وقال مات بول الضابط الرفيع في جيش جنوب السودان ان جيش شمال السودان يعوق عمل بعثة حفظ السلام التابعة للامم المتحدة التي تراقب وقف اطلاق النار وان مسؤولي المنظمة الدولية لا يعترفون بذلك.
ويعتقد معظم المحللين ان الجنوبيين سيصوتون للانفصال عن الشمال في استفتاء على الاستقلال من المقرر اجراؤه بعد أقل من ثلاثة اشهر ليتوج اتفاق سلام شاملا وقع عام 2005 وأنهى أطول حرب أهلية في افريقيا.
وقال بول ممثل الحركة الشعبية لتحرير السودان في اللجنة المشتركة لمراقبة وقف اطلاق النار بين الشمال والجنوب التي ترأسها الامم المتحدة “هذا العام بدأ الجيش الشمالي حشد قواته في يونيو في جنوب كردفان ومناطق أخرى وقد أثرنا ذلك مع الامم المتحدة عدة مرات.”
وأضاف “انهم … يعملون بهدوء لذا ليس هناك مراقبة”.
وتراقب قوة حفظ السلام التابعة للامم المتحدة التي يبلغ عدد أفرادها أكثر من عشرة الاف رجل تطبيق هدنة عام 2005 لكنها واجهت في السابق مشكلات في الوصول الى المناطق الحساسة.
ونفى الجيش الشمالي تحريك قواته جنوبا لكن لم يتسن الوصول الى أحد مسؤوليه للتعليق على عرقلة عمل قوة الامم المتحدة.
وابلغ بول رويترز ان الشمال نقل عشرات الالاف من الجنود جنوبا الى مناطق تشمل منطقة هيجلج المنتجة للنفط ومنطقة الوحدة ومناطق حساسة أخرى تشمل جنوب كردفان وأبيي وراجا وهي منطقة شهدت اشتباكات سابقة.
وقال بول ان الاجواء متوترة للغاية في ظل وجود الجنود ترافقهم الدبابات وطائرات الهليكوبتر رابضة بالقرب منهم. واضاف “تبدو القوات وكأنها على شفا حرب”.
وتابع بول ان الشطر الشمالي زاد من حشد قواته في ثلاثة اجتماعات للجنة المشتركة لمراقبة وقف اطلاق النار منذ أغسطس اب لكن بعثة الامم المتحدة ابلغتهم انها لا تستطيع التحقق من ذلك لان الجيش الشمالي لا يسمح لها بذلك.
ولم يتسن الاتصال بالمتحدث باسم قوة حفظ السلام التابعة للامم المتحدة للتعقيب. وقال رئيس بعثة الامم المتحدة في السودان هايلي منقريوس يوم الاثنين ان هناك “توترا بوجه عام” لكن قوات حفظ السلام لم تحقق في نشر القوات لانها سمعت عن هذه الشكاوى في وسائل الاعلام فقط.
وقال بول “اشعر حقيقة بالاسف أن يكون هذا هو ما تقوله الامم المتحدة .. هذا ليس صحيحا”. واضاف “انهم في حاجة لمضاعفة جهودهم من أجل منع الاطراف من العودة الى المربع رقم واحد.”
وقال فرحان حق المتحدث باسم الامم المتحدة في نيويورك انه يتم اعادة نشر قوة حفظ السلام في السودان الى مناطق التوتر بما في ذلك أبيي لكنه أحجم عن التعليق على ما اذا كانت البعثة قادرة على التحقق من أي تحركات للقوات بما يمثل انتهاكا لوقف اطلاق النار