءت خلاله أحوالهم الصحية مما إستدعى نقلهم من سجن النهود لمستشفي النهود. وعند إنهاءهم للإضراب عمدت السلطات الأمنية لترحيلهم إلي سجن مدينة الأبيض. لقد تعرض المحامون لمضايقات وتهديد بالإعتقال من السلطات الأمنية نتيجة لتصديهم والدفاع عن المعتقلين.
الصحفي المعتقل هو (حسن إسحق) يعمل بصحيفة الجريدة، أعتقل بعد زيارته للسجن بواسطة الشرطة من أمام سجن النهود ثم سلم لجهاز الأمن، حيث تعرض للتعذيب والضرب المبرح مما إستدعى نقله للمستشفى للمداواة من آثار التعذيب.
أما عن معتقلي حزب المؤتمر السوداني فهم:
1) السيد/ إبراهيم الشيخ: رئيس الحزب ، أعتقل في يوم (8 يونيو 2014).
2) د. صديق نورين: الامين العام السابق لفرعية النهود أعتقل منذ (16 يناير 2014).
3) السيد/ محمد نور تيراب: رئيس الحزب بمحلية سودري أعتقل في يوم (27 مايو 2014).
4) السيد/ عبدالماجد محمد حكمدار: الامين العام بمحلية سودري، أعتقل في يوم (27 مايو 2014).
5) السيد/ عبدالباقي عبدالله احمد: عضو الحزب بمحلية سودري، أعتقل في يوم (27 مايو 2014).
6) السيد/ أحمد فتحي بلولة: عضو الحزب بمحلية سودري (27 مايو 2014).
7) السيد/ علي مهدي السنوسي: رئيس حزب المؤتمر السوداني بفرعية النهود، أعتقل في يوم (27 يونيو 2014).
8) السيدة/ سامية كير عبدالله: أمين عام الحزب بفرعية النهود، أعتقل في يوم (27 يونيو 2014).
9) السيد/ عبدالحليم آدم محمد إبراهيم: اﻻمين العام السابق للحزب بفرعية النهود، أعتقل في يوم (27 يونيو 2014).
كما تم إعتقال مجموعة من الطلاب الناشطين من موقف الفولة بالنهود حيث كانوا في طريقهم لإقامة ركن نقاش طلابي بجامعة غرب كردفان. وهم
1) مروان يعقوب عرجة: جامعة الخرطوم / كلية الهندسة، أعتقل في يوم (11 يونيو 2014).
2) فتحي محمد: جامعة الخرطوم / كلية الاقتصاد، أعتقل في يوم (11 يونيو 2014).
3) نصرالدين محمد حسين: جامعة السودان / كلية الزراعة، أعتقل في يوم (11 يونيو 2014).
4) محمد عابدين: جامعة السودان / كلية الزراعة، أعتقل في يوم (11 يونيو 2014).
5) عبدالرحيم عثمان: جامعة غرب كردفان / كلية الطب، أعتقل في يوم (11 يونيو 2014).
أحداث متفرقه
· يتعرض مواطني قري العباسية لحوادث سرقات الفتيات وإغتصابهن من قبل مجموعات مسلحة وملثمة يعتقد بأنها من أفراد قوات الدعم السريع. كما عمليات نهب ليليه. ففي يوم (23 يونيو 2014) عند منتصف الليل، تعرض المواطن (أ.س) بقرية قردود جودق لمداهمة منزله بواسطة ثلاثة مسلحين ملثمين طلبوا إقتياد بناته الإثنتين (18 سنة، 16 سنة). فقاوم المواطن المعتدين الثلاثة مما مكن الإبنتين من الفرار، ولكن أصيب بطعن في الفخذ وضرب حتي الإغماء. علي أثر ذلك مكث طريح فراش المستشفي لثلاث أيام.
· يوم الثلاثاء (17 يونيو 2014) بالخرطوم، تعرض منزل الناشط عبدالحميد عبدالله (ناشط طلابي بإتحاد عام جبال النوبة) لمداهمة من قبل جهاز الأمن بهدف إعتقاله، ولكن صادف عدم تواجده بالمنزل. فقامت القوه المداهمة بإعتقال ثلاثة من الشباب كانوا بالمنزل. أفرج عنهم في اليوم الثاني بعد الإستجواب.
