حسن اسحق
مع اقتراب الذكري الثانية لمجزرة طلاب جامعة الجزيرة التي راح ضحيتها 4 اربعة من طلاب الجامعة فاقدين ارواحهم بفعل اجرام النظام المتكرر الذي لم يترك اهلهم في اقليم دارفور،و في مناطقهم مستقرين،وحولهم الي لاجئين وفارين ومعذبين في معسكرات البؤس والشقاء،ومع اقتراب الذكري الثانية لطلاب جامعة الجزيرة وكلهم من اقليم دارفور،تمت تصفيتهم ،والقوا بجثثهم في مجري مائي،وقال تقرير الطبيب النهائي ان سبب موتهم كاب بسبب صعقة سمكة البردة،وما هي الابردة النظام،وهي هواية الكذب التي يحاول المؤتمر الوطني ان يعممها للجميع حتي يبعدهم من الفاعل الحقيقي…
ان طلاب دارفور في العاصمة والولايات من يمت برصاص المليشيات في الاقليم الغربي،مات بالتصفية بالجسدية،وذكري الشهيد الرفيق محمد موسي بحرالدين ،كلية التربية جامعة الخرطوم،اغتالته عناصر النظام عام 2010،وبعدها اغتالت نفس العناصر طالب كلية الزراعة جامعة ام درمان الاسلامية الشهيد الرفيق عبدالحكيم عبدالله موسي عام 2012 في ابريل،وفي شهر مارس من هذا العام مارس النظام هواية القتل واغتيل الطالب علي ابكر موسي ادريس ،كلية الاقتصاد داخل الحرم الجامعي،بعد مداهمة الجامعة بالاسلحة، قامت بها عناصر من المليشيات الحكومية في جامعة الخرطوم،وغيرهم من الطلاب الذين اغتالهم جهاز الامن في بدايات فترة حكم الانقاذ،واستهداف الطلاب في الفترة الاخيرة انحصر علي طلبة دارفور،واعقبه الاعتقال التعفسي للعديد من الطلاب والطالبات بتهمة الانتماء الي الحركات الثورية في الاقليم الغربي.ولم ينعم الكثير منهم بالاستقرار الاكاديمي المتعلق بالرسوم الدراسية،مع ان كل الاتفاقيات التي وقعتها بعض الحركات مع دولة المؤتمر الوطني اعفت الطلاب الدارفوريين من الرسوم الدراسية،الا الحكومة لها رأي في ذلك،وهي معروفة بنقضها للمواثيق والعهود،وبدأت في هذا العام باقصاء عدد كبير من الطلاب في مختلف ولايات السودان،ومن ضمنها جامعة النهود في ولاية غرب كردفان فصلت ادارة الجامعة العشرات من الطلاب،وتهديد اخرين اذا ظلوا يطالبون بحقوقهم في الاعفاء من الرسوم الدراسية،واعتصم العديد من طلاب دارفور قبل اكثر من شهر في جامعة كردفان بالابيض بولاية شمال كردفان عن الدراسة لعدة ايام .وحكومة المؤتمر الوطني بادارتها الجامعية وهي ادارات تابعة للنظام ،وتأتمر بامره ،لا زالت تمارس الاقصاء الاكاديمي في الجامعات السودانية،بعدما مارسته السلطة العسكرية في دارفور،وفي السنوات اللاحقة باتوا اكثر الطلاب التي ينتقيهم جهاز الامن وادارات الجامعة ويحملهم مسؤولية ،هم ليسوا سببا فيها …
وفي هذا الاسبوع قامت ادارة جامعة بحري ،وهي جامعة جوبا سابقا بفصل عدد كبير من طلاب دارفور بعدما طالبوا،واصروا بحقهم في الاعفاء من الرسوم الدراسية،وحتي اتفاقية الدوحة التي ولدت ميتة دعمت هذا الخط الاعفائي ،وقدر عدد الطلاب المفصولين تعسفيا من جامعة بحري 18 طالب من كليات مختلفة ،وكان الفصل نهائي لارجعة من قبل المؤسسة الدراسية التي كانت محترمة قبل استقلال جنوب السودان،وصارت الان مؤسسة اشبه بجامعة ام درمان الاسلامية،في محاولة لاسلمتها وتحوليها الي بؤر (ربانية) كما قال احد الطلاب،ان هناك مدخل للطلاب واخر للطلابات ،والذين تم فصلهم هم ،وكما اشرت ان اتفاقتي ابوجا السابقة والدوحة الحالية قضت باعفاءهم من الرسوم الي ان يستتب الامن والسلام الحقيقي،وليس السلام الذي يكتب علي الورق،والمفصولين هم :1/ابو بكر محمد ابكر كابتين،2/النعيم احمد الزين،3/عيسي دبكة عيسي,4/علي محمدين حسين،5/السادات حسن عثمان،6/نصرالدين ادم عبدالحميد،7/وليد الهادي علي الدود،8/الغالي الصديق النور،9/محمد الصافي بحر10/ طه بابكر شوقار،11/مصطفي محمد ادم،12/صلاح يحي محمد،13/محمد عبدالله ادم،14/بخيت اسحق،15/احمد ابراهيم،16/صدام اسماعيل احمد،17/عارف محمد القاسم،18/وابو القاسم.وايضا فصل بعض الطلاب لفترة محددة،واخرون احتمال انهم خضعوا للمحاسبة يوم الاربعاء،واصبح مصيرهم الدراسي علي كف عفري،وهم الاتية اسماءهم:1/ يسري ادم مدني،2/نجم الدين عبدالكريم عرجة،3/محمد ادم علي(سيف)،4/ الشفيع ادم عبدالله،5/مشاعر الطاهر،6/عثمان عمر ادم ،7/احمد عبدالرحمن ابراهيم امير،8/شامة محمد عبدالرحمن،9/محمد ادم خميس،10/ميرغني حسن احمد،11/محمد احمد محمد السنهوري…
يبدو ان حكومة المؤتمر الوطني باتت في شق طريقها واضحا لا تأبه لاي شئ كان،قبل اقل من شهر مارست اسلوبها الاغتصابي في قرية تابت التي وجدت الادانة من كل العالم والمنظمات الحقوقية والانسانية،ورافعين شعار لابد من التحقيق في الجريمة،وتقديم الجناة الي المحاكمة،وهي رفضت ذلك،واتهمت اليوناميد عبر وكيل وزارة الخارجية عبدالله الازرق اليوناميد القوة الدولية في دارفور بممارسة التحرش والاستغلال الجنسي للفتيات في المعسكرات التي تقع تحت حمايتها،وخرج معظم طلاب دارفور في مظاهرة قبل ايام تجولت في جزء من شوارع العاصمة تطالب بوقف العنف الاغتصابي كسياسة حكومية،وهكذا تمت مكأفاة الطلاب في جامعة بحري بالاغتيال الدراسي والاكاديمي ،وازاحتهم من جامعة بحري كما ازاحت قبل سنوات سكان دارفور من قراهم ومناطقهم….
