بيان من حركة وجيش تحرير السودان، وحدة جوبا إلي جماهير الشعب السوداني العظيم
في البدء التحية للكادحين الشرفاء من بني وطني الذين يجابهون ترسانات القمع التي إخترعها المؤتمر الوطني علي مدي عقدين من الزمان. التحية للطلاب النجباء الذين إختاروا العيش بشرف في قاعة الدرس، أو الموت بعزة في سبيل البحث عن الحرية والكرامة.
التحية للمشردين من دورهم سنينا عددا تحت حر الشمس، وقرص البرد، وصابروا العيش بلا سقف يقيهم من المطر والجوع والمرض، والتحية للعمال، والمزراعين، والرعاة، صناع الثروة والثورة وهم يعايشون الفقر، والتشريد، والبؤس.
مواطنونا الكرام:
لا شك في أنكم تعايشون هذه الأجراءات التي إتخذتها زمرة نظام المؤتمر الوطني الحاكم والتي قصد بها تقتيل، وتشريد، ودحس كرامة كل الشعب السوداني العظيم.
إن هذه الأجراءات تمثل نتاجا طبيعيا لسياسات تعبر عن حقيقة ذهنية قادة المؤتمر الوطني وأعوانهم الذين قتلوا، وشردوا، وقسموا السودان، ودمروا مقدراته.
حقا إنكم تعلمون أن كل هذه السياسات القمعية حيلة رخيصة لا تنطلي على شعبنا العظيم الذي خبر مكر الانقاذيين والذين إستمرأوا سياسة تغبيش الوعي برغم أنكم تدركون أنهم يرتدون في رابعة النهار وآناء الليل ثياب الواعظين.
إنكم تعلمون أن هذه الفئة الضالة بفكرها تهدف بهذه الإجراءات التعسفية حملكم على دفع فواتير حربهم التي شنوها بغير مبرر علي أهلنا في دارفور، وكردفان، والنيل الازرق، والشرق، والشمال الأقصى، والشرفاء من بنات وأبناء السودان الذين ظلوا علي الدوام يعارضون هذه الآيديلوجية المدمرة لخيرات البلاد، وكذلك المفتتة للنسيج الإجتماعي.
يا مواطني بلادي إن هذه الأجراءات القمعية التي تعايشونها إنما هي النتيجة الحتمية لسياسات ما سمي بالتوجه الحضاري الذي عطل طاقات البلاد بالحروب، ونشر الارهاب، والأسلمة السياسية القسرية، والتمييز العنصري، وتشريد المنتجين وتدمير مؤسسات التعليم، وتفكيك الإدارة الاهلية المعنية بإشاعة السلم الاجتماعي والثقافي في مجتمعنا المتعدد والمتباين دينيا، وثقافيا، وإثنيا.
إن هذه الظروف القاهرة المفروضة علينا والتي نعايشها اليوم لا تتمظهر أمامنا إلا كنتيجة لسياسات الفساد، والحروب، والتمكين الذي أضر بمصالح شعوب السودان الاقتصادية، والسياسية، والإجتماعية، والثقافية، فضلاً عن تمزيق علاقات الجوار الإقليمي والدولي، ولكل هذا أصبح السودان اليوم يتصدر المرتبة الثالثة في قائمة الدول الفاشلة عالميا بعد الصومال وجمهورية الكونغو في آخر تقرير للـ (FSI).
يا جماهير شعبنا العظيم إنكم تعلمون بأن مشكلات السودان لا يمكن تجاوزها إلا بإجتثاث نظام الانقاذ الشمولي وأعوانه من سدة الحكم في البلاد وتقديمهم للعدالة حتي يتسني لنا بناء سودان دولة المواطنة علي أسس جديدة تلبي تطلعات وأحلام هذا الشعب العظيم.
إن حركة تحرير السودان، وحدة جوبا تجدد دعمها ومساندتها لجهودكم الكبيرة المتمثلة في المسيرات، والتظاهرات السلمية التي إنتظمت البلاد للتعبير عن إرادة شعوب السودان العظيمة، وعليه تهيب حركة تحرير السودان، وحدة جوبا بجميع قطاعات شعبنا الخروج إلى الشارع وإستخدام كل الوسائل المتاحة للتعبير عن رغباتنا المشروعة في إستعادة وطننا المسلوب من قبل زمرة المؤتمر الوطني الفاسدة.
إن حركة تحرير السودان، وحدة جوبا تضع كل إمكاناتها البشرية واللوجستية والفنية لهذا الغرض في كل الأحوال كما نوجه كل مكاتب الحركة بالداخل والخارج لمواصلة العمل والتنسيق الكامل مع كل القوي الراغبة في التغيير مثل الجبهة الثورية السودانية، والاحزاب السياسية، ومنظمات المجتمع المدني ومختلف القطاعات الراغبة في تحرير البلاد. كما نوجه عضوية وجماهير الحركة بتوحيد الجهود لتحقيق هذه الغايات المشروعة والحفاظ عليها من بعد النصر.
ومن جانب آخر فإن الحركة ستواصل إتصالاتها لحشد الدعم الإقليمي والدولي للوقوف بصلابة مع رغبات وخيارات شعبنا المشروعة، ونناشد الأسرة الدولية لإتخاذ التدابير اللازمة لتقديم المعونات الانسانية للنازحين في كل من النيل الأزرق، وجبال النوبة، ودارفور، وشرق السودان، ومتابعة أوضاع حقوق الانسان حتي يتسني لنا إنجاز قيم الحرية والعدل والسلام والديمقراطية.
أحمد عبد الشافع توبا
رئيس الحركة
21 يونيو 2012