إن المشكلة السودانية هي أعمق بكثير من مجرد نقل السلطة من الوضع العسكري الي المدني والحل الشامل للازمة السوودانية بظلاماتها التاريخية يستوجب مخاطبة جذور الازمة وإن القراءة الخاطئة من النخب السياسية ستفضي الي حلول تتقاصر وتطلعات السودانيين المشروعة في تعافي وطني مستدام.
قبيل الاستقلال وحتي أكتوبر المجيدة تجاهلنا مطالب الجنوب بالفيدرالية وعقب ثورة أبريل الظافرة لم نخاطب قضية كل السودان وقفزنا فوق حقيقة كيف يحكم السودان الي من يحكم السودان فاستمر الاحتراب.
لا تزال قضية الحرب والسلام تتصدر قائمة القضايا السودانية يجب ايلاءها الأولوية اللازمة واليوم نحن جميعا امام فرصة تاريخية لاحداث مصالحة وطنية حقيقية تخاطب هموم وقضايا ومطالب جميع السودانيين علي قدم المساواة وعلينا إغتنام هذه السانحة. إن اللاجئين وضحايا الحروب والنازحين في المعسكرات وجميع ضحايا الازمة السودانية في إنتظار نتائج الثورة السودانية التي راح ضحيتها مئات الالاف ولا يزال يدفع ثمنها الملايين.
إن القوي السياسية السودانية مطالبة بالالتقاء عاجلا لصياغة رؤية موحدة حول كيفية إنجاز الانتقال المدني الشامل الذي يضع في الحسبان قضايا السلام ويستصحب الظلامات التاريخية ويتعظ من التجارب ونكرر الطلب بضرورة ان تلتقي كل المعارضة وعلي رأسها الحرية والتغيير لوضع أساس متين لحل وطني في أقرب وقت ممكن تحقيقا لاهداف الثورة السودانية المتفردة بتنوعها الثقافي والسياسي والاجتماعي حتي نشكل من هذا التباين عقدا اجتماعيا جديداً.
ان الثورة السودانية تقدمها الشباب وضحت فيها المرأة والجبهة الثورية تري ضرورة فك احتكار الفرص لإشراك عنصري الشباب والمرأة في الميادين السياسية وفي أنشطة المجتمع المدني حتي ينعكس التغيير في شرائح المجتمع الحية والحاجة ماسة الي مشاركة القوي السياسية في مؤسسات الفترة الانتقالية بلا إقصاء إلا للمؤتمر الوطني البائد ووواجهاته المصنوعة.
تري الجبهة الثورية ان الثورة السودانية هي ثورة للسلام والحرية والعدالة الاجتماعية ولمخاطبة قضايا السلام تري الجبهة الثورية ضرورة تخصيص نسبة 35% من جملة السلطة الفدرالية (المجلس السيادي والجهاز التنفيذي والجهاز التشريعي) للسلام أثناء الفترة الانتقالية ليتسنى للآجهزة بناء هياكل الدولة وإزالة آثار الحرب بعودة اللاجئين والنازحين وترتيب أمر إعادة بناء هيكلة المؤسسات المدنية.
تؤكد الجبهة الثورية مشاركتها فعالة في داخل السودان بعد إكمال عدد من الترتيبات في شأن وقف الحرب بدءا بوقف إطلاق النار الحقيقي وتستمر في تفاوض من أجل إنهاء هذه الحالة للأغراض الإنسانية ومنح فرصة كافية للحراك المدني لجني ثمار الثورة.
مني اركو مناوي
رئيس الجبهة الثورية السودانية
03/07/2019