بيان حول القمع الوحشي للمظاهرات والاحتجاجات الشعبية بالبلاد
إننا ندين بشدة العنف المفرط وغير المبرر الذي تعاملت به أجهزة امن الإنقاذ القمعية مع المتظاهرين العزل والمحتجين بالعاصمة وسائر ولايات ومدن البلاد على تردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية ، واستشراء الفساد بين محسوبي النظام وفشله في إيجاد مخرج لأزمات البلاد المتراكمة بفعل سياساته العرجاء.
كما ندين ونشجب بشدة ضرب المصلين بمسجد الإمام عبد الرحمن بودنوباوي بالغاز المسيل للدموع ومنعهم من أداة صلاة العصر منتهكين بذلك حرمة بيت من بيوت الله في تصرف غوغائي لم يمنعهم منه وازع ديني ولا أخلاقي.
إن استعمال أجهزة أمن الإنقاذ الرصاص المطاطي في تفريق المتظاهرين والمحتجين الذين يمارسون حقا مكفول لهم بنص الدستور والمواثيق الدولية في التعبير عن رأيهم بالتظاهر والاحتجاج السلمي مخالف للدستور والقوانين ومواثيق حقوق الإنسان والأعراف الدولية.
إن السلوك الهمجي والبربري في التعامل مع المتظاهرين والمحتجين، ومصادرة حقهم في التعبير والاحتجاج السلمي ما هو إلا دليل آخر على أن نظام الإنقاذ يلفظ آخر أنفاسه بعد أن فقد كل مقومات وجوده واستمراريته، فقد مزّق البلاد اربا، وأشعل في اتونها حروبا أهلية لا تبقي ولا تذر، وقادها إلى انهيار كامل في كل مناحي الحياة اختتمه بالانهيار الاقتصادي والذي حذرنا منه مرارا وتكرارا ونشهد تداعياته الآن، فأفقر أهلها وجوّعهم، ونكل بهم.
إننا نحي هبة شبابنا وكافة أبناء الشعب السوداني وأهلنا الأشاوس الشرفاء والمناضلين بمختلف ولايات السودان ومدنه وقراه، وبامدرمان ومسجد الإمام عبد الرحمن بودنوباوي، ونحي ثورتهم وصمودهم في وجه الظلم والبغي ومواجهتهم له بكل صلفه وجبروته.
ونحمل نظام الإنقاذ المسئولية في الانهيار الكامل الذي تشهده البلاد وما آل اليه الحال، ونطالبهم بالاحتكام لصوت العقل وأخذ الدروس والعبر من الربيع العربي وإرادة الشعوب، ذلك بتسليم السلطة للشعب سلميا عبر آلية انتقالية متفق عليها حتى نجب البلاد مزيد من التمزق والتشتت والاقتتال وإراقة الدماء. ذلك أو الطوفان.
مبــــارك المهـــــدي
23 يونيو 2012