سهير عبد الرحيم
من الصحفية سهير عبد الرحيم الحسين احمد محمد احمد يوسف محمد أحمد دحوم محمد احمد عبد الله احمد عبد الباسط …………..إلخ الى رئيس اتحاد الطلاب الأريتريين سابقاً ومساعد رئيس الجمهورية ونائب رئيس المؤتمر الوطني ابراهيم محمود..
أما بعد…
لطالما كنت أكتب وأهاجم سياساتكم البائسة وخُططكم العقيمة ومشروعاتكم المعطوبة، ولطالما تحدثت عن التردي الذي أوردتم به البلاد مورد الهلاك طيلة 28 عاماً من فشلكم البائن والمستمر… ولكني ومع كل سوءاتكم لم يدر بخلدي لحظة أن رجلاً في منصب مساعد رئيس الجمهورية سيترك كل الملفات الساخنة والعالقة بين يديه ويتفرّغ لملاحقة صحفية…!!؟
لم أكن أتوقّع يا مساعد رئيس الجمهورية وعرّاب الحوار الوطني أن مُلاحقة امرأة وإي
قافها عن الكتابة هو شغلك الشاغل وليس جمع صفوف الأحزاب ووحدة الصف الوطني وكيكة المشاركة في السلطة وغيرها من المُسميات التي تأذّينا منها نفسياً حد الألم..
لم أتوقّع يا مساعد رئيس الجمهورية أنك تترك كل مشغولياتك ومهامك في القصر الرئاسي والمنصب الباذخ وأنت تعد في أصابعك لحظة الانتقام من صحفيّة تدّعي أنها أساءت لك في مقال قبل عام ونصف وتنسى أنها لم تسيئ إليك بقدر ما دافعت عن شعبها..
نعم الشعب السوداني والذي وصفته بالقذارة وبأنّه كان يستحم بنصف صابونة حين أتت الإنقاذ في الوقت الذي لم تخبرنا فيه أين كنت أنت وبِمَ كُنت تستحم..!!؟
لم أتوقّع يا مساعد رئيس الجمهورية أنه حين تم إيقافي من كتابة مقالي بصحيفة “السوداني” في فبراير من العام 2016 أنك كنت تُخطِّط للإيقاف وعدم العودة مرةً أخرى.. أعتقدت في البدء أن إيقافي عن الكتابة حينها إنما جاء لتقديرات تحريرية وانحناءة لعاصفة غضبك.. ولم أكن أتوقّع أنّ براكين حقدك لا يطفئها إيقاف أو تشريد..
لم أتوقّع يا مساعد رئيس الجمهورية أنّ انتماءك للشعب الأريتري سيصبح عاراً تخجل منه، ولماذا لا أدري…..!!؟ الشعب الأريتري شَعبٌ حَبوبٌ ومُناضلٌ ومُكافحٌ يعرف كيف يصنع الفرح وسط الدموع ويجيد الدفاع عن حُقُوق الغلابة والمحرومين، فلماذا تغضب من انتمائك له، وكيف يُمكنك أن تبدع وتُفكِّر وتطوِّر وطناً وأنت تتنكّر لموطنك ولماذا أنت (مُعقّد) من الفكرة؟! أليس طبيعياً أن يحمل أحدهم جنسيتين؟! ثم دعك من كل هذا ألم تكن رئيس اتحاد الطلاب الأريتريين في السبعينات بالقاهرة..؟! ذلك التاريخ لا كذب!!؟
أعلم جيداً يا مساعد الرئيس أن سهير عبد الرحيم التي تحاربها سراً وجهراً ليست امرأة سهلة الانقياد ولا صحفية تقتات من بيع عمودها، إنّما هي ابنة عبد الرحيم ود الحسين المناضل الوطني الجسور الذي اقتلع البندقية من الضابط الإنجليزي بطبرق إبان الحرب العالمية الثانية ليقول له: لسنا بمُرتزقة إنما نُقدِّم أرواحنا فداءً للاستقلال.. ولو كان أبي وهو من صُنّاع الاستقلال يعلم أن مثلك سيأتي ويجلس على سدة الحكم ويأمر بمنح إعلانات الصحف لهذا وحجبها عن ذاك لمات من الحسرة والألم حينها..!
الآن يا مساعد رئيس الجمهورية هل أنت سعيدٌ ومبسوطٌ أنّك تسبّبت في إيقافي من الكتابة..؟! هل تنام قرير العين لمجرد أنك طاردت امرأة من صحيفة إلى أخرى وأنت تتوهّم أنك قد قطعت رزقها..؟! هل أنت مٌتخمٌ بالفرح وخيالك المريض يُصوِّر لك إني جائعةٌ، حافيةٌ، عاريةٌ، وصغارى يصرخون وهم يبحثون عن لقمة العيش.. صدقني أنت واهمٌ يا مساعد رئيس الجمهورية.. لأنك نسيت أنّ الرازق هو الله وليس مساعد رئيس الجمهورية.. ولأنّك أعتقدت أنّ المعطي هو المؤتمر الوطني وليس الخالق البارئ المعطي المانع الضار النافع..
