تقرير : صلاح سليمان جاموس
[email protected]
قال أحدهم : علّمتني الأيام أن القلوبَ قد تتغيرُ مع مرور الزمن إلاَّ قلب الحسود فإنه ثابتٌ على البغض والحقد، لا تغيره الأيام، ولا السنون والأعوام! واضيف إليه أنا: أن هذا الحاقد إذا لم يجد إنساناً يحقد عليه سيرتد حقده ليحصده هو شخصياً ، وهذا ما يحدث الآن للعصابة الحاكمة التي وبعد أن صبت كل أحقادها علي أهل الهامش السوداني قتلاً وإغتصاباً وتدميراً عادت لتضرب مراكزها داخلها بنفس السلاح الذي استخدمته في التفريق بين مكونات الهامش .. سلاح الجهوية والعِرق.. وضح هذا جلياً من خلال حديث السفاح خلال كلمته في مؤتمر حزبه بعد إختياره مرشحاً لما يسمي بإنتخابات رئاسة الجمهورية القادمة ، حيث قالها صراحة وفي شكل رسائل لجهات ومراكز قوي داخل حزبه أن إحذروا مما تقومون به .. ويبدو أن وتيرة الصراع القائم أصلاً بين تيارات جهوية وعرقية ومناطقية داخل حزب المؤتمر الوطني بدأت بالظهور العلني وذلك من خلال فعاليات دورة الانعقاد الحالية لمؤتمر الحزب الحاكم.. أول ضحايا تناحر تيارات الحزب هو إخراج مرشحي الهامش من التنافس علي رئاسة الحزب، لم يكترث لهم أحد ذلك أن الأمر بات علي مستوي أعلي بحيث أصبح للصراع أدوات جديدة وشخص جديدة كانت تمثل كتلة واحدة ولأن الغنائم كبيرة ولا يتمتع المتصارعون بثقل جهوي كان العزف علي إيقاع الحرية وصون حقوق الجميع من أجل إمالة جنود الحزب إقتصادياته.
الفِعال العملية لمخرجات الصراع كانت ضد الاستاذ علي عثمان محمد طه النائب السابق للرئيس والذي أُطيح به في أغسطس قبل الماضي لصالح الجنرال بكري حسن صالح ، وتمثل ذلك في عدم تخصيص حتي كرسي له في الصفوف الأمامية مع قيادات الحزب مما إضطر الفاتح عزالدين و(بخجل) أن يتنازل له عن كرسيه ، أيضاء لم يكن ظهور شخصيات بقامة عوض الجاز و صلاح قوش كما السابق ، وصل التجاهل التصارع بين تيارات الحزب لدرجة منع القيادي الكبير اسامة عبدالله من الدخول لقاعة المؤتمر ويعتبر هذا بمثابة إعلان حقيقي لهيمنة تيار البشير الذي دق آخر مسمار بنعش مجموعة علي عثمان طه ولكن هل ستستسلم مجموعة علي خاصة وأنها لا زالت تمتلك ثروات كبيرة حصدتها من مشروعات البلاد القومية ؟!!. ربما نعرف ذلك مستقبلاً .. هل هناك راشدون بالمؤتمر الوطني يقرأون ويستعبون آيات الله في سورة فاطر التي فيها يعرفنا المولي فيها بإرتداد المكر السئ إلي أهله ؟..
يقول تعال: ( اسْتِكْبَارًا فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ ۚ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ ۚ فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ ۚ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا ۖ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا (43) أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَكَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً ۚ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِن شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ ۚ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا(44).