زعيم “الأمة” أكد أنه سيحترم خيار الإقليم اذا قرر الانفصال
المهدي يزور جنوب السودان للمرة الأولى منذ 20 عاما
أطباء بلا حدود: العنف يتصاعد بشكل كبير في مناطق الجنوب
الخرطوم-وكالات: دعا رئيس حزب الامة السوداني الصادق المهدي أمس الى بقاء السودان موحدا ولكنه قال انه سيحترم خيار الجنوب اذا ما قرر الانفصال. وقال المهدي في تصريحات للصحفيين في مطار جوبا “جئنا الى هنا اليوم ومعنا برنامج محدد من اجل ان نناقش مع الحركة الشعبية لتحرير السودان (متمردون جنوبيون سابقون) كيفية وجود سودان يسوده العدل ويكون قادرا على جذب تأييد اخواننا واخواتنا في الجنوب الى خيار الوحدة”.ويرافق المهدي وفد رفيع المستوى من قيادات حزب الأمة ، في أول زيارة له للجنوب منذ أكثر من عشرين عاما. وتهدف الزيارة الى جوبا، عاصمة اقليم جنوب السودان الذي يتمتع بشبه حكم ذاتي، الى التوقيع مع الحركة الشعبية لتحرير السودان على اتفاق بشأن الانتخابات السودانية المقبلة المقرر اجراؤها في ابريل المقبل. ولكن المهدي، الذي ترأس اخر حكومة انتخبت ديموقراطيا في السودان في العام 1986 قبل ان يطيح بها الرئيس عمر البشير بعد ذلك بعامين، اكد انه سيحترم خيار الجنوبيين اذا ما فضلوا الانفصال خلال الاستفتاء المقرر اجراؤه في العام 2011 في الجنوب بموجب اتفاق السلام الشامل الذي وقع في العام 2005 وانهى حربا اهلية دامت 21 عاما بين الشمال والجنوب. واوضح انه “سيناقش شروط التعايش وفي حالة ما اذا اختار اخواننا واخواتنا في الجنوب الاستقلال العام فماذا ستكون طبيعى العلاقة الاخوية والخاصة التي ستنشأ بين دولتينا”.
وأكد المستشار الإعلامي لزعيم حزب الأمة السوداني محمد زكى في تصريحات هاتفية لوكالة الأنباء الألمانية أن الزيارة ، التي تستمر ثلاثة أيام ، تهدف إلى توطيد العلاقات بين حزب الأمة والحركة الشعبية لتحرير السودان. ويذكر أن العلاقات بين الحزب والحركة شهدت بعض الفتور منذ عام 2005 بسبب اعتراض المهدى وحزبه على بعض بنود اتفاقية السلام “نيفاشا” الموقعة في نفس العام بين الحركة الشعبية وحزب المؤتمر الوطني الحاكم. وأوضح زكي أنه من المحتمل أن تتضمن الزيارة توقيع برتوكول ثنائي بين الحركة الشعبية وحزب الأمة بعنوان “نحو وحدة جاذبة أو جوار أخوى” ، والذي صاغ فيه الحزب رؤيته في التعامل مع الجنوب ، وكيفية وجود وحدة جاذبة له مع السودان في حال اختياره للوحدة مع الأخير في نهاية عام 2011 ، أو وضع أسس التعاون لجوار أخوى في حال إذا ما قرر الجنوب الانفصال. ومنحت اتفاقية “نيفاشا” جنوب السودان حق تقرير المصير في الاستمرار في وحدته مع الشمال أو الانفصال عنه ، وذلك عقب استفتاء عام لأهل الجنوب يعقد نهاية عام 2011 . وشدد زكى على أن الاتفاق ، رغم كونه ثنائي الشكل ، يصب في مصلحة الوطن نظرا لكونه – مثل باقي الاتفاقيات التي عقدها حزب الأمة – يهدف إلى إيجاد السلام الشامل والعادل وتحقيق التحول الديمقراطي الكامل.
من جهة أخرى اكدت منظمة اطباء بلا حدود التي تعمل في مجال الاغاثة الانسانية الخميس ان “العنف يتصاعد بشكل كبير” في جنوب السودان منذ مطلع العام الجاري. وقال رئيس المنظمة في جنوب السودان جوناثان ويتول في بيان “اننا نلاحظ هذا العام تصعيدا كبيرا للعنف في جميع مناطق جنوب السودان” مشيرا الى الهجمات التي يشنها جيش الرب للمقاومة (متمردون اوغنديون) في اقصى جنوب السودان والى المعارك التي تشهدها ولايات جونقلي واعالي النيل وبحر الغزال. واوضحت منظمة اطباء بلا حدود ان المعارك تختلف هذا العام عن الاشتباكات المعتادة التي كانت تقع بين قبائل تتنازع على الماشية والمراعي. وقال البيان ان “النساء والاطفال الذين كان يتم عادة تجنبهم يتم استهدافهم الان بشكل عمدي وعدد القتلى اكبر من عدد الجرحى”. ومنذ مطلع العام، قتل قرابة 2000 شخص في معارك قبلية او اشتباكات بين ميليشيات في جنوب السودان. وخلال الاشتباكات في منطقتي اعالي النيل وجونقلي، حيث قامت اطباء بلا حدود بعلاج عدد من الاشخاص، تم احصاء 1057 قتيلا و259 جريحا. واعتبر ويتول ان هناك “ظاهرة جديدة وهي مهاجمة القرى بنية القتل والنتيجة هي ان السكان يعيشون في خوف دائم”. واوقعت معارك بين رجال مسلحين والجيش الشعبي لتحرير السودان (الجناح العسكري للحركة الشعبية لتحرير السودان التي تمثل المتمردين الجنوبيين السابقين) الجمعة الماضي 34 قتيلا في منطقة جونقلي، بحسب ما قال مسؤول عسكري نهاية الاسبوع الماضي لوكالفة فرانس برس. وتقول منظمة اطباء بلا حدود انه بحسب احصاءات السلطات في اقليم جونقلي فان عدد النازحين بسبب اعمال العنف بلغ 24 الف شخص.
الراية القطرية