ويحتدم الصراع بين الشمال والجنوب منذ العام 1955 باستثناء بضع سنوات، وأودى بحياة نحو مليوني شخص في أطول حرب أهلية بالقارة الأفريقية. وصوّت الجنوب هذا العام على الانفصال، وسيصبح أحدث دولة في العالم يوم 9 يوليو/تموز المقبل.
وقال المتحدث باسم الجيش الجنوبي فيليب أغوير إن الشمال أسقط قنابل يوم 21 مارس/آذار الجاري في المسافة بين قرية وقاعدة للجيش الجنوبي. ولم يسفر القصف عن سقوط قتلى أو جرحى في منطقة راجا بولاية غرب بحر الغزال التي تحد إقليم دارفور المضطرب في غرب السودان.
ونفى جيش الشمال شنه أي غارات جوية قرب المنطقة، وقال المتحدث باسمه الصوارمي خالد إنه من الناحية الإستراتيجية لا يوجد أي مبرر عسكري لقصف منطقة خالية.
وقالت بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة بين الشمال والجنوب إنها تلقت تقارير من الجيش الجنوبي عن الغارات وإنها أرسلت دورية للتحقيق.
وفي العام الماضي قصف الشمال منطقة جنوبية أثناء ملاحقته متمردين من دارفور قال إن الجنوب يدعمهم. واتهم الجنوب الشمال بتسليح متمردين في أراضيه، ووقعت اشتباكات قتل فيها المئات هذا العام.
ومع عدم قدرة أي من الجانبين على العودة إلى حرب شاملة، كان كل طرف يسلّح مليشيات تحارب بالوكالة أثناء الصراع. وكانت الاشتباكات تنشب لأسباب دينية أو عرقية أو نزاعات على النفط أو خلافات سياسية.
وأذاعت مجموعة “ساتلايت سينتينيل بروجيكت” التي أنشأها الممثل الأميركي جورج كلوني وناشطون آخرون لمراقبة تحركات القوات صورا التقطت بالأقمار الصناعية لمنطقة أبيي المتنازع عليها بين الشمال والجنوب تظهر -فيما يبدو- أن الشمال أرسل قوات إلى المنطقة المضطربة.
ونفت وزارة الداخلية السودانية تقارير الجنوب التي ذكرت أن الصور أظهرت أن الشمال أرسل قوة شرطة إضافية قوامها 1500 فرد إلى أبيي، لكن مجموعة “ساتلايت” قالت إن لديها صورا تثبت عكس ذلك.
وقال مدير توثيق حقوق الإنسان بالمجموعة تشارلي كليمنتس في بيان إن “صور الأقمار الصناعية تؤكد التقارير الخاصة بنشر أعداد ضخمة من قوات
الشمال، وتبيّن معسكرات تم تحصينها حديثا”.