ان ادارات الجامعات في السودان اصبحت تصوب اسحلتها تجاه طلاب دارفور ابتداءا من جامعة الجزيرة والخرطوم بالاغتيالات ،وبالفصل التعسفي في جامعتي النهود وبحري،والشئ الواضح للمتابع ان الرسوم الدراسية للطلاب،وكذلك الجوانب السياسية للطلاب الذين ينشطون علي مدار العام علي عكس فضائح النظام للقواعد الطلابية في الجامعات،وإظهار العنف المؤسس عبر حكومة المؤتمر الوطني تجاه المدنيين العزل في دارفور،فالاجهزة الامنية تستغل هذه الظروف،وتعمل في الخفاء مع ادارات الجامعات علي تشريد الطلاب من الجامعات بفصلهم وتهديدهم بضياع مستقبلهم حتي يرضوا بسياسة الامر الواقعى،كما رضي من قبل دكتور التجاني السياسي واتفاقيته الموقعة في الدوحة القطرية،من بنودها اعفاء الطلاب الدارفوريين من الرسوم،وهو وبحر ادريس ابوقردة طريحي صمت الفراش،يرون المغتصب،ويصوبون اسلحة لومهم للحركات المسلحة،ويرون الامن يعتقل طالبات دارفور من داخلية البركس،ويقول اصحاب السلطة الانتقالية او الاقليمية ان وراء تعنت الطلابات الحركات المسلحة،ويقول الرفاق،انهم حركات ثورية ،لها مطالب لبناء الدولة علي اسس جديدة تستبعد الاقصاء ،وترفض سياسة وراثة الحكم في السودان،ومحاكمة القتلة والمجرمين ….
ان فصل 18 طالب من جامعة بحري في وقت واحد ،وتهديد اكثر من 10 للمحاسبة،واحتمال فصلهم ليس مستبعدا،هو اس الكارثة،وهي رسالة واضحة يجب ان يفهمها الكثيرون ان السلام الذي تبحث عنه الحكومة مع الحركات الثورية في دارفور في ظل المظلة القطرية بات اضغاث احلام ليس الا،وكيف لحركة ان تجلس للسلام مع حكومة تسعي جاهدة الي تفريغ الطلاب الدارفوريين من المؤسسات الجامعية،والمصطلح الدارفوري ليس تمييزا ضد اخر،ولكنه واقع تضرر منهم بالفعل طلاب وطالبات دارفو في سنوات الحرب الدائرة الي الان ،والكثيرين ايضا تضرروا وهم ليسوا من دارفور،بسبب المواقف السياسية الصلبة والمبادئ القوية والمساندة لانسانه. وان الاغتيالات المتكررة سنويا،والفصل التعسفي الممارس شهريا في كل الجامعات هو استهداف بديل للاغتصاب الممارس كسياسة في دارفور،والبديل في الخرطوم والولايات هو الاعتقالات والفصل الدراسي النهائي،وعندما يقول السيد عبدالواحد محمد احمد النور رئيس حركة وجيش تحرير السودان ان التفاوض الذي لا يفضي الي تفكيك المؤسسة العسكرية والامنية والاقتصادية للمؤتمر الوطني لا فائدة من وراءه،قد توقع اتفاقية بدلا ان تبني السلام تتحول الي كارثة لا يجني من واءها النازحين واللاجئين وابناءهم وبناتهم في الجامعات الا الفصل النهائي من الدراسة،والاعتقال والاغتيال ولائيا ومركزيا،ويقول كثيرون موقف عبدالواحد لم يأتي من فراغ انما جاء لسياسة واقعية ينتهجها المؤتمر الوطني يوميا،وفصل طلاب وطالبات دارفور هو تفريغ لهم وجعلهم مشردين ،كما شرد المؤتمر الوطني بالحرب والابادة والاغتصاب والحرق لانسانها …
[email protected]