بلايل : حيثيات سقوط الانقاذ اكبر من حيثيات سقوط بن علي ومبارك
(حريات)
قال الاستاذ مكى بلايل رئيس حزب العدالة ان حيثيات اسقاط النظام اكبر من الحيثيات التى اسقطت انظمة بن على ومبارك وفى مقدمتها انتهاك النظام لحق الحياة للابرياء اضافة الى الواقع الاقتصادى المتدهور والفساد الضارب بأطنابه معظم المؤسسات .
وأكد ان شريعة المؤتمر الوطنى لاعلاقة لها بالمقاصد الكلية للشريعة التى تحرم القتل وانتهاك الحريات والفساد والربا .
وحذر من وقوع اضطرابات بجنوب كردفان حال فوز الوطنى ، وقلل من امكانية عقد انتخابات حرة وشفافة بولاية جنوب كردفان فى ظل سيطرة المؤتمر الوطنى على كل مقدرات الدولة . وأضاف بلايل فى حوار اجرته معه (حريات) ان هناك شرطيين اساسيين لمشاركتنا فى الانتخابات يتمثلان فى اجراء عملية الفرز فى اعقاب انتهاء عملية الاقتراع بالمراكز وتكوين لجنة من الاحزاب المتنافسة على مستوى المراكز للتوقيع على شهادات اثبات الهوية للناخبين .
لمزيد من الافادات طالع حوار (حريات) مع بلايل أدناه :
*هل تتوقع ان تمضى انتخابات ولاية جنوب كردفان بالنزاهة المطلوبة؟
_لاعتقد ان العملية الانتخابية فى جنوب كردفان ستمضى بطريقة فيها النزاهة المطلوبة بل بالعكس انا اتوقع ان تجرى محاولات للتلاعب اكثر مماحدث فى انتخابات ابريل الماضية وذلك لجملة اسباب: السبب الرئيسى هو ان الولاية اصبحت ولاية الانفتاح نحو الجنوب بصورة اساسية كونها ولاية حدودية تملك اكبر خط حدودى مع الجنوب وفيها بؤر النزاع الاساسية (كأبيي) على سبيل المثال ….ولذلك جنوب كردفان ذات اولوية استرتيجية للمؤتمر الوطنى ،وبالتالى انا اتوقع ان يعمل الحزب كل مافى وسعه وبكافة الطرق (مشروعة ام غير مشروعة) لكسب الانتخابات القادمة ..محاولة التزوير لارادة الناخب فى ولاية جنوب كردفان والولايات بدأت منذ عملية الاحصاء السكانى وكانت ولاية جنوب كردفان من اكبر الولايات المتضررة من التزوير الذى تم فى الاحصاء السكانى الى جانب دارفور ، ولقد تم الاستدراك فى جنوب كردفان بمايعرف بالاحصاء التكميلى ومعلوم ان الاحصاء التكميلى رفع عدد السكان فى جنوب كردفان من حوالى مليون ونصف الى اثنين مليون ونصف بزيادة اكثر من الثلثين وهذا يكشف مدى اصرار المؤتمر الوطنى بالا تجرى الانتخابات وفق الارادة الشعبية الحقيقية ….فيما يتعلق بالانتخابات فى السودان ليس هناك مجال للحديث عن تكافؤ الفرص بين المتنافسين ،هناك نظام قابض على جميع المقدرات المالية والسلطة والاعلام والشرطة وغيرها (مثلا تصريح الناطق الرسمى باسم الشرطة الاخير اظهره كأنه عضو بالمؤتمر الوطنى) فهناك نوع من التماهى والاندماج بين ماهو رسمى وماهو حزبى ،وبالتأكيد سيحدث ذلك اثرا مباشرا على العملية الانتخابية بجنوب كردفان ومع ذلك ليس هناك زمن لنفعل شىء ازاء هذا (وهو امر واقع).
*لماذا تدخلون الانتخابات برغم كل التجاوزات والمعوقات؟
-ندخل الانتخابات لاسباب …..نعتقد مع هذا الامرالواقع هناك قدر معين من الضوابط لوتوفرت هناك فرصة بأن تفلت ولاية جنوب كردفان من قبضة المؤتمر الوطنى ، ونحن كمرشحين وكحزب طرحنا بعض المطالب التى نعتبر انها ضرورية واساسية جدا مع التسليم بالامر الواقع باحتكار الحزب الحاكم لمقدرات الدولة واجهزتها الاعلامية والامنية…. بالرغم من كل ذلك اشترطنا شرطين اساسيين دونهما لن نخوض الانتخابات .الشرط الاول هو ان تتم عملية الفرز مباشرة فى اعقاب انتهاء الاقتراع لأن مبيت الصناديق لليوم التالى فيه شبهه وانا اكاد اجزم سيكون هناك تزوير كما حدث فى انتخابات ابريل الماضى ولذلك وضعنا هذا الشرط (وهو سهل وليس فيه صعوبة) سيما وان انتخابات جنوب كردفان مفصلية وتعقد فى ولاية حساسة قابلة للالتهاب السياسى مما يستدعى النزاهة والشفافية فى العملية الانتخابية. الشرط الاخر متعلق باثبات هوية بالناخبين الذين لايملكون اوراق ثبوتية وهؤلاء نسبتهم كبيرة جدا فى ولاية جنوب كردفان ودرجت العادة ان اللجان الشعبية هى التى تحرر الشهادات الثبوتية للناخبين وهذا خطأ فى تقديرى ولذلك اقترحنا تشكيل لجان من كل ممثلى الاحزاب فى كل مراكز الاقتراع لتوقع على شهادات اثبات الهوية ، هذه شروط مهمة بجانب شروط اخرى منها حرية الانتقال فى كل المناطق بمافيها المناطق التى تقع تحت سيطرة الحركة الشعبية واشير الى اننا (شخصى ومرشح حزب الامة) رفعنا مذكرة للمفوضية لم تجد رد فعل ونعود ونقول اذا لم تحقق هذه الشروط قد ننسحب من العملية الانتخابية.
