mohamed Fadel Abdellah
توثيق-فساد-الانقاذ
ان الفساد والظلم والقهر الذي استشرى في عهد الانقاذ قد فاق فساد كل الأنظمة التي حكمت السودان , ومهما حاول البعض أن يحصي أو يحصر مظاهر تلك الفساد فلن يجد ضالته , فالصور الفاسدة عديدة ( ما ظهر منها وما بطن ) والتاريخ سيكون خير شاهد والأدلة ستتواتر تباعا بحيث لا يحتسب عمر حسن أحمد البشير ونظامه القمعي وذويه وزبانيته وكل من هو موال له و لمؤتمره الوطني الفاسد المفسد .لقد عرفت أرض السودان القوانين ونظم الشرطة منذ مملكة كوش الأولى فالثانية ومرورا بنظامها في العهد التركي ثم الشرطة في سودان المهدية وادارة الانجليز والحكام المدنيون ( هيربرت هدلسون و روبرت هاو و الكسندر توكس هلم ) ووصولا الى نظام الشرطة فيما بعد الاستقلال .
وطيلة تلك الحقبات الزمنية عرف الانضباط ( الضبط والربط ) في تلك المؤسسة كما عرف عنها البعد التام عن المحسوبية في ضوابطها الداخلية وخصوصا فيما يتعلق بتنفيذ اللوائح الداخلية والتوجيهات .
كل ذلك حتى 30 يونيو 1989 عهد الفساد والافساد , حيث تمت الاحالات لكم هائل من الضباط بدعاوي واهية لا تستند الى أي معيار من الصدق أو الأمانه . وتم وضع معايير التعيين وفقا للولاء والعرق والجهة لا المقدرة و الكفاءة , فاختلط حابل وزارة الداخلية بنابلها وظهرت أنماط جديدة مستهجنة من الضباط وضباط الصف والجنود , ولعلني أخصص مساحة في هذه الأسطر لكل من :-
1/ اللواء شرطة طبيب/ نور الهدى محمد الشفيع
– هي زوجة اللواء طبيب/ عبدالله حسن أحمد البشير ( شقيق السيد الرئيس ) القيادي بالسلاح الطبي بالقوات المسلحة والمدير العام لمركز السودان للقلب.
– وهي السابقة الأولى في تاريخ الشرطة السودانية حيث تم تعديل لوائح الترقيات لتتناسب وحجم زوجة شقيق الرئيس لتتحصل على رتبة اللواء وتصبح مديرا لدائرة من دوائر الشرطة بوزارة الداخلية , علما بأنه في الماضي كان يتم احالة النساء الى المعاش عند رتبة عميد أو أقل كأقصى حد لهن .
– عرف عن السيدة الدكتورة الضابطة القيادية / نور الهدى محمد الشفيع حب التسلط على كل من هو حولها في القرار وفي الرأي وفي الخصام , بسببها تمت احالت العميد شرطة طبيب / عبد السميع ( المدير السابق لمصحة كوبر ) للمعاش حتى تستولي على منصبه .
– من أجل أن تكتسب مزيدا من الشهرة الاعلامية ولتثبت لنفسها بأن لها ثقل مجتمعي قامت بتأسيس ما يسمى بجمعية رفيدة التي قامت من خلالها بارسال العديد من منسوبي الشرطة الى دارفور بغرض اجراء تأهيل نفسي للنازحين ( اعلاميا ) حتى يتسنى أن تلتقط لها صورا بدارفور لتجعل من ذلك مادة اعلامية تتحدث بها . علما بأن من أرسلتهم ظلوا قابعين لفترة لا تتجاوز الأسبوع في بعض سجون الولايات بدارفور في العام 2005م.
– تدور حولها العديد من علامات الاستفهام في شأن عربات الترحيل المخصصة للمصحة والتي تم تلجينها بصورة شخصية لها دون الرجوع لدائرة الاحلال بالشرطة وجراء ذلك تعرض بعض الشرفاء من الضباط ( الذين رفضوا مسايرتها ومعارضتها فيما تفعل ) للعديد من أنواع التكدير .
مع العلم بأن كل من السيد اللواء شقيق الرئيس و حرمه اللواء هما أعضاء مجلس أمناء الكلية الكندية بالسودان .
2/ المقدم شرطة مهندس / جمال عزالدين
– هو زوج سلمى عبدالرحيم محمد حسين (وزير الداخلية الأسبق ) والضابط المدلل بالشرطة الذي لا يلتزم بضوابط الضبط والربط .
– هو مدير المركزالاستشاري الهندسي بوزارة الداخلية والمشرف والمسئول عن عمليات الانشاء والبناء بالشرطة بما فيها مباني جامعة الرباط المنهاره والتي من المفترض أنه مسئول مباشر عنها .
– هو أول ضابط شرطة في السودان يترأس مركزا استشاريا هندسيا يشرف على حجم عمل بضخامة أعمال بناء الشرطة المزعومة على مستوى المركز والأطراف .
والبقية تأتي …………………….
ولعلني في هذه المساحة أحاول أن أتناول اليسير من مظاهر الفساد والمحسوبية لنظام البشير في جهاز الشرطة احدى المؤسسات البالغة الأهمية في نظام الدولة من حيث بسط الأمن والأمان للمواطن والسهر على راحته وخدمته لا قتله وتعذيبه و قمعه وكبت حرياته واذلاله.