· مع بداية شهر رمضان أغلقت السلطات كل المطاعم بالعاصمة الخرطوم دون مراعاة لحق غير المسلمين بالعاصمة.
· حكمت محكمة الحاج يوسف علي (د. مريم) بحد الرد الإعدام شنقاً حتي الموت بموجب المادة (126) من القانون الجنائي لسنة 1991. ولقد وجدت القضية صدىً واسع مما أسهم بالإفراج عنها، فقررت محكمة الإستئناف سقوط الأحكام. ولكن بعد الإفراج عنها أعتقلت مجدداً بمطار الخرطوم بحجة إستخدامها أوراق سفر ببيانات خاطئة (حيث تحمل وثيقة سفر جنوب سودانية). لاحقاً أفرج عنها بكفالة فلجأت لسفارة الولايات المتحدة الأمريكية، حيث مازالت تحتمي بها.
· لقد أفرجت الإستخبارات العسكرية عن سبعة من معتقلين منطقة لقوري العشرة (إستغاثة – 22) وأبقت علي ثلاثة قيد الإحتجاز دون أن تحرك أي إجراءات قانونية في مواجهتهم، وهم:
1. عبدالله خميس:مزارع، يبلغ من العمر 24 عاماً.
2. عبود عبيد: مزارع، يبلغ من العمر 45 عاماً.
3. عبود التجاني: مزارع، يبلغ من العمر 45 عاماً.
· مازال الأخوين (عيسى وجبريل عباس – إستغاثة 23) المعتقلين لدي الإستخبارات العسكرية بالدلنج حبيسين ولم يسمح لذويهم بالزيارة كما لم تتخذ في مواجهتهم أي إجراءات قانونية.
· في يوم (19 يونيو 2014) تعرض المواطن (الباقر) من قرية لقوري أثناء تواجده بمزرعته لإطلاق نار في البطن من بعض البدو والذين لاذوا بالفرار، وهو الآن طريح الفراش بمستشفى كادقلي يتلقى العلاج.
نداء
تفاقم الأزمة الإنسانية نتيجة لعملية الصيف الحاسم تستدعي التدخل الإقليمي والدولي السريع لإيقاف إستهداف المدنيين وبالأخص النازحين بمناطق الصراع أو بالعاصمة الخرطوم. كما أن تجربة التدخل الدولي في الإفراج عن مريم (المتهمة بالردة بحسب القانون الجنائي) من براثن حكم الإعدام أظهرت جدواها، مما يضع علي كاهل المجتمع الدولي مسؤلية إيقاف التقتيل الذي يحدث يومياً بآلة الدولة علي المدنيين بمناطق الصرعات تحت بصرها وسمعها. كما أن مآلات الحوار الوطني قادت لمزيد من عدم الثقة بتملص الدولة من إلتزامها بتهيئة أجواء الحوار وتمسكها بعدم الإفراج عن المعتقلين. مما يجعل الضغط علي النظام بواسطة المجتمع الدولي للإفراج عن جميع المعتقلين فوراً ودون شروط. كما التحرك العاجل لإغاثة المتأثرين بمناطق الصراع.
HUDO
6 يوليو 2014
[i] http://www.3ayin.com/breaking-detail.php?id=84
[ii] فقد تم قصف مستشفى أطباء بلا حدود بقرية فرندلة كما مكتب منظمة النوبة للإغاثة والتعمير (NRRDO)
[iii] فقد أعلن حزبي الأمة والإصلاح الآن تعليق مشاركتهم في الحوار.
http://www.sudantribune.com/spip.php?article51044
http://www.alrakoba.net/news-action-show-id-153755.htm
كما نعت الحوار الوطني بعض الحركات مثل حركة التغيير الآن ورموز سياسية مثل تعليق د.زين العابدين
http://www.hurriyatsudan.com/?p=153320
http://www.alrakoba.net/news-action-show-id-151574.htm
[iv] http://www.frontlinedefenders.org/ar/node/26401