سبدرات: بعد 26 عاماً الرئيس لا يزال يبشِّر الناس بالشورى والديمقراطية
مسار : الحكومة فاشلة
افتتح البرلمان السوداني جلسات دورته الجديدة بمداولات ساخنة وصلت حد المطالبة بسحب الثقة عن الحكومة لفشلها في معالجة الأزمات التي تعانيها البلاد.
وسيطرت قضيتي المفاوضات مع المعارضة المسلحة، والمطالبة بحل الحكومة، على جلسة الثلاثاء، حيث طالب بعض الأعضاء بوقف التفاوض مع المعارضة بالخارج والاكتفاء بالقوى السياسية المشاركة في حوار الداخل.
وطالب رئيس لجنة الزراعة ، رئيس حزب الأمة الوطني المشارك فى الحكومة عبد الله مسار، البرلمان بسحب الثقة عن الحكومة الحالية، لفشلها في معالجة الأزمة الاقتصادية، والأخلاقية والاجتماعية وخفض معدلات الفقر. ووصفها بأنها اضعف حكومة تمر على السودان، قائلاً إن الشعب السوداني يستحق التحية لصبره عليها.
وشن هجوماً عنيفاً على وزراء الحكومة لغيابهم عن جلسة البرلمان وقال “الوزراء الذين ينفذون خطاب الرئيس غير موجودين داخل هذه القاعة، ونحن نخاطب بعضنا البعض”
وأوضح مسار خلال الجلسة المخصصة للتداول حول خطاب الرئيس السوداني، أمام فاتحة الدورة الجديدة للهيئة التشريعية، أنه لا يوجد مبرر لبقاء وزير المالية، بدر الدين محمود، في منصبه.
مضيفاً “هناك ضعف في الأداء الاقتصادي، وزير المالية الآن يعمل صراف، وهذه الخدمة تؤديها الصرافات الآلية فلا داعي لوجوده، وكذا وزيرة الرعاية الاجتماعية يجب ان تسحب الثقة منهما”.
ودعا مسار أعضاء البرلمان للخروج من جلباب الحزبية، وممارسة مسؤوليتهم الأخلاقية تجاه الشعب السوداني وسحب الثقة عن الحكومة. مردفاً “نحن ما أحزاب بل نواب للشعب ولدينا مسؤولية أخلاقية تجاهه”.
في المقابل رفض العضو بحزب المؤتمر الوطني، حسب الله صالح، وصف “مسار” للحكومة بالفاشلة ودعوته لإقالتها. وقال “الحكومة الحالية حققت انجازات ونجاحات في عدة مجالات أبرزها الحوار الوطني ولن ندعو بأية حال من الأحوال لسحب الثقة عنها”.
ومضى صالح لمطالبة الحكومة بإغلاق باب التفاوض مع الحركات المسلحة نهائياً، “لأنه يهدر كرامة البلاد”، والاكتفاء بـ 75 حزب سياسي، و32 حركة يشاركون في حوار الداخل.
وأضاف “قدمنا اعز ما نملك من شهداء من اجل التفاوض، ولكن هؤلاء تجار حرب وسماسرة ومشروعهم يختلف عن مشروعنا، لذلك لن يأتوا للسودان.. التفاوض مع الحركات المسلحة يهدر كرامة البلاد، وندعو لوقف التفاوض معهم لأن كرامتنا أهم من ارواحنا”.
لكن العضو عوض الكريم بابكر، رفض استضعاف قادة الحركات المسلحة، وقال “هؤلاء قادة يمكن أن يحشد حولهم أناس ويمتطوا عربات لاند كروزر ودوشكات ويزعزعوا الأمن في أي اتجاه.. يجب عدم استضعافهم ومواصلة الجهود معهم لإلحاقهم بالحوار الوطني”.
كما دعا رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان، محمد مصطفى الضو، لعدم إغلاق باب التفاوض مع الحركات المسلحة، مؤكداً ان الأبواب ستظل مشرعة والأيادي ممدودة بيضاء أمامها حسب ما أعلن رئيس الجمهورية في خطابه.
وسخر عضو البرلمان وزير العدل الأسبق، عبد الباسط سبدرات من خطاب رئيس الجمهورية أمام الهيئة التشريعية القومية الذي قدمه أول من أمس والذي تحدث فيه عن إعلاء الشورى وقيم المواطنة وحفظ حقوقها في تولي المناصب والوظائف العامة، واستغرب سبدرات من حديث الرئيس لاسيما بعد مرور 26 عاماً على حكم الإنقاذ للسودان.
وقال سبدرات خلال مداولات النواب حول خطاب الرئيس، بعد 26 عاماً من الحكم، يقول خطاب الرئيس: “نحن نستشرف مرحلة جديدة في الحكم قوامها الشورى والديمقراطية وحرية الرأي المسؤول مع إعلاء قيم المواطنة وحفظ حقوقها في تولي المناصب والوظائف العامة بحيث يتولاها الأجدر والأعلى كفاءة”، متسائلاً عن معنى حديثه وأضاف متسائلاً: (ماذا تعني هذة الجملة، هل تعني أن ما كان في الماضي ليس فيه إعلاء لقيم الشورى والشفافية وأن المناصب كان يتولاها الأقل كفاءة وغير الأجدر)،
وتوقع سبدرات أن حديث الرئيس يشير إلى أن البلاد على أعتاب مرحلة جديدة وأن هذه الجملة التي قالها رئيس الجمهورية جملة مفتاحية تعني إلغاء المحاصصة والجهوية والقبلية، وتعني أيضاً أنه يمكن أن يكون مجلس الوزراء من مدينة واحدة، وتعني أن المرحلة القادمة لا يوجد بها شخص ما عُيّن في أي منصب لتمثيل قبيلة، بل صاحب الكفاءة والتجربة والمعرفة هو الأجدر بالتعيين، ودعا سبدرات النواب إلى ضرورة التمعن والتدقيق في معاني كلمات حديث الرئيس “جملة جملة”.