الخرطوم – النور أحمد النور
السبت ٥ أكتوبر ٢٠١٣
اتسع نطاق الاحتجاجات المناهضة للحكومة السودانية أمس وشملت مدن العاصمة الثلاث ومدني في وسط البلاد وبورتسودان في شرقها والنهود في غربها في «جمعة الأحرار». وطالب المتظاهرون بتنحي الرئيس عمر البشير ومحاكمة المتورطين في قتل عشرات الشباب وإطلاق مئات المعتقلين.
وفي اليوم الثاني عشر لبدء الاحتجاجات على رفع الدعم عن الوقود، تجمّع مئات المتظاهرين في منطقة الديم في جنوب الخرطوم، عقب صلاة الجمعة، مرددين هتافات تدعو إلى «إسقاط النظام»، لكن الشرطة استخدمت الغاز المسيل للدموع لتفريقهم وأوقفت بعضهم.
وفرضت قوات الأمن والشرطة طوقاً حول مسجد في حي بري شرق الخرطوم قرب منزل صلاح سنهوري الذي قُتل في التظاهرات وبات منزله نقطة تجمّع كل مساء للمتظاهرين والنشطاء. وعلى رغم الإجراءات الأمنية المشددة، احتشد المواطنون في ما بات يُعرف بـ «ميدان الشهيد صلاح» ورددوا هتافات تطالب بالقصاص من قتلته وإسقاط نظام الحكم ووصفوه بـ «القاتل والظالم». وخاطب عدد من الناشطين الحشد الذي استمر حتى مغيب الشمس.
وخرج مئات من المحتجين الغاضبين من مساجد عدة في الخرطوم، بحري ثالث مدن العاصمة، وانطلق بعضهم من منزل رجل قُتل عندما شارك في تشييع جنازة أحد قتلى التظاهرات، وصار المحتجون يهتفون «خرجنا ضد الناس الذين قتلوا ولدنا». وتجمع المحتجون في ساحة بمنطقة شمبات، بعدما جاؤوا من أحد أبرز مساجدها، مسجد الطريقة السمانية الصوفية. واعتقلت قوات الأمن شيخ هذه الطريقة، أحمد الطيب، الخميس، ثم أطلقته بعد ساعات.
وردد المتظاهرون هتافات مناهضة للحكومة منها «سلام… حرية… عدالة» و «الثورة خيار الشعب» و «القصاص من القتلة» و «الشعب يريد إسقاط النظام».
وفي منطقة المزاد بمدينة الخرطوم بحري أيضاً، خرج العشرات من أنصار حزب المؤتمر السوداني المعارض في تظاهرة بعد تجمعهم في منزل رئيس الحزب، إبراهيم الشيخ، المعتقل لدى السلطات بعدما شارك في الأيام الأولى من الاحتجاجات. كما خرجت تظاهرات مماثلة في أحياء الحاج يوسف في شرق الخرطوم بحري.
وفي أم درمان، ثاني مدن العاصمة، خرج مئات من المساجد وخصوصاً مسجد طائفة الأنصار التي يتزعمها زعيم حزب الأمة الصادق المهدي في حي ود نوباوي، لكن قوات الأمن استخدمت الغاز المسيل للدموع لفض المتظاهرين الذين توغلوا داخل الأحياء السكنية القريبة ودخلوا في مواجهات وكر وفر مع قوات الأمن. وحمل المتظاهرون الغاضبون لافتات تطالب برحيل الحكومة وإتاحة الحريات ومحاكمة «القتلة».
كما تجمع محتجون في مدينة بورتسودان عاصمة ولاية البحر الأحمر في شرق البلاد، وهم يهتفون ضد الحكومة «خرجنا ضد الناس الجوعونا (الذين جوّعونا) ولا نخاف الا الله» و «خرجنا ضد الناس السرقوا عرقنا» (الذين سرقوا عرق جبيننا) و «الشعب يريد إسقاط النظام».
وفي مدني عاصمة ولاية الجزيرة حاصرت قوات الأمن والشرطة عدداً من المساجد الكبيرة أثناء صلاة الجمعة، لكن مواطنين تسللوا عقب الصلاة في تظاهرات ضد النظام الحاكم، ولاحقتهم الشرطة بالغاز المسيل للدموع.
وانتفض مواطنو مدينة النهود ثاني مدن ولاية غرب كردفان في غرب البلاد عقب صلاة الجمعة وردت عليهم الشرطة بالغاز المسيل للدموع، وأوقفت عدداً منهم.
وكانت دعوات أطلقها نشطاء إلى التظاهر تحت شعار «جمعة الأحرار»، في إشارة إلى المعتقلين من الناشطين والمعارضين الذين أوقفوا خلال الاحتجاجات وقدّرتهم المعارضة بنحو 1300 معتقل، غير أن وزارة الداخلية قالت إنهم 700 شخص.
وفي الشان ذاته، رأى الأمين العام لحزب الأمة المعارض إبراهيم الأمين أن الولايات المتحدة لا تريد سقوط نظام البشير لأن مصالحها مع استمرار النظام. وطالب بفتح تحقيق مستقل في قتل عشرات المتظاهرين. وأكد أن المعارضة المسلحة مستعدة لوقف النار في حال تنحي البشير، وتحدث عن انقسام داخل حزب المؤتمر الوطني الحاكم في شأن التطورات الأخيرة، ورأى أن «العقلاء» في هذا الحزب يمكن التوصل معهم إلى اتفاق يقود إلى تحول ديموقراطي في البلاد.