توقيع اتفاق إطاري بشأن دارفور بين الخرطوم وحركة العدل
الخرطوم : عادل صديق ووكالات : اعلنت حركة العدل والمساواة التي تعتبر ابرز حركات التمرد في اقليم دارفور انه تم السبت في تشاد توقيع اتفاق اطار يتضمن وقفا لاطلاق النار بين الحركة والسلطات السودانية، على ان تعقبه مفاوضات سلام بين الطرفين. وقال المتحدث باسم الحركة احمد حسين الموجود حاليا بنجامينا “لقد وقعنا للتو اتفاق اطار مع الحكومة السودانية”. وتم توقيع الاتفاق السبت في نجامينا من جانب غازي صلاح الدين مستشار الرئيس السوداني عمر حسن البشير لمسألة دارفور، وخليل ابراهيم زعيم حركة العدل والمساواة. ومن المتوقع ان يحصل التوقيع النهائي للاتفاق الثلاثاء المقبل في الدوحة في حضور الرئيس السوداني عمر البشير ونظيره التشادي ادريس ديبي الذي سهل التقارب بين الطرفين. وقال حسين بعيد توقيع الاتفاق ان هذا الاتفاق الاطار يشكل الاساس لمفاوضات مباشرة ستجري لاحقا بين السلطات السودانية وحركة العدل والمساواة. وقال “سنبحث في تقاسم الثروات والسلطات، وعودة النازحين، وتعويض ضحايا النزاعات، ومسألة الاسرى”.
واضاف المتحدث باسم حركة العدل والمساواة ان الطرفين وقعا ايضا السبت اتفاقا لوقف اطلاق النار، موضحا ان خليل ابراهيم اعطى اوامر لمناصريه بوقف اي نشاط عسكري.. واعتبر آدم أن الهدنة المؤقتة والاتفاق الإطاري “ليس نهاية شيء إنما البداية”، موضحا أن الاتفاق الإطاري سيكون مجرد اتفاق أولي على وثيقة تتضمن مبادئ إرشادية “تستخدم كمرجع لجميع القضايا التفصيلية التي سنناقشها لاحقا وتابعت الحركة أن الاتفاق قد يكون خطوة للامام ولكنه لن يكون نهاية لصراعها مع الخرطوم. وقال أحمد حسين أن المتمردين أجروا محادثات مع وفد الحكومة السودانية خلال الايام الثلاثة الماضية هذه ليست نهاية أي شيء وانما هي مجرد البداية. وتابع هذا سيكون مجرد اتفاق أولي وهي مجموعة من المباديء الارشادية- وثيقة واحدة قصيرة تستخدم كمرجع لجميع القضايا التفصيلية التي سنناقشها لاحقا. وأضاف مستعدون للتوقيع على هدنة مؤقتة عندما يجري الاتفاق على شروط اطار الاتفاق. وقال ادم “الفارق هذه المرة هو الارادة والعزيمة السياسية. نريد أن نرى نهاية لمعاناة شعبنا. ومضى يقول لن نلعب لعبتهم (الخرطوم). اذا كانوا مهتمين فقط بشراء الوقت وبالتكتيكات وبالتوقيع على أوراق فقط لجعل الامور أسهل لهم في الانتخابات.. فان الحلقة المفرغة يمكن أن تبدأ من جديد ويمكننا استئناف كفاحنا المسلح. وقال ادم انه ليس واضحا ما اذا كان يمكن أن توقع حركة العدل والمساواة والخرطوم اطار الاتفاق في تشاد خلال اليومين القادمين أو في وقت لاحق في الدوحة. وقال مسؤولون في حركة العدل والمساواة ان اطار الاتفاق سيتضمن قائمة بالمجالات التي سيجري التفاوض بشأنها بما في ذلك تقديم تعويضات لابناء دارفور وتمكين منظمات الاغاثة الانسانية من الوصول الى دارفور والمواضيع الاكثر اتساعا المتعلقة “بالمشاركة في السلطة وتقاسم الثروة وقال الطاهر الفكي وهو مسؤول كبير في حركة العدل والمساواة في اتصال هاتفي من ألمانيا بمجرد أن توقع الخرطوم اطار الاتفاق ستكون ملزمة بدفع تعويضات.. ولكن حجم وآليات هذه التعويضات ستطرح للنقاش. ووافقت الخرطوم على مبدأ التعويضات وعلى منح أبناء دارفور تمثيلا أفضل ونصيبا من الموارد أكبر مما اقترحته الاتفاقات السابقة التي فشلت. ووافقت الخرطوم على سلسلة من اتفاقات الهدنة خلال الصراع المستمر منذ سبع سنوات ولكن بعضها انهار بعد أيام من التوقيع عليها ولا يزال انعدام الثقة بين الاطراف المتحاربة عميقا. ولكن بعض الدبلوماسيين يقولون انه كانت هناك فورة من النشاط بين الجانبين في الايام الاخيرة على خلفية تحسن العلاقات بين السودان وتشاد. واتفق السودان وتشاد في وقت سابق هذا الشهر على انهاء حربهما بالوكالة الممتدة منذ زمن من خلال تسليح كل بلد لمتمردين يعملون ضد حكومة البلد الاخر. ويشترك الرئيس التشادي ادريس ديبي في الاصول العرقية مع قيادة حركة العدل والمساواة واتهمه كثير من المحللين بمساندة الحركة. ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من الحكومة السودانية. وكان الرئيس السوداني عمر حسن البشير ابلغ أنصاره أمس الاول الجمعة أن بامكانهم توقع أنباء طيبة بخصوص دارفور قريبا وذكرت وسائل الاعلام المملوكة للدولة ان اتفاقا مع حركة العدل والمساواة أصبح وشيكا.