مِحنة الإعِتقالات التعسُفيّة والإخْتفاءاتْ القسريّة فِى ظِل جَماعة المُؤتمر الوطنِى فى السّودان
The tribulation of arbitrary arrests and forced disappearances under the National Congress group in Sudan
حماد سند الكرتى ( المحامى )
المركز الإفريقى للعدالة والحكم الرشيد
[email protected]
ترى بعض الرِجال مُدجُجون بأسلِحة ناريّة مخفيّة تحت ملابسهم المدنيّة يُهاجمُون ضحاياهم فى مكان ما, أو يقتحمُون المنازل خفيّة ودون إستئذان وبدون أية مراعاة لِحقُوق الأُسر وحرماتها وخصُوصياتها , يجئون فى أى وقت أناء الليل أو منتصف النّهار, يستقلون عربات مجهُولة الهويّة فى مُعظم الأوقات , ودون الإفصاح عن هويتهم, ودون إبداء أسْبابْ أو دوافع وراء الإعتقال التعسُفِى غير القانونى , ودون إبراز أى دليل قانُونِى من محكمة معترف بها أو نيابة عامّة , ودون الإفصاح عن السُلطة التى أمرتهم بذلك , تراهُم يجرجرون الضحيّة كالبهيمة المساقة إلى الذبيحة , ضاربين عُرض الحائِط حق الإنسان فى الكرامة والمعاملة الكريمة , مستخدمين القوّة المفرطة فى أحيانا كثيرة أمام أفراد الأسرة لإنجاز مهامهم الذى يفتقر إلى الشرعيّة القانونيّة.
إنّ المقدمة السابقة تُعتبر أول خطوة وفصل من فصُول المأساة التى نطلق عليها (( مأساة الإختفاء القسرى أو الإختفاء غير الطوعِى)), وهو ما يشكل بِوجه خاص إنتهاكاً فظيعاً وشنيعاً لِحقُوق الإنسان , بل وتعد جريمة مِن الجرائِمْ الدوليّة الخطِيرة التى تدخل فِى نِطاق إخْتصاص المحكمة الجنائيّة الدوليّة.
إنّ الإعْلان المُتعلق بِحماية جميع الأشخاص مِن الإختفاء القسرى الصادِر عن الجمعيّة العامّة للأُمم المُتحدة فى العام 1992م تضع فى الإعتبار , أنّ الإعتراف لِجميع أفراد الأسرة البشريّة بكرامتهم الأصليّة وبحقوقهم المتساويّة وغير القابلة لِلتصرف هو بِموجب المبادىءْ المُعلنة فى ميثاق الأمم المُتحدة بل وسائِر الصكُوك الدوليّة , أساس الحُريّة والعدالة والسلم فى العالم.
إنّ المركز الإفريقى للعدالة والحُكم الرشيد يساوره بالغ القلق لما يجرى فى السّودان فى ظل جماعة المؤتمر الوطنى وعلى نحو مُستمر فى كثير من الأحيان من حالات إعتقالات تعسُفيّة وإخفاءات قسريّة وإلى الأبد , حيثُ يأخذ هذا الإخْفاء صور القبض على الأشخاص وإحتجازهم أو إختطافهم رُغماً عنهم او حرمانهم من حريتهم على نحو أخر وعلى أيدى مليشيات المؤتمر الوطنى , الذين يعملون بإسم الحكُومة بصُورة مُباشرة أو غير مُباشرة. إنّ المركز يطالب السلطات فى السودان الكشف عن مصير هؤلاء الأشخاص , وأماكن وجودهم , والإعتراف بحقهم فى الحريّة أو توجيه تهم قانُونيّة وتقديمهم لِمحاكمات عادلة مع الإعتراف بحقهم القانونِى الكامِل.
إنّ الإعلْان العالمِى لِحقوق الإنسان الصادِر فى العام 1948م , والعهد الدولى الخاص بِالحقُوق المدنيّة والسياسيّة 1966م , كفلا حماية تامّة لجميع الأشخاص ذوذلك فيما يتعلق بالحق فى الحياة , والحق فى الحريّة والأمن وعدم التعرض للتعذيب بل والإعتراف بالشخصيّة القانونيّة لكل الناس بِصرف النظر عن اللون- الديانة أو المعتقد – العرق – الجهة – أو الرأى السِياسى , أو غير ذلِك من المعايير التمييزيّة.
إنّ الإتفاقيّة الدوليّة المُتعلقة بِمناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسِيّة أو المهينة أو اللإنسانيّة تنص على أنّه يجبْ على الدول إتخاذ معايير فعّالة لِمنع أعمال التعذيب والمعاقبة عليها.
إنّ الإخْتفاء القسرى , يشكل إنتهاكاً صارخاً وخطيراً لِكافّة الصكوك الدوليّة , بل وجريمة ضِد الكرامة الإنسانيّة , لذا يجب إدانته بِوصفه إنكارا لمقاصد مِيثاق الأُمم المُتحدة وإنتهاكاً شنيعاً لِحقُوق الإنسان والحُريّات الأساسيّة التى ورد فى الإعلان العالمِى لِحقُوق الإنسان وكافّة الصكُوك الدوليّة المُتعلقة بِحقوق الإنسان.
المركز الإفريقى للعدالة والحُكم الرشيد , هيئة غير حكومية معنية بالعدالة والحكم الرشيد
حماد سند الكرتى ( المحامى )
المركز الإفريقى للعدالة والحكم الرشيد
[email protected]
[email protected]البريد الإلكترونى:
اwww.africanjustice.democraticgovernmentcenter.com.orgالموقع على الإنترنت:
+61469760423الهاتف: