روما، إيطاليا (سي ان ان) وصل الرئيس الليبي معمر القذافي، إلى العصمة الإيطالية روما الأربعاء، في زيارة تاريخية هي الأولى له منذ توليه السلطة عام 1969، للدولة التي كانت تستعمر ليبيا فيما مضى.
وارتدى الرئيس الليبي حلة عسكرية بصفته يحمل رتبة عقيد، وعلّق على صدره صورة لعمر المختار، وهو أحد الثوار الليبيين الذين أعدمتهم السلطات الاستعمارية الإيطالية عام 1931.
واستقبل رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو بيرلسكوني، ضيفه القذافي في مطار تشيامبينو، قبل أن يلتقي في وقت لاحق الرئيس الإيطالي جورجيو نابوليتانو.
وقال القذافي عقب لقائه نابوليتانو: “إيطاليا اليوم لم تعد الدولة التي كانت عليها، لأنها أدانت الممارسات الاستعمارية، واعتذرت عما سلف، وهذا ما دعاني للقيام بزيارتي هذه.”
وقدمت إيطاليا اعتذاراً رسمياً لليبيا العام الماضي، وخمسة مليارات دولار كتعويض عن التجاوزات التي ارتكبت خلال حكمها الاستعماري بين عامي 1911 و1943.
من جهته قال الرئيس الإيطالي نابوليتانو إن “الاتفاق الذي وقع بين الدولتين العام الماضي، أسدل الستار على فصل أليم من الماضي، وأسس لعلاقة متينة بين الجانبين بعد أن فتحا صفحة جديدة.”
وتزامن عدد من الاحتجاجات مع زيارة الرئيس الليبي لإيطاليا، والذي يواجه اتهامات بدعم الإرهاب، وطرد اليهود من بلاده قبل عقود من الزمان.
وكانت تقارير إعلامية قد ذكرت أن القذافي، دعا إلى عقد لقاء مصالحة مع الجالية اليهودية الليبية المقيمة في روما، بهدف إيجاد حل لمسألة التعويضات التي يطالب بها أبناء الجالية، لقاء أملاكهم التي صودرت عام 1967.
وعقب الحرب الإسرائيلية العربية، عمدت السلطات الليبية إلى طرد اليهود من لبيبا ومصادرة أملاكهم، ولم يتم حتى الآن تعويضهم عنها.
وقالت الصحيفة إن القذافي حدد السبت المقبل لعقد اللقاء، في حين دعا شالوم تشوفا، نائب رئيس الجالية اليهودية في روما، إلى تغيير موعد اللقاء، نظراً لقدسية يوم السبت لدى أتباع الديانة اليهودية.
وأكد تشوفا أن “السبت مقدس لدى كل من يهود ليبيا ويهود روما، ولن نسمح بتدنيسه”، مضيفاً “إن لم يتم تغيير الموعد فإن اللقاء لن يتم.”
وفي السياق نفسه، اتفق الطرفان على عقد لقاء بين ممثلي الجالية والسفير الليبي في روما صباح الاثنين للتوصل إلى اتفاق نهائي.
ويقدر عدد اليهود النازحين من ليبيا بنحو 15 ألف نسمة، كانت البحرية الإيطالية قد ساهمت في إجلائهم إثر تهجيرهم، عقب الحرب بين إسرائيل وجيرانها العرب، والتي استمرت ستة أيام، في يونيو/ حزيران 1967.
وكان نجل الرئيس القذافي، سيف الإسلام، قال العام الماضي إن ليبيا “مستعدة لدفع تعويضات لليهود الليبيين، الذين غادروا ليبيا في العام 1948 وبعد هذا التاريخ.”
وأعلن أن “بلاده تنوي البحث في تعويض يهود ليبيا، الذين غادروها إلى إسرائيل، وأنها تدعوهم للعودة إلى وطنهم، والحصول على الجنسية الليبية، وكافة الحقوق المترتبة عليها أيضاً.”
وكانت إسرائيل قد كررت غير مرة، مطالبتها ليبيا بدفع نحو مليار دولار، تعويضاً عن ممتلكات اليهود، الذين تقول إنهم طردوا من ليبيا، بعد أن قام الرئيس القذافي بتأميم أملاكهم عام 1969 بعد تسلمه مقاليد السلطة.