ثمن السلام والرابح الأكبر !
صدق من قال: “في مفاوضات الحرب والسلام لا تستطيع أن تصل مدى ابعد من مرمى نيرانك ”
وقعت حركة العدل والمساواة والحكومة السودانية في الدوحة اتفاقاً إطارياً يقضي بوقف إطلاق النار ويمهد الطريق إلى مفاوضات بين الطرفين لإنهاء الأزمة في الإقليم , وحظي مراسم التوقيع بحضور دولي كثيف , إذ حضر التوقيع كل من الرئيس عمر البشير , والدكتور خليل إبراهيم رئيس الحركة والشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر , والرئيس التشادي إدريس دبي هتنو , والرئيس الإريتري أسياسي أفورقي , والوسيط المشترك للأمم المتحدة والإتحاد الأفريقي جبريل باسولي , ووزير الدولة للشئون الخارجية القطري عبد الله المحمود .
مبدئياً يرحب أبناء دارفور بأي اتفاق يخفف المعاناة أهلنا في دارفور ويضمن حقوقهم ومطالبهم التاريخية , ويرفع عنهم الظلم وستار التهميش – ولو جزئياً – “ما لا يدرك كله لا يترك جله”.
يقول الموقعون على الاتفاق الإطاري , أن الاتفاق من شأنه يمهد الطريق إلى مفاوضات عميقة وتفصيل دقيقة في تقسيم الثروة والسلطة والتعديلات عليها حسب ما يقتضيه الأمر , بالإضافة إلى قضايا النازحين واللاجئين وإعادة التعمير وترتيبات الأمنية , وإفراج عن المحكوم عليهم بالإعدام في قضية “عملية الذراع الطويل في امدرمان في مايو من عام 2008م ,. هنا سؤال يطرح نفسه :
هل تبقى لحكومة المؤتمر الوطني ما يتقاسمه مع حركة العدل والمساواة ؟!
الثروة والسلطة في السودان في أيدي أجهره ومؤسسات سرية خاصة بحزب المؤتمر الوطني بأسماء شركات وأفراد ينتمون إلى عرقية محددة أو إلى جهات أجنبية مفتعلة , هل سمعتم بالمثلث الجهنمي!!؟ العقيدة – القبيلة – الغنيمة, ” وكذا السلطة في مراكز قرار سرية ومليشيات لحماية هذه المنظومة, أعتقد أن الحركة أدرى بذلك من كاتب السطور, ! ولكي أعطي مصداقية لما أقول, أنظروا كيف خدع رئيس البشير منافسيه للرئاسة في موضوع تقسيم العادل للفرص الدعاية الإعلامية للانتخابات في التلفزيون القومي!!, منذ فترة تفرغ التلفزيون القومي السوداني لبث مسلسلات تاريخية قديمة وأصبح رتيباً ومملاً, وتفرغ حزب المؤتمر الوطني في دعم فضائيات خاصة هنا وهناك, والآن الرئيس البشير يحتكر القنوات الفضائية السودانية (الخاصة ) , في الحقيقة هي فضائيات خاصة بالحزب مدعومة من أموال الشعب السوداني المسروقة !!, وفي هذا صرح ياسر عرمان مرشح الحركة الشعبية للرئاسة: قائلاً :” اكبر فشل لنيفاشا , ترك الأجهزة الإعلامية لسيطرة المؤتمر الوطني” وأضاف في تصريح آخر : المؤتمر الوطني يسيطر على الأجهزة الأعلام التي يدفع ثمنها المواطن ” وعلى هذا الغرار الثروة والسلطة.. , حسب مشروع التمكين في حكومة الإنقاذ لا أحد يملك المال إلا الحكومة , ونجح هذا المشروع في السودان , الآن لا أحد يملك المال الآ الحزب الحاكم ” المؤتمر الوطني ” هذا هو الحال يا أهل دارفور إن كنتم للثروة تقسمون.. !!
أما بخصوص الترتيبات الأمنية , المؤتمر الوطني يحضر الآن ما بعد الانتخابات , أي يريد مليشيات متقاتلة في دارفور , عملاً بنظرية التخلص من الثور الأسود ثم الأبيض.. , قوات مني أركو مناوي – قوات حركة العدل والمساواة – مليشيا الجنجاويد , والخ.. احتفاظ بكل هذه القوى في الولاية دون استيعاب في القوات النظامية بتنسيق منظم حتماً فسوف يؤدي إلى صدام مسلح , وهذا ما يصبو إليه المؤتمر الوطني . هذا في حال فوز المؤتمر الوطني في الانتخابات المقبلة , .
يبدو أن المؤتمر الوطني هو الرابح الأكبر في هذه الاتفاقية حسب آراء المراقبين, لأسباب الآتية: 1 – الاتفاقية تعتبر دعماً سياسياً كبيراً للحزب المؤتمر الوطني وبالتالي دعم للرئيس عمر البشير في الانتخابات الرئاسية , وجدتم كيف استثمر الرئيس الاتفاقية في زيارته إلى مدينة الفاشر حاضرة ولاية شمال دارفور.. حيث أعلن أنه أنهى الحرب في دارفور وتبقى معركة البناء.. .
2- تنفس المؤتمر الوطني الصعداء .. ولم يصدق أن كابوس اسمه حركة العدل والمساواة يوقع معه وقف إطلاق النار ويمهد الطريق إلى مفاوضات لتسوية القضايا الأخرى , . 3- جاءت الاتفاقية في وقت ليس للمؤتمر الوطني ما يخسره سواء في السلطة أو الثروة!, كل شيء مرتب طبقاً للانتخابات, أما ما بعد الانتخابات, مع كل حادث حديث.. حتى ذلك الحين يمر الكثير مع المياه تحت الجسور.
حامد جربو/ السعودية
المزيد في موقعنا
WWW.Jarbo.110mb.com