انـهم دولـة ارهـاب ..
وهـاهي الدمـاء تتقـاطر مــن فكهم المفــترس .. يا غرايشـن
USA, NCP AND TERROR
د. ابومحمــد ابوامـــنة
[email protected]
ولدوا ارهـابيين ولا زالوا علي شاكلتهم. لم يتغيروا ولم يتبدلوا. منذ نِشأتهم وهم يمارسون الارهاب ليس في داخل السودان وانما في كل الاقطار المجاورة, لم يسلم من شرهم لا الجيران في الشرق, ولا الغرب ولا الجنوب أو الشمال, حتي كثيرا من دول القرن الافريقي عانت منهم. آووا قيادات المنظمات المشبوهة لتزلزل الاوضاع في الاقطار المجاورة, في مصر, ليبيا, تونس, تشاد, ارتريا, الصومال .. وهذا قليل من كثير. هم الذين نفذوا محاولة اغتيال السيد حسني مبارك في اثيوبيا قبل عدة سنين في وضح النهار, وقد اعترف الترابي, زعيمهم حينذاك, بذلك, واشار بيده للقتلة وعلي رأسهم من هم في القصر.
ألم تتهم اسمرا ايضا الخرطوم قبل عدة اعوام بتدبير محاولات لاغتيال الرئيس اساياس افورقي, حين اشار وزير الاعلام الاريتري علي عبده في بيان له ان السودان قام بتدبير تلك المحاولات وان الخرطوم تواصل جهودها لزعزعة السلام والاستقرار في اريتريا والمنطقة كلها؟
وجد زعماء الارهاب من كل انحاء العالم الملجأ والملاذ الآمن في السودان. لكن غدروا بهم, بن لادن استولوا علي امواله وفكوه عكس الهواء, وكارلوس خدروه ودفعوا به الي اعدائه مقابل مقايضة رخيصة.
الاعتداءات علي الجارة تشاد لا زالت تتواصل عينك يا تاجر. من السودان تشن ما تسميه الانقاذ بالمعارضة التشادية الحرب علي انجمينا. جيش الرب يشكل مصدر ازعاج لدول الجوار من الناحية الجنوبية كاوغندا والكونغو, وهو ربيب الانقاذ.
عاني السودان من الارهاب في عهدهم كما لم يعان من قبل. سفكوا دماء خيرة ضباط القوات المسلحة, حين نهض هؤلاء لوضع حد لجبروت الانقاذ وطغيانها, فأسالوا دماءهم ورموا بهم في الصحراء. انشأوا اوكارا للتعذيب وسفك الدماء حيث استشهد المئات من خيرة ابناء الشعب بعد تعرضهم لشتي صنوف التعذيب والاذلال. شعبنا لن ينسي د.علي فضل ورفاقه الذين ضحوا بحياتهم من اجل القضية.
قتلوا الطلاب والتلاميذ الابرياء حين رفض هؤلاء حمل السلاح ضد اخوتهم في الجنوب, في العيلفون رشوهم من الخلف بالرصاص ذات فجر فأودوا بحياة المئات في لحظات, فقط لان التلاميذ قالوا نريد السلام.
وعلي ضفاف البحر الاحمر وعلي ضفاف النيل الابيض وعلي نهر النيل سالت الدماء, حين نهض الاهل في هذه المناطق يقاومون سياسة الارهاب والفساد ويدافعون عن حقهم في الارض, وفي الحياة الكريمة, وحق العمل. فكان المصير الرد بالسلاح والقتل الجماعي.
انهم يمارسون الابادة الجماعية.
في دارفور تسببوا في مآسي لم تشهد البشرية مثلها الا في كمبوديا نول بوت, وسبرنيسكا, وفي مجازرالتوتسي والهوتو وفي معسكرات الابادة النازية. قتلوا وحرقوا وابادوا قري الفور والمساليت والزغاوة بمن فيها من انسان وحيوان. اغتصبوا النساء والاطفال وسلبوا الارض والمال. وكل هذا باسم الدين وباسم التوجه الحضاري.
