الهبوط المفاجئ في شهر سبتمبر
سحب البساط من عملية الحوار الوطني
تقرير:حسن اسحق
في خطوة توقعها المراقبون لاوضاع حقوق الانسان والحريات السياسية في السودان،لاقت استنكارا من المناهضين لسياسة الدولة تجاه العمل العام،رغم اجواء الحوار الدائرة بين المؤتمر الوطني
الحزب الحاكم والاطراف الاخري التي واقفت علي الحوار،الا ان الوضع العام لايبشر ان الطريق يقود الي منطقة الاستقرار الكامل السياسي،والانفتاح السياسي دون تضييق علي المعارضين له،ومصادرة
الصحف بعد الطبع،رغم محاولة تأكيد الحكومة ان الرقابة علي الصحف باتت من الماضي القريب،والحقائق علي الواقع،تكذب تلك الادعاءات،وقامت السلطات الامنية بمصادرة صحيفة الجريدة
يوم الاربعاء بعد الطبع،وقبل اعتقل الصحفي عبدالرحمن العاجب يصحيفة اليوم التالي،والمصور الصحفي السابق بصحيفة الحرة عيسي الزين،والعشرات من الناشطين في مدن العاصمة،واماكن تجمعات
الشباب فيها،وباتت اماكن تجمعاتهم
مصدر للرعب والخوف ،ومع بداية الشهر صادر السلطات صحيفة اليوم التالي،واستدعت السلطات الامنية الصحفي محمدو في صحيفة الاخبار.
علي الرغم من اطلاق سراح رئيس حزب المؤتمر السوداني ابراهيم الشيخ ،واعضاء حزبه في النهود وسودري وفوجا ، الا ان قراءة الخارطة السياسية السودانية يلفها الغموض،وتلفها عتمة الرؤية الجادة للحل الشامل في البلاد،وكل صبيحة يوم جديد،تزداد الازمة تعقيدا.وتري المعارضة من جانبها ان المؤتمر الوطني ليس لدية جدية لحلحلة الازمة في البلاد،وجوده في السلطة مرتبط بقمع الاطراف المعارضة له،ولا ينظر الي المعارضين كمنافسين له في الحقل السياسي،بل كأحزاب يجب اقصاءها،اذا تضايق من وجودها وتأثيرها،وبعد حديث الوثبة الرئاسية قبل اكثر اشهر وتلاه الحوار الوطني،وذكرت المعارضة ان الوطني،لا ليجأ الي الحوار اذا في حالة الضرورة المتمثلة في الضغوط الخارجية المطالبة بالاصلاحات الشاملة،التي ينقلب عليها متي ما اراد ذلك، وهذا ما ادي بروز قرون الاستشعار بالمصادرة والملاحقة والاعتقال رغم طقوس الحوار،واما الوطني من جانبه ينفي تعرضه لاي ضغوط من اطراف اخري،وهي خطوة املتها الرغبة الوطنية ،والحريات الحالية في حدود مامسموح به، دستوريا،ومن يتعدي علي حريات الاخرين يحاسب علي افعاله هكذا. بعد هذه الاحداث التي تعكر عملية الحوار الوطني،وتجعل الوصول الي المحطة الاخيرة محالة،نفت نائب رئيس البرلمان سامية احمد محمد علمها باعتقال عدد من الناشطين السساسيين بجانب
الصحفي بجريدة اليوم التالي عبدالرحمن العاجب،قائلة لم اسمع بذلك.وصودرت صحيفة الجريدة يوم الاربعاء بعد الطباعة من مطبعة كرري ،دون ابداء اي اسباب.
وناشدت اسرة صحيفة اليوم التالي السلطات باطلاق سراح الزميل عبدالرحمن العاجب،وترجو ان يعود الي عمله قريبا.
بينما ادانت شبكة الصحفيين اعتقال السلطات الامنية الصحفي عبدالرحمن العاجب،والمصور عيسي الزين،واستنكرت ذلك مع مجيئه مع ذكري سبتمبر المجيدة،وذكر البيان الحكومة دائما تلجأ الي
الحلول الامنية بدلا من السياسية في مواجهة الصحفيين والناشطين في مجال الحريات،والان تقود حملة اعتقالات واسعة علي الرغم من مضي عملية الحوار السياسي في سياق حل الازمة.وطالبت الشبكة بشكل فوري وعاجل ، والتوقف فورا عن مثل هذه التصرفات القمعية التي لن تطيل العمر..
