جنوب السودان: الضربات الجوية السودانية ترقى الى كونها اعلان حرب
جوبا/بكين (رويترز) – اتهم جنوب السودان يوم الثلاثاء السودان بشن غارات جوية على المنطقة الحدودية المنتجة للنفط التابعة للدولة المستقلة حديثا وقال الرئيس سلفا كير ان أحدث الاعمال القتالية ترقى الى حد إعلان الحرب من جانب الجار الشمالي.
وهدد القتال المستمر منذ عدة أسابيع عبر الحدود بين العدوين في الحرب الأهلية السابقة بالتصعيد الى صراع شامل في منطقة تحوي واحدا من أهم احتياطيات النفط في افريقيا.
ورغم ان السودان الذي يحكمه الرئيس عمر حسن البشير منذ عام 1989 وجنوب السودان الذي استقل في يوليو تموز الماضي بموجب اتفاق سلام مع الخرطوم لا يمكنهما تحمل حرب ممتدة فان البلدين صعدا التوترات بالتصريحات العدائية.
وقال فيليب اجوير المتحدث باسم الجيش الشعبي لتحرير السودان وهو جيش جنوب السودان ان طائرة انتونوف سودانية توغلت لما يصل الى 40 كيلومترا داخل أراضي الجنوب لقصف مستوطنات تشوين وباناكواش ورولياق.
وقال تابان دينق محافظ ولاية الوحدة للصحفيين “شهد مساء امس والليلة الماضية قصفا عنيفا من طائرة انتونوف تابعة للجيش السوداني لمنطقتي سوق لالوب وباناكواش.” واضاف “ليس لدينا وقف اطلاق نار مع الخرطوم. الخرطوم تعلن الحرب يوما بعد يوم.”
جاءت هذه الغارات بعد يوم من اعلان الجيش الشعبي لتحرير السودان ان السودان قصف سوقا قرب بلدة بنتيو النفطية عاصمة ولاية الوحدة وقتلت اثنين من المدنيين وهو هجوم قالوا انه يرقى الى حد اعلان الحرب. ونددت الامم المتحدة بالهجوم.
ونفى الجيش السوداني شن هجمات جوية.
وقال كير وهو يتحدث في الصين التي لها مصالح تجارية ونفطية مهمة في دولتي السودان وجنوب السودان ان السودان أعلن الحرب على بلاده.
وقال للرئيس الصيني هو جين تاو “تأتي (هذه الزيارة) في لحظة حرجة للغاية بالنسبة لجمهورية جنوب السودان لان جارنا في الخرطوم أعلن الحرب على السودان.”
ودعا الرئيس الصيني الى ضبط النفس وحث الدولتين على تسوية نزاعاتهما من خلال المفاوضات السلمية.
ونقل التلفزيون الحكومي الصيني عن هو قوله لكير “المهمة العاجلة هي التعاون بنشاط مع جهود الوساطة التي يقوم بها المجتمع الدولي ووقف الصراع المسلح في المناطق الحدودية.”
وقال جنوب السودان يوم الجمعة انه انسحب من حقل هجليج النفطي المتنازع عليه والذي استولى عليه في وقت سابق الشهر الحالي استجابة لمطالب من مجلس الامن التابع للامم المتحدة.
وانسحاب الجيش الشعبي لتحرير السودان من الحقل النفطي الذي كان ينتج نحو نصف اجمالي انتاج النفط للسودان قلل مخاطر اندلاع حرب شاملة لكن جوبا اتهمت الخرطوم بتنفيذ عمليات قصف يومية لاراضيها منذ ذلك الحين.
وقال اجوير للصحفيين في جوبا لم نعلن الحرب لكن الجيش الشعبي لتحرير السودان على اهبة الاستعداد لانهم اذا هاجموا لن يفاجأوا الجيش الشعبي لتحرير السودان.”
وأضاف “اذا لم يوقفوا القصف واذا لم يوقفوا الغارات على اراضينا فانني أؤكد لكم ان الجيش الشعبي لتحرير السودان قادر على استعادة كل تلك المناطق التي يحتلونها بالقوة.”
وانفصل الجنوب عن السودان العام الماضي دون تسوية طائفة من النزاعات المريرة بشأن وضع الحدود المشتركة وملكية اراض رئيسية وقيمة الرسوم التي يجب ان يدفعها الجنوب لنقل نفطه عبر السودان.
وأدت النزاعات الى وقف كل انتاج النفط الذي يدعم اقتصادي البلدين.
وبالنسبة للصين فان المواجهة تبين كيف ان التوسع الاقتصادي في الخارج اضطر بكين الى التعامل مع نزاعات بعيدة كانت تفضل تجنبها.
وقال مسؤول جنوبي سوداني وهو نائب رئيس ادارة المراسم جوم بول نواه ان الصين وافقت على تقديم مساعدة فنية بشأن خط انابيب نفط بديل الى كينيا لكنها ستنتظر الى ان يهدأ الموقف.
وقالت جوبا انها تريد انشاء خط انابيب خلال عام لانهاء اعتمادها على نقل النفط عبر السودان ومنشآت التصدير لدى السودان لكن خبراء قالوا ان المشروع ليس له جدوى اقتصادية دون اكتشافات نفطية جديدة.
واستبعد البشير العودة الى المفاوضات مع جوبا قائلا ان حكومة الجنوب تفهم فقط لغة البنادق والذخيرة.
وقال وزير اعلام جنوب السودان برنابا ماريال بنجامين ان زيارة كير للصين استهدفت تحسين العلاقات التي توترت بعد ان طردت جوبا رئيس كونسورتيوم نفطي ترأسه الصين اتهمته بمساعدة السودان على “سرقة” نفط الجنوب.
وقال للصحفيين في جوبا “العلاقات التي نحتفظ بها معهم (الصين) ومع الخرطوم من جانب آخر لم تكن واضحة.”
وقال وهو يشير الى علاقات الصين مع دولتي السودان “يجب ان يكون هناك نوع ما من العلاقات التي يمكن من خلالها للصين القيام بدور ايجابي حتى في هذه الحرب. وترون انها مثل حالة رجل له زوجتان.”
(اعداد رفقي فخري للنشرة العربية – تحرير عماد عمر)
من يارا بيومي ومايكل ماراتينا