بسم الله الرحمن الرحيم
الملتقى الثالث للسلام والتنمية
علي أبو زيد علي
في الأسبوع الماضي وتحت عنوان مبادرة الإمام وملتقى دارفور للسلام أشرنا إلى الأهداف الكلية التي توجهت لها رؤية حزب الأمة القومي في دعوة الإمام الصادق المهدي لعدد من القيادات من أبناء دارفور بداره أمسية الجمعة 23 أكتوبر الماضي وأشرنا إلى أن ذات الأهداف ابتدرتها منظمة الهيئة الشعبية لتنمية دارفور تحت عنوان ملتقى السلام والتنمية لولايات دارفور حيث انعقد الملتقى الأول في أكتوبر 2002م والثاني في أبريل 2004م ثم الثالث الذي تم تنفيذه شراكة مع منظمة وكالة التنمية الدولية في الخامس والعشرون من أكتوبر الماضي والذي تصادف مع طرح حزب الأمة .
مقاصد المبادرة والملتقيات تفعيل دور منظمات المجتمع المدني وتزكية مشاركتها في إيجاد الحل لمشكلة دارفور وضرورة أن تلعب هذه المؤسسات المدنية دوراً أساسياً في استدامة السلام .
بالعودة إلى الملتقى الثالث للسلام والتنمية لولايات دارفور فثمة تفرد لهذا الملتقى عن سابقاته، ذلك أن الملتقيات الأول والثاني انعقدا في ظروف الحرب المستعرة في ولايات دارفور واستهدفتا أطراف الحرب، الحكومة والحركات الدارفورية المسلحة ، ولم تكن لحظة انعقاد تلك الملتقيات قد تبلورت المطالب الحقيقية للحركات المسلحة وفي ذات الوقت لم يكن الثقل الدولي على قضية دارفور بالحجم الذي عليه الآن .
أيضاً جاء الملتقى الثالث وقد تمت مفاوضات مطولة استغرقت زهاء العام والنصف بين الحكومة والحركات المسلحة وبوساطات متعددة عربية وأفريقية والمنظمات الإقليمية والدولية وتبلورت المحاور ونقاط الالتقاء والاختلاف بين الحركات المسلحة المفاوضة وبين الحكومة السودانية .
الإختلاف الثالث أن الملتقى الثالث الذي انعقد في الخامس والعشرون من الشهر الماضي حضر هذا الملتقى فعالية إضافية لفعاليات دارفور وهي السلطة الانتقالية الإقليمية لولايات دارفور ممثلة في إحدى الفصائل الأساسية التي كانت في الميدان وهي حركة تحرير السودان بقيادة مني وممثلة في عدد من الحركات التي لحقت بركب أبوجا من حركتي التحرير بقيادة عبد الواحد نور وحركة العدل والمساواة بقيادة خليل إبراهيم .
أيضاً جاء الملتقى الثالث وثمة انجازات على الأرض في المجال الإنساني وهو أهم المحاور التي عقدت المشكلة فهنالك عدد من الخطط والدراسات والحملات التي توجهت نحو معالجة الأوضاع الإنسانية بمشاركة واسعة من المجتمع الدولي وجهد حكومي وشعبي وبدأت وثبات العودة الطوعية وإعمار القرى لتسهيل الوصول إلى سلام مع الحركات التي ما زالت تحمل السلاح.
لتلك الأسباب المذكورة فقد توجه الملتقى الثالث نحو تقديم الإطروحات والأوراق التي تحيط بالأوضاع الراهنة وتيسير الانتقال إلى المرحلة المقبلة وهو إكمال السلام في دارفور .
جاءت إطروحات الملتقى في ثلاثة أوراق أساسية الورقة الأولى كانت حول إعادة الإعمار والتنمية وهي ورقة أشارت إلى حجم الأضرار التي خلفتها الحرب وإلى واقع الخدمات الأساسية والمشروعات التنموية الاقتصادية والاجتماعية ما قبل الحرب ثم ولجت إلى مشروعات إعادة الإعمار والتأهيل والصعوبات والسلبيات التي رافقت مشروعات الإعمار والتأهيل ثم ذهبت الورقة إلى أن التنمية هي مفتاح الحل لمشكلة دارفور .
أما الورقة الثانية فقد تناولت موضوع الساعة وهي بعنوان النازحون والعودة الطوعية ، (النجاحات والإخفاقات) وقد تعرضت الورقة إلى الجهود المبذولة في هذا الجانب والإخفاقات التي لازمت الإعلانات المثالية عن العودة وإتساع المعسكرات الخاصة بالنازحين عمّا كانت عليه وقدمت الورقة عدد من المقترحات والتوصيات لتحقيق هدف عودة النازحين لحياتهم الطبيعية .
أما الورقة الثالثة فلم يكن موضوعها أقل أهمية من الموضوعين السابقين فقد جاءت بعنوان دور مؤسسات المجتمع المدني في حل مشكلة دارفور وصوبت الورقة نحو دور هذه المنظمات في تحقيق مضامين السلام والاستقرار والتعايش والخدمات والتنمية أيضاً دور هذه المؤسسات في تحقيق النجاح لدورة المفاوضات القادمة وأهمية دور مؤسسات المجتمع المدني في تحقيق السلام المستدام .
ذلك هو ملخص الملتقى الثالث والذي أصدر التوصيات الختامية بعد المداولات وجاءت التوصيات معبرة لتطلعات فعاليات دارفور بالداخل .
ولله الحمد