*هل فى تقديركم يشكل فوز المؤتمر الوطني سببا للفوضى والاضطراب الامنى؟
_لا ارى امكانية تبدل فى الامر خاصة اذا انحسب المرشحين من قبل القوى السياسية وانحصر التنافس بين الوطنى والشعبية فقد يحدث استقطاب حاد وعنصرى وانا لا ابرىء الطرفين من محاولات التزوير والتلاعب ولكن الطرف الحكومى الذى له سيطرة شبه كاملة على كل مقدرات الدولة سيكون وضعه افضل ان يبدل الانتخابات ، هذا اذا استصحبنا تجربة النيل الازرق…. كلنا كنا متابعين سير العملية الانتخابية فى تلك الولاية ذات الخصوصية وفى البداية اعلن فوز المؤتمر الوطنى وتم تأييد وحشد من قبل الحركة الشعبية وتبدل الامر بعد زيارة نائب رئيس الجمهورية لجوبا واعلن فوز عقار، لا اتوقع ان يحدث ذلك السيناريو فى جنوب كردفان فى كل الاحوال سيستميت المؤتمر الوطنى ويمكن ان ينجح فى ذلك (مع الاسف) وايضا قد تحدث اضطربات لان الحركة الشعبية فى اجتماع قطاع الشمال الاخير استبقت النتائج بل حددت موعدا لمسيرات احتجاج فى نفس يوم اعلان النتائج اذا كان هناك تزوير وهذا مؤشر لاضطرابات قد تحدث ولكنها ستكون محدودة سيما وان الوطنى يسيطر على الاعلام وسيتحدث عن فوزه بأغلبية ساحقة كما فعل فى انتخابات ابريل الماضية وبالرغم من عدم قناعة قطاع عريض من الشارع العام اصبح الامر وكأنه امر واقع.
*تأثيرات فوزالوطنى على المشورة الشعبية؟
_قطعا اذا فاز الوطنى ستأتى المشورة الشعبية بمقررات سالبة ،المؤتمر الوطنى سقفه واضح واذا رجعنا الى التاريخ تعامله مع مشكلة النيل الازرق وجنوب كردفان… كانوا يعتقدون ان هذه القضايا ماينبغى لها ان تناقش فى اطار الايقاد ولكن بعد جدل وتحت اصرار الحركة الشعبية اتفق ان تناقش القضايا تحت رعاية الحكومة الكينية وفى نهاية المطاف اندمجت هذه القضايا واصبحت البروتوكولات ضمن بروتوكولات نيفاشا ولكن المؤتمر الوطنى لازال يتبنى سياسات ضعيفة تحمل فى طياتها عدم اقتناعه بهذه المسألة ووجود مشكلة اساسية فى الولايتين ولذلك حالة اكتساح الحزب الحاكم للانتخابات ستصيب الكثيرين بالاحباط ممايؤثر على المشورة الشعبية وملاحظات المواطن على سير اتفاقية السلام وماحققته من انجازات سياسيا واقتصاديا وتنمويا واجتماعيا.
*هل لديكم مرشحين فى كل دوائر المجالس التشريعية ؟
_ كل القوى السياسية عدا المؤتمر الوطنى ليس لديها مرشحون فى كل الدوائر وذلك يعود للامكانيات المالية ايضا الخارطة الخاصة بالدوائر صممت لتسهيل فوز الوطنى واعترضنا على ذلك.
*لماذا لاتتفقون كأحزاب معارضة على مرشح واحد؟
_المعارضة لم تنسق بالشكل المطلوب ومع ذلك اعتقد ان فرص النجاح موجودة مع كثرة المرشحين ، المخيف كما قلت هو تبديل الصناديق واستغلال اللجان الشعبية فى ضخ كثير من الاسماء الوهمية لمصلحة الوطنى هذا الى جانب الحشود الكبيرة للقوات المسلحة فى جنوب كردفان .