أم هل تراك غرّك منصبك الدستوري والحاشية من حولك وأنت الدخيل حتى على منظومة المؤتمر الوطني.. ألم تتعظ من مصير عرابي المؤتمر الوطني وجهابذته أين هم الآن..؟! هل تسمع لهم صوتاً أو تحس لهم ركزاً..؟!
إني أعلم والله ان جُنودك ومن حولك يُصوِّرون لك أنك هتلر جديد … ولكنهم لم يفتحوا بصيرتك على أن لله جنود السماوات والأرض.. أعتقدت أنك انتصرت بإيقاف امرأة وأنت لا تعلم أن تلك المرأة والتي تعتقدها ضعيفة هي أقوى منك مائة مرة بإيمانها بالذي لا تأخذه سنة ولا نوم.
ثم إني اسألك من أين لك كل هذه الروح الانتقامية وأنت من قبيلة تطعم الجائع وتكسو العاري وتنجد الملهوف.. أم أن التشريفة التي أمامك تصوِّر لك أنك فرعون القرن العشرين.
أتعلم لقد قلت للأستاذ ضياء الدين بلال رئيس تحرير “السوداني” إنّ الأمر لا يتعلّق بإيقاف سهير عبد الرحيم من الكتابة أو قطع راتبها، ولكن الأمر يتعلّق بأن التنازل يؤدي إلى تنازلات، وطالما علم أولئك أنّ الإعلان هو يد الصحيفة التي توجعها فسيصبح الأمر أداةً في يدهم.. اليوم إيقاف سهير وغداً أوامر بأنّنا نُريد المانشيت هذا وربما بعد غدٍ انشروا هذا المقال على لسانكم.. نعم فالتنازل يقود إلى تنازلات وطالما علموا أن سلاح الإعلان كافٍ لتمرير أجندتهم فسيشهرونه كلما حانت التفاتة من “السوداني” لم تعجبهم..
إني أعلم جيداً يا مساعد رئيس الجمهورية نوعية أسلحتكم وطالما أنّ سلاح الإعلان بيدكم فستنصاع الصحف لسياساتكم وضُغوطكم.. وإذا كانت صحيفة يملكها الملياردير جمال الوالي انصاعت لكم فما بالكم بناس قريعتي راحت..؟!
أنت سعيدٌ الآن بأنه لا يجرؤ ناشر أو رئيس تحرير أن يطلب مني الكتابة في صحيفته فقد أصبح اسم سهير عبد الرحيم مثل الأجرب يخشى الآخرون الاقتراب منه حتى لا يلتقطوا العدوى، ولعلمك قبل ولوجي لـ “السوداني” تقدّمت لي ثلاث صحف للكتابة على أخيرتها والآن وبعد أن عَلِمَ الناشرون ورؤساء التحرير أنّ وجود اسم سهير على قائمة كُتّاب أيّة صحيفة يعني قطع الإعلان عنها.. بردت تلك الطلبات إن لم تكن انقطعت.. لا ألوم تلك الصحف فهي مثل “السوداني” امام خيار بين أن تظل بيوت 140 موظفاً مفتوحة يعيشون على صحيفة “السوداني” وبين أن تستمر سهير!!
الآن يا مساعد رئيس الجمهورية.. وبما أنّك ظللت تُطاردني في كتابة مقالي وحتى في رزقي، فلا أستبعد عليك أن تُسلِّط أحدهم لقنصي بطلق طائش أو تعطيل فرامل سيارتي أو تسبيب الأذى لأسرتي أو تدبير مكيدة لي.. لذلك بياني هذا بمثابة بلاغ لكل المؤسسات العدلية ومُنظّمات المُجتمع المدني والمؤسسات والهئيات الدولية وكل المعنيين بحقوق الانسان ومناهضة العنف بأني أحمِّلك أنت مسؤولية أي أذىً يحدث لي أو لأسرتي أو لأطفالي…!!
ولتعلم أنّك وإن نجوت من منصات العدل في الدنيا، فهناك منصات العدل عند الذي لا تأخذه سنة ولا نوم.
ختاماً… الشكر كل الشكر لشبكة الصحفيين السودانيين ولكل من اتصل وآزر وعبّر عن الرفض في كل مواقع التواصل الاجتماعي.. والخزي والعار لاتحاد الصحفيين المعطوب الذي يجيد (رزيقيه) ربط العمامة بأناقة كما يجيد غض الطرف عن امتهان وضياع حقوق الصحفيين..!!
خارج السور:
ابراهيم محمود مساعد رئيس الجمهورية.. حسبي الله ونعم الوكيل فيك..!