رصد : صلاح سليمان جاموس
[email protected]
بالرغم من صراخ قيادات المؤتمر الوطني بالحوار ليل نهار إلا أن أفعالهم تناقض أقوالهم ، خاصة في الأمور التي تُهِمّ انسان الهامش وبصرة أخص أهل دارفور الذين مازالت العصابة الحاكمة تمطرهم بدانات الأنتنوف ورصاصات الجنجويد في قُراهم الآمنة منذ إندلاع الثورة في دارفور وحتي كتابة هذه السطور. معلوم أن البنية التحتية في عموم دارفور والخدمات تكاد تكون منعدِمة حيث لا تدفع الحكومة ولا تُقيم مشروعات تخدم إنسان دارفور بالرغم من توقيع الإتفاقيات مع بعض الحركات منذ 2005 وحتي آخر توقيع في الدوحة. حيث تُداري حكومة الخرطوم سوئاتها خلف بعض أبناء دارفور السذج أو اصحاب الطموحات والأفق الضيق بتوقيع اتفاقيات لا تراوح مكانها ولا تساوي حتي ثمن الحبر الذي كُتبت به ، ومن أسرار تلك الاتفاقيات ما أسر به د.التجاني السيسي لبعض الدارفوريين بأن حكومة الخرطوم دفعت أموال بعد الإتفاقية لدارفور ولكنها (الحكومة) إشترطت عليهم عدم دفع ولو مليم واحد في مشارع تنموية مثل انشاء المستشفيات أو بناء المدارس أو حفر الآبار وخلافها من المشاريع التي يحتاج إليها إنسان دارفور.
شهدت الآونة الأخيرة إضرابات للعاملين بالمرافق الخدمية ، مثل إضراب أطباء مستشفي الجنينة بسبب إهمال حكومة المركز والولاية لهم .. وآخر هذه الإضرابات ما هو قائم الآن بحاضرة شمال دارفور حيث دخل إضراب المعلمين والمعلمات أسبوعة الثاني ، بعد رفض حكومة الوالي كِبر إعطائهم حقوقهم المتمثلة في متأخرات رواتبهم التي بلغت عند البعض قُرابة العام ، ويبدو أن تعمد الحكومة في عدم دفع رواتب معلمين دارفور وأطبائها لهو جزء من سياسة المركز لتحقيق الإبادة الجماعية إضافة لإيجاد مرتع للأمية وسط سكان دارفور الذين يعشقون العِلم والتعلم ، والكل يعلم أن أكثرية طلاب الجامعات السودانية من أهل الهامش وكانت مدرسة الفاشر الرافد الأساسي لكلية الهندسة جامعة الخرطوم لعدد من السنين قبل إستيلاء البشير علي السلطة.
في بادرة قبيحة من جهاز أمن النظام عمل مكتب الجهاز بشمال دارفور علي إستدعاء المعلمين والمعلمات طيلة الأسبوعين الماضيين لمكاتبه حيث يكونوا معتقلين منذ الصباح ولا يتم إطلاق سراحهم إلا بعد مغيب الشمس ليعودوا صباح اليوم التالي لمباني الأمن من جديد ، كما وأن الطلاب يذهبون للمدارس ولا يجدون الدروس ، كل هذه العوامل مُجتمعة أدت لإندلاع التظاهرات العنيفة منذ صباح اليوم ، حيث أفادني الناشط عبدالرحمن السنوسي دقيس بأن قوات الشرطة ورباطة أمن البشير هاجمت المتظاهرين الذين تعاطف معهم كل سكان الولاية ، وإستخدمت الشرطة والأمن الغاز المسيل للدموع والزخيرة الحية لتفريغ المتظاهرين.
جدير بالذكر قيام قوات الأمن بإعتقال مجموعة من المتظاهرين ، ولم نتمكن من معرفة العدد حتي الآن ، كما لم تصلنا تأكيدات بوقوع ضحايا جراء إستخدام الامن للزخيرة الحية حتي الآن..
نتابع