انسحاب الصادق المهدي والفاضل ونقد والسر من انتخابات الرئاسة
غرايشين يفشل في حل الخلافات بين الحكومة والمعارضة السودانية
الخرطوم – وكالات – قال مسؤول حزبي امس ان أحزاب المعارضة السودانية الرئيسية انسحبت من انتخابات الرئاسة وهي خطوة قد تفسد الانتخابات وتلحق الضرر بعملية السلام المتعثرة. وقال محمد زكي رئيس مكتب الصادق المهدي زعيم حزب الامة المعارض ان معظم احزاب المعارضة قررت سحب مرشحيها في انتخابات رئيس الجمهورية. واضاف زكي ان خمسة فقط من المستقلين وممثلي الاحزاب الاصغر قرروا الاستمرار في خوض الانتخابات في مواجهة الرئيس عمر حسن البشير واشارت مصادر سودانية الى ان المنسحبين هم الصادق المهدي زعيم حزب الامة ومبارك الفاضل المهدي مرشح حزب الامة الاصلاح والتجديد وحاتم السر مرشح الحزب الاتحادي الديمقراطي “الأصل” بقيادة محمد عثمان الميرغني ومحمد ابراهيم نقد زعيم الحزب الشيوعي السوداني وجاء اعلان المقاطعة بعد يوم من اعلان الحركة الشعبية لتحرير السودان سحب مرشحها ياسر عرمان من الانتخابات احتجاجا على مخالفات وانعدام الامن في دارفور. وكان الموفد الامريكي سكوت غرايشن قد حاول امس الخميس انقاذ صدقية الانتخابات المقرر اجراؤها في ابريل الجاري في السودان، والتي انهكتها الانتقادات الموجهة الى العملية الانتخابية وانسحاب ابرز معارضي الرئيس عمر البشير وتهديد المعارضة بمقاطعة الانتخابات. وقال مبارك الفضيل المتحدث باسم حزب الامة (معارضة) في ختام لقاء مع الموفد الامريكي الذي لم يدل بتصريحات بعد اللقاء، ان “الامريكيين هنا لبحث ما يمكنهم القيام به لانقاذ العملية (الانتخابية) لانهم يريدون انتخابات منصفة وذات صدقية”. واعربت المعارضة عن مآخذها حيال تحيز اللجنة الانتخابية وما تعتبره عملية انتخابية مزورة مسبقا من قبل حزب المؤتمر الوطني الذي يتزعمه الرئيس عمر البشير. وسيجري السودان، اكبر بلد في افريقيا والمقسوم بين الشمال المسلم والجنوب الذي تسكنه اكثرية مسيحية، من 11 الى 13 ابريل اول انتخابات تعددية -تشريعية ومحلية ورئاسية- منذ 1986، لكن المعارضة تهدد بمقاطعتها. وقال قال مبارك الفاضل ان “كبار اقطاب المعارضة سيعارضون الانتخابات”. لكن حزب المؤتمر الشعبي الذي يتزعمه المعارض الاسلامي حسن الترابي، الحليف السابق لعمر البشير، وأشد منتقديه امس قال انه ينوي المشاركة في الانتخابات. واضاف الترابي في ختام لقاء مع الموفد الاميركي ان “حزبنا سيشارك في الانتخابات الرئاسية على كل المستويات”. واكد محمد عثمان الميرغني رئيس الحزب الوحدوي الديموقراطي في تصريح صحفي ان مسألة مشاركة حزبه في الانتخابات “قيد المناقشة”. وقال في ختام لقائه مع غرايشن “يجب ان ننتظر اللقاء الذي سيعقده المرشحون للرئاسة”. وقد اعربت الولايات المتحدة وبريطانيا والنروج امس الاربعاء عن قلقها حيال الانتخابات في السودان ودعت مختلف الاطراف السودانية الى السعي من اجل اجراء انتخابات “تتسم بالصدقية”. واوضح رولان مارشال المتخصص في شؤون السودان في معهد العلوم السياسية بباريس ان سحب ترشح عرمان “طريقة للتضامن مع المعارضة في الشمال التي تريد المقاطعة مع الابقاء على سيطرة الحركة الشعبية على جنوب السودان”. واضاف مارشال “ان نقطة الضعف الكبيرة للمعارضة تتمثل في عدم قدرتها على الاتفاق على دعم مرشح واحد ضد البشير”. وقال ابراهيم غندور القيادي في حزب البشير ان اعلان الحركة الشعبية يعني ان المتمردين الجنوبيين السابقين “سيشاركون في الانتخابات”. واضاف “اننا ننظر الى هذا القرار (انسحاب عرمان) بشكل ايجابي، هذا من شأنه ان يعزز الشراكة بين حزبنا والحركة الشعبية”.