وفي ذات السياق ادان تحالف قوي المعارضة السودانية في الولايات المتحدة الامريكية حملات الاعتقالات التي استهدفت الناشطين والحقوقيين وطلاب ونقابيين وسياسيين،وحذر التحالف من مغبة المساس بأمنهم،وطالب باطلاق سراحهم دون قيد او شرط،وان اي دعوة للحوار تقتضي المصداقية وبسط الحريات ورفع الرقابة عن الصحافة،واطلاق سراح الاسري والمسجونين،وليس العكس يؤكد عدم جدية
الحكومة في الحوار الوطني،ودعا التحالف الي تصعيد النضال في الداخل والخارج،ورفع الممارسات الي الرأي العام الدولي..
ويتابع التحالف العربي من اجل السودان بقلق شديد الاحداث الدائرة في السودان،وذكر التحالف وجود عشرة من معتقلي سبتمبر الماضي في السجون لم تتم محاكتهم،اضافة الي المضايقات التي تتعرض لها اسر شهداء سبتمبر،واورد التحالف العربي،بالرصد والتوثيق،ملامح الانتهاكات علي سبيل المثال،يوم السبت 20 /سبتمبر الجاري،اعتقال كل من :خالد التوم،المحامي محمدعبدالمنعم ، اقبال عبدالله،محي الدين ابو عاقلة،معتز سعيد،وتمت مصادرة البوسترات الخاصة باحياء ذكري سبتمبر،وعتقل عضو حزب المؤتمر السوداني خالد سعد .وفي يوم 14/سبتمبر،اعتقل امجد عمرين،وفي يوم 22/سبتمبراعتقل،وداد عبدالرحمن درويش،وكمون محمد ادم ،والمصور الصحفي السابق بصحيفة الحرة عيسي الزين،ابراهيم صالح ابراهيم ،والصحفي عبدالرحمن العاجب،وعماد ابو بكر،واكرم احمد،وهاجر السر،وناسرين،وفي يوم 25/سبتمبر اعتقل عماد الصادق من داخل ام درمان،اثناء متابعته لمحاكمة معتقلي سبتمبر،وعماد احد مصابي احداث سبتمبر الماضي.وفضت السلطة ندوة مغلقة
بعنوان( الازمة الاقتصادية في السودان) 22/ سبتمبربمنزل الخبير الاقتصادي،عثمان حامد البشير،وتم اعتقال كافة الموجودين،ويقدر عددهم38 شخصا،بينهم 8 نساء اقتيدوا الي قسم الشرطة وحقق معهم،وافرج عن النساء في اخر الليل.وتنفي الحكومة وجود معتقلين سياسيين في سجونها،ويذكر البيان وجود معتقلين في بعض ولايات البلاد..
وفي حملة التوقيعات المطالبة باطلاق سراح المعتقلين،ومحاكمة مسؤولي احداث السنة الماضية،فاقت المئات من الموقعين عليها علي الفيسبوك والواتساب،شملت سياسيين ومبدعين وشباب،وشعراء.
وبعد كل مصادرات الصحف،واستدعاء الصحفيين واعتقالهم البعض منهم، اكد احمد بلال عثمان وزير الاعلام ،والناطق الرسمي باسم الحكومة،بعد اجتماع اللجنة اللجنة الخاصة بمتابعة انفاذ مقررات
مؤتمر الاعلام ،التزام الدولة بعدم التدخل بأي شكل استثنائي في عمل الصحافة،موضحا انه تم اقرار انشاء المحكمة المختصة،والنيابة المختصة بالصحافة،وكل قضايا الصحافة تكون امام التقاضي والتحاكم امام القضاء..
وطرح الناشط ادريس محمد سؤالا ،هل المؤتمر الوطني جاد في ما يقوم ؟،واجاب ان كل الخطوات ابتداء من الوثبة وحتي الحوار الوطني،كانت كذبة كبيرة،لم تتوفر فيها اي مقومات العملية السياسية،وقال بعد الوثبة اندلعت احداث مقتل الطالب علي ابكر موسي ادريس،والي الان الجامعة تحقق في اسباب مقتله،واذا نظرت الي الحريات بصفة عامة ان الحكومة تتضايق جدا من اي تجمع،معارض لها،وقد تمنع تصديق الندوة،والصحافة كل مرة نسمع مصادرة الصحف،واستدعاءهم الي نيابة امن الدولة،ومنع الكتابة،والتوقيف من الكتابة.واكد ان سبتمبر الحالي دليل واضح المعالم ان الوثبة والحوار اكاذيب ينسجها لبقاءه فترة جديدة ليتم العقد الثالث،واشار الي المجتمع الدولي دائما يتواطأ معهم باعتباره رهان رابح لهم،والاوضاع السياسية عامة لاتبشر بأي تفاؤل سياسي،ولن يستقر وضع السودان ما دام الحرب مشتعلة في المنطقتين ودارفور،والنزوح واللجوء يتجدد يوميا
[email protected]