*مالهدف من وراء الحشود العسكرية؟
_لانعرف اسباب الحشد ولكن كماتعلم فى الشهور الاخيرة وفى اطار الصراع بين الشمال والجنوب تم حشد لقوات الجيش الشعبى شمالا وكذلك تكثيف للقوات المسلحة جنوبا ومع ذلك العملية الانتخابية نفسها قد تكون احد اسباب الحشود.
*الحديث عن التمسك بالشريعة من قبل الوطنى كيف تفسرونه؟
_الحديث عن الشريعة امر والفهم الواقع لتطبيقات الشريعة امر اخر ، الشريعة تعنى المنهج والطريق الذى يحقق مقاصدها الكلية وعلى رأس هذه القيم العدالة وكرامة الانسان وهناك عشرات الايات تدعوا لاقامة العدل والقسط والرشد فى الحكم ومحاربة الربا والفساد والايات شرعت الاحكام لردع كل من يخرج من هذا الطريق هذا فهم الشريعة يختلف عن الفهم الذى يختزل كل هذه المبادىء والقيم الكلية ويضرب بها عرض الحائط ويكون التصرف عكس هذه القيم (عنصرية ، فساد، استهتاربالنفس وقتلها ، انتهاك للحريات وتطبيق الشريعة بطريقة انتقائية) ، ولذلك الاختلاف بين طرح الشعار وتطبيقه في الممارسة .. كل مسلم يتوق لتطبيق الشريعة لايقف ضدها اذا كانت تحمل القيم التى تؤسسس للعدالة والحرية والمساواة … واعتقد ان شريعة المؤتمر الوطنى بعيدة عن القيم والمقاصد الكلية للشريعة.
*كيف تنظر للواقع السياسى الراهن مقارنة بمايحدث فى البلدان العربية؟
_النظام يفتقد لاى مقوم من مقومات البقاء الموضوعية ونعتقد ان الحيثيات الداعمة لاسقاط النظام فى الخرطوم اقوى من الحيثيات الداعمة لأى نظام سقط اوفى طريقه للسقوط ، مثلا اذا اخذنا جانب انتهاكات حقوق الانسان بداية بحق الحياة نعتقد بأنه ليس هنالك نظام – بمافيهم نظام القذافى اوالنظام اليمنى او المصرى السابق اوالتونسى فى عهد بن على – انتهك حق الحياة للابرياء كما النظام السودانى دعنا فقط نتحدث عن الانتهاكات التى طالت دارفور وحرق القرى بخلاف تقارير المنظمات الدولية وانماوفقا لشهادات الجهات المرتبطة بالنظام ….دعنا فقط نستند الى تقرير لجنة دفع الله الحاج يوسف اوحتى الاعتراف الشهير لرئيس الجمهورية الاف القتلى من المدنيين اما الاغتصاب ورد ايضا فى تقرير لجنة مولانا دفع الله وهذا اكبر انتهاك لحق الحياة والكرامة الشخصية هذا بالاضافة للاعتقالات المستمرة والتعذيب الان كل ماجاء فى وثيقة الحقوق الاساسية فى الدستور عطل ، هذا من ناحية من ناحية اخرى، نجد ان السودان يشهد تردى اقتصادى غير مسبوق والشعب يعيش فى ضنك وبؤس وفقر ، اما الفساد تشتم رائحته ولاتراه مادام النظام قائما فى الحكم ولكن الجميع فى نظام مبارك كانوا يدافعون عن نظامهم وعدم فساده و ما ان سقط النظام حتى انكشف المستور وبانت الحقائق المذهلة …عندنا هناك شواهد يمكن ان توصف بالفساد تناولتها الصحافة مثل صفقة بيع بنك الخرطوم وصفقة بيع اسهم الحكومة فى سوداتل وكيفية خصخصة كثير من المؤسسات لكن فى الواقع ماخفى اكبر وسيتضح جليا اذا زال النظام وسيستغرب الناس ، وهذه مسألة جوهرية للتمسك بالسلطة باعتبارها ساترا لاخفاء الفظائع ولذلك حيثيات اسقاط النظام كثيرة.
* تقول بعض الاصوات في الصحف ان الشعب السودانى متمسك بنظام البشير لانه صاحب انجازات؟
_هذا مايروج له المؤتمر الوطنى وهو حديث غير صحيح الشعب السودانى فى غالبه الاعم ضد نظام الانقاذ وهذا ليس تقييم شخص يعيش فى برج عاجى وانا اخالط الناس واركب الموصلات والنظام متأكد من ذلك والا فلماذا حول الخرطوم الى ثكنة عسكرية عند الاعلان عن صيحة التغيير خوفا من اشتعال الشرارة النظام يعلم ان هناك سخط واسع وعريض واذا كان مندور يتوعد بسحق المعارضة ويقول فى لقاء جمعه بالكتائب الاستراتيجية لحزبه هؤلاء ماتوا وشيعتوا جثامينهم فى الانتخابات فلماذا لايسمح للمعارضة الميتة بعمل مسيرات سلمية ليرى الزحف الجماهيرى الهادر ؟! انهم يدركون الحقيقة .