استأنفت قوى المعارضة السودانية مجدداً حملتها الإعلامية والقانونية والسياسية على حكومة الشريكين « المؤتمر الوطني والحركة الشعبية» مدعية ان الحكومة الحالية قد فقدت شرعيتها منذ التاسع من يوليو (تموز) الماضي.
وفى خطوة تصعيدية جديدة أجرت قوى المعارضة السودانية اتصالات مكثفة بكل السفارات الأجنبية بالسودان، ومنظمات المجتمع المدني الموجودة داخل البلاد وطالبتها بضرورة ممارسة أقسى أنواع الضغط على الحكومة الحالية لمعالجة الأوضاع غير الشرعية والأزمة الدستورية التي تركتها تلك الأوضاع وكشف مساعد الرئيس السوداني السابق مبارك الفاضل المهدي رئيس حزب “الأمة الإصلاح والتجديد” المعارض حالياً عن تحركات مكثفة قامت بها المعارضة لحث السفراء الأجانب، ومنظمات المجتمع الدولي على الاضطلاع بمسؤولياتها في الضغط على الحكومة.
وكان الفاضل أكد في مؤتمر صحافي مشترك مع حزب الترابي عقده بمنزله مؤخراً، ان المعارضة السودانية لن تتهاون في هذا الأمر ولن تستكين، داعياً الى ضرورة تكاتف جهود الجميع لتشكيل حكومة قومية بديلة للحكومة القائمة للاضطلاع بمسؤولية التحضير للانتخابات الرئاسية المقبلة فيما أكد المحامي كمال عمر الأمين السياسي لحزب المؤتمر الشعبي الذي يتزعمه الدكتور حسن الترابي ان هذه الأوضاع سيتم مناقشتها أثناء مؤتمر جوبا بين القوى السياسية وهو مؤتمر تعتبره الحكومة السودانية محاولة للضغط عليها-
من جهته جدد الصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي قوله بأن المعارضة السودانية لا تزال عند موقفها الذي أوضحت فيه فقدان الحكومة لشرعيتها منذ اليوم التاسع من يوليو الماضي مشيراً الى ان إجراءات المعارضة لمواجهة هذا الأمر لا تزال قائمة ومستمرة.
وإزاء هذا التصعيد الجديد للمعارضة بعد لقاء قادتها برئيس حكومة الجنوب رئيس الحركة الشعبية سلفاكير ميارديت نائب الرئيس السوداني مؤخراً، تباين ردود الفعل في أوساط الشريكين ففي الوقت الذي وصف فيه المؤتمر الوطني تحركات المعارضة المعارضة السودانية تلك بـ (الخيانة) و(العمالة) و(الارتزاق) رفضت الحركة الشعبية تلك الأوصاف، واعتبرتها امتداداً لثقافة الحرب التي يجب ان تكون قد ولّت بلا رجعة.
وهاجمت القيادية بحزب المؤتمر الوطني بدرية سليمان المستشارة السابقة للرئيس البشير المعارضة بشدة لمخاطبتها جهات دولية وسفارات أجنبية بشأن الجدل القائم حول شرعية الحكومة الحالية، وقالت ان هذه الخطوة ستفتح الطريق للمزيد من التدخلات الأجنبية في البلاد، ومن شأنها ان تقود الى تقويض اتفاقية السلام بين الشمال والجنوب.
وقالت ان هذه المزاعم التي تثيرها المعارضة تمتطيها كحصان طروادة للاستيلاء على السلطة على أية شاكلة وتأتي هذه التصريحات في وقت شنّ فيه مساعد الرئيس السوداني الدكتور نافع على نافع هجوماً كاسحاً على المعارضة السودانية.
من جانبه أكد القيادي بالحركة الشعبية أتيم قرنق نائب رئيس البرلمان السوداني ان انتقادات المؤتمر الوطني للمعارضة تأتي في خانة صب الزيت في النار وإنها امتداد لثقافة الحرب السابقة التي سادت الساحة السياسية طوال العشرين سنة الماضية – في إشارة الى حقبة حكومة المؤتمر الوطني في السودان – محذراً من استمرار تلك الثقافة.
وكان نائب الأمين العام للحركة الشعبية ياسر عرمان أشار الى حق المعارضة في التعبير عن آرائها فيما تراه وأضاف من حقها ان تعارض بالشكل الذي تريده وأكد تفهم الحركة الشعبية لموقف المعارضة.
أحمد حنقه – الخرطوم
جريدة المدينة