مليشيا الدعم السريع قوات باطشة
بقلم/ المرضي أبوالقاسم مختار
العمل السياسي هو العمل الجماعي الذي يرتبط بمصالح مجتمع معين او فئة معينة بغرض المساهمة في تغيير أوضاع المجتمع المحدد أو الفئة المحددة بشكل جزئي او كلي. لكن العمل السياسي يختلف من بلد الي اخر وفقا للأنظمة السياسية المختلفة. حيث نجد أن الانظمة الديمقراطية تراعي فيها مصالح الشعوب بصورة أفضل من الانظمة الغير ديمقراطية. لذلك العمل السياسي يحتاج الي مؤسسات سياسية فاعلة، هذه المؤسسات تكون مؤسسة وفقا لأسس تنظيمية، وهي:
١. لابد أن تؤسس علي مبادئ، أهداف، رؤية الحل، والوسائل بشكل واضح.
٢. أن تلزم عضويتها بتحقيق الفقرة (١) وفق سياسات وأنشطة وبرامج واضحة.
لذلك لابد:
أ. أن يكون العضو موالياً للمؤسسة ومتعصباً لها في الحق، وأن ينصرها ظالماً أو مظلوماً، أي نصرها ظالماً بتسديدها وتقويمها، ويصبر عليها ولايمل من طول طريق الإصلاح والبطء في التقدم وتحقيق الاهداف، فالشاهد هو أن الاحزاب تراوح مكانها سنيناً ثم تصل إلى سدة الحكم في أيام قلائل (الانتخابات).
ب. أن يكون العضو جاهزاً دائماً للمساهمة بإخلاص في الحروب و في مواسم الانتخابات والاستفتاءات وأي حراك شعبي، لأن هذه المواسم وقتها قصير ونتائجها طويلة، لذا تستوجب النشاط والاستنفار فيها.
ت. أن يكون العضو مساهم دائماً في زيادة الاعضاء، وفي ترسيخ الممارسة الديمقراطية داخل الحزب، وتقديم الأصلح والأقدر، فنجاح الحزب من نجاح الأعضاء.
ثقة الناس ومحبتهم لأي حزب سياسي تكمن في حسن سيرة الأعضاء وما قدموه من خدمات لوطنهم وشعبهم، وكذلك في قدرتهم علي تشجيع المواطنين بأن يساهموا مع قيادتهم السياسية لجعل المستقبل أفضل وأجمل.
الخلاصة هي:١. أن السودان مر بتجارب سياسية معقدة منها الدينية، الاستعمارية، الديمقراطية، والعسكرية. ولقد أسس السودانيين مؤسسات سياسية ذات أسس تنظيمية واضحة وفقا للفقرة (١) في مقدمة هذا المقال ولكن البعض منها يعاني من خلل في التطبيق.
٢. المؤسسات السياسية السودانية بما فيها الحركات المسلحة اسستها قادة سياسيون باهداف واضحة، أما الدعم السريع فكانت اداة باطشة، اسسها (البشير) واستخدمها ضد ثورة المهمشين، وفي الخامس عشر من أبريل، قالت تحارب من أجل القبض على قائد القوات المسلحة السودانية ومعاونيه وتقديمهم الي المحاكم و تسليم السلطة الي الشعب، وكان بغرض إستقطاب الشعب السوداني، بل كان خداعا للسيطرة علي السودان، والدليل علي ذلك هو أنها حاربت وما زالت تحارب الشعب السوداني في كل مكان في السودان، حيث لم يترك للمواطن شئيا، بل اغتصبت المواطنين ودفنت بعضهم احياء، وقتلت بعضهم وما زالت تقتل فيهم ليلا ونهارا.
٣. الدعم السريع لم تكن لديها رؤية سياسية بل هي اداة لجهات خارجية، كما كانت في السابق اداة للبشير.
٤. كل صفات العضو اعلاه لا تنطبق علي عضوية الدعم السريع، لانها في الاساس هي وحدة عسكرية وليست مؤسسة سياسية.
كذلك الإجابة علي الاسئلة ادناه يعطي القارئ حقيقة الدعم السريع، وهي:
١. هل تصرفات الدعم السريع البربرية تجلب الديمقراطية؟
٢. اذا الدعم السريع، لديها مفكرون، لماذا تقوم بالأعمال الوحشية اليومية في السودان؟
٣. هل ما قامت بها من اعمال وحشية تجعل الشعب السوداني و العالم يتعامل معها لقيادة السودان؟
لا اعتقد ذلك، لأن الجميع يعلم بأن الدعم السريع عدو نفسها قبل عداوتها للشعب السوداني، لقد وثق جرائمها بنفسها، لذا، كره الشعب السوداني الدعم السريع، و أدان العالم أنشطتها الإجرامية. لذلك ليس لها مستقبل سياسي في السودان، لأن مليشيا الدعم السريع قوات باطشة بل هي قوات الشر.