أسمح لي يا غرايشن, هل قلتم بالامس, يا سيدي, ان هؤلاء القوم لم يعودوا يشكلون مصدرا للارهاب الدولي؟ أصحيح هذا؟ لكن بالله انظر حولك وتأمل, ماذا تغير في الوضع حتي تحولوا هؤلاء المجرمين من سفاكين للدماء وارهابيين الي حمائم سلام؟
سيدي ان الوضع لم يتغير. انظر حولك, الم يعد تهريب السلاح والجهاديين والجماعات المسلحة وشن الغارات علي دول الجوار ارهابا في نظركم؟ انظرالي مغامراتهم في الصحراء غرب بورتسودان حيث ضبطت اسلحة متجهة الي الجارة مصر. انظر الي ارهابيي تشاد الذين تدفعهم السلطة لخلخلة الاوضاع هناك. ألم يعد هذا ارهابا؟
وجيش الرب يعربد في الجنوب ويضرب ويسوط ويجوط في دول الجوار هناك كما يشاء, وهو كما لا يخفي عليكم تنظيم ارهابي ترعاه الدولة. ألم يعد هذا ارهابا؟
انهم بانفسهم – يا سيدي – يعترفون بانهم لم يتغيروا. بالامس صرح كبيرهم في الامن القومي بانهم سيلجأون الي قطع الايدي والارجل والرقاب في حالة اي تذمر يقوم به الشعب. وقال النجم الساطع في سمائهم د. نافع علي نافع، أن مسيرة الجهاد لن تتوقف، وقال إن الجهاد سيظل فريضة تتجدد في مواجهة المتطاولين والباغين، وهدد بشكل قاطع أن مشروع الصحوة والأوبة يتربص به بمن اسماهم بالاعداء وبالمنافقون وبالمخذولون، وأكد إن مشروع الانقاذ لن يستمر الا بالقوة المباشرة وليس بالقوة المعنوية فقط.
انهم يهددون ويتوعدون تماما كما كان في السابق. اليس هذا بالدليل القاطع علي الاصرار في مواصلة الارهاب؟
وكما هو معلوم لديكم فان د. نافع علي نافع كان واحدا من مجموعة قيادات قامت بحملات الإعتقال والتنكيل والتعذيب بحق الأطباء عقب إضرابهم عام 1989 وقاد شخصيا فرق التعذيب التي مارست هذه الجريمة البشعة ضد الأطباء واساتذة الجامعات. وكان قد تلقي تدريبه في فن التنكيل في ايران.
الان هو رجل الدولة القوي, الذي يعشم في تسير سياسة الدولة لوحده قريبا كما يشاء.
انهم لم ولن يتغيروا. بالامس حاولوا تصفية المناضل الشهير ياسر عرمان, هددوا شيخ المناضلين الاستاذ علي محمود حسنين بالتصفية الجسدية لمواقفه الصلبة ضد ارهابهم واذلالهم للشعب. القبضة الحديدية علي الاوضاع لا زالت كما هي, الصحف المعارضة يعطلونها متي ما ارادوا. يخمون النساء والبنات من الشارع والاماكن العامة ويجلدوهن للبسهن ملابس الجينز, بمن فيهن من مسيحيات وقاصرات. الم يعد كل هذا ارهابا في نظركم؟
انـهم دولـة ارهـاب .. وهـاهي الدمـاء تتقـاطر مــن فكهم المفــترس .. يا غرايشـن
يجب علي المرأ ان يعترف بان مصالح الولايات المتحدة الاقتصادية والسياسية والاستراتيجية قد تعرضت لهزات في السودان منذ استيلاء الارهابيين علي السلطة ونتيجة للسياسة الامريكية تجاهم, الا انه في نفس الوقت علي المرأ الا ينكر بالخدمات الجليلة التي قدمتها الانقاذ للمخابرات الامريكية في حربها علي ما تسميه الارهاب, اذ تحصلت هذه علي معلومات قيمة لم توفرها لها آليات حروبها المتعددة ووكالات اسخباراتها المنتشرة في كل بقاع العالم. وسمحت الانقاذ للولايات المتحدة بتشييد مدينة لها في الخرطوم. فامريكا من ناحية مدانة لهم بهذه الخدمات الجليلة.
ما يدور في الخفاء بين الولايات المتحدة وجماعة الانقاذ غير معروف. لكن من المؤكد ان رفع امريكا ضغطها علي السلطة سيدفع الي المزيد من الارهاب والاستبداد ويطيح بنسمة الديموقراطية التي تفوح من حين الي اخر ويعرض التطور السلمي نحو الاستقرار للخطر, وفوق ذلك سيطيح بانجازات اتفاقية السلام بما يدفع البلاد نحو الاحتراب والدمار مرة اخري.
ان اي قرار لفك الضغط علي سلطة الخرطوم يجيء في الوقت الخطأ وستكون له آثار مدمرة علي الاوضاع في السودان.