جوبا (السودان) (رويترز) – تضغط بريطانيا المانحة الكبيرة للسودان على شماله وجنوبه للإسراع بحل خلافاتهما بشأن قضايا الحدود واقتسام إيرادات النفط في وقت لا يفصل فيه عن استفتاء الجنوب على الاستقلال سوى اقل من عام.
وكان الاستفتاء الذي سيجرى عام 2011 على البقاء دولة واحدة او الانفصال العنصر الاساسي لاتفاق سلام أبرمه الجانبان عام 2005 ويمثل بالنسبة لكثير من الجنوبيين الذين خاضوا حربا اهلية لعقود مع الشمال فرصة للفوز بنصيب من السلطة والثروة.
لكن المسؤولين الشماليين والجنوبيين لم يناقشوا قضايا اقتسام ايرادات النفط ومياه نهر النيل والمواطنة وترسيم الحدود بين الشمال والجنوب وهي قضايا وصفها مستشار رئاسي بأنها “وصفة للحرب”.
وقالت وزيرة الدولة البريطانية لشؤون افريقيا جلينيس كينوك للصحفيين يوم الاربعاء في جوبا عاصمة جنوب السودان بعد ثلاثة أيام من الاجتماعات ” لا يمكن تأجيلها (القضايا العالقة) اذ يتعين على الاقل احراز تقدم كبير بشأنها.
“الناس سيقولون .. ‘كيف ستسير الامور بعد الاستفتاء اذا لم نتعامل مع هذه القضايا الخلافية بالغة الصعوبة'”
وبريطانيا ثاني اكبر مانح للمساعدات الانسانية للسودان.
وتكمن كثير من العوامل التي قد تؤثر على سير الاحداث في فترات لاحقة من العام الحالي ومن بينها انتخابات ابريل نيسان التي وعد بها الاتفاق والتي قد تزيد من تمزيق العلاقات الهشة بين الشمال والجنوب التي اثرت عليها نوبات من القتال وازمات سياسية بسبب تاجيل تنفيذ اتفاق 2005.
وقالت كينوك ان ترسيم الحدود الذي طال تأجيله بين الشمال والجنوب امر حيوي وكذلك اتفاق بشأن التوزيع العادل لايرادات النفط.
وحذرت كينوك يوم الثلاثاء في الخرطوم من ان القتال بين القبائل في الجنوب النائي الذي دمرته الحرب يمثل خطرا. ويعتقد ان نحو 2500 شخص قتلوا في اشتباكات قبلية العام الماضي.
وقالت “اذا نظرنا للامور بواقعية فسنعرف ان تصاعد العنف في الجنوب يمكن ان يعرض بالفعل العملية برمتها للخطر.”
ويعج الجنوب بالاسلحة في اعقاب حرب مع الشمال اودت بحياة زهاء مليوني شخص.
وفي ظل جفاف يدمر المحاصيل والاراضي فمن المقرر ان تستمر الغارات والغارات المضادة على الماشية. وفشلت حملة حكومية لنزع الاسلحة في الفوز بثقة الناس اذ انها كثيرا من تثير اشتباكات بين الجيش والمدنيين الرافضين القاء اسلحتهم.
وقال المتحدث باسم جيش جنوب السودان كول ديم كول ان 16 شخصا قتلوا واصيب 11 في غارات على الماشية يوم الاثنين بولاية الوحدة المنتجة للنفط.
وقال كول مانيانج حاكم جونقلي كبرى ولايات الجنوب التي شهدت اشد العمليات القتالية ضراوة العام الماضي ان سبعة اشخاص قتلوا في اشتباكات قبلية خلال الايام الاربعة الماضية.