الصومال: الأمم المتحدة تحقق في استخدام سياراتها في هجمات انتحارية
«الإيقاد» تدعو إلى فرض عقوبات على إريتريا.. وتنظيم الشباب يحذر من تدريس مناهج اليونسكو
متمردون صوماليون يقومون بدورية في أحد شوارع مقديشو بعد صلاة العيد أمس (رويترز)
مقديشو: علي حلني
قالت الأمم المتحدة إنها تجري تحقيقا في استخدام سياراتها في تفجيرات انتحارية في الصومال. وقال منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في الصومال «مارك بودين» إن الأمم المتحدة حصلت على رقم الهيكل المعدني لإحدى السيارات التي استخدمت في الهجوم.. وأضاف «نحاول تتبع ما إذا كانت سيارة تابعة للأمم المتحدة». وذكر بودين أن هناك عددا من سيارات الأمم المتحدة في الصومال، تستخدم في مشروعات متعددة. وأوضح بودين أن الهجوم على قاعدة قوات الاتحاد الأفريقي في مقديشو لن يؤثر علي المعونات الإنسانية لنصف مليون صومالي هم بحاجة إلي مساعدات إنسانية؛ لكنها قد تعرقل العمليات على الأرض، وأضاف «علينا اتخاذ إجراءات احترازية أكبر، من الواضح أن هناك خطرا أكبر سيؤثر على قدرتنا على نقل الأفراد والسلع الإنسانية الأخرى».
على صعيد آخر، دعت منظمة الإيقاد مجددا المجتمع الدولي إلى فرض عقوبات صارمة على إريتريا لدعمهما المتمردين والجماعات الإسلامية المسلحة في الصومال، وقال «كيبروت أراب كيرو» مسؤول تسيير السلام والمصالحة في الصومال لمنظمة إيقاد «لدينا أدلة قاطعة على أن إريتريا وتنظيم القاعدة يقومان بالدعم والتحريض والتمويل للإرهابيين في الصومال». ودعا كيرو المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات فورية وفعالة ضد إرتيريا. وكان الرئيس الصومالي شريف شيخ أحمد قد حذر من خطر تنظيم القاعدة في الصومال، قائلا «إن الهجوم الانتحاري الأخير الذي استهدف القوات الأفريقية لحفظ السلام دليل واضح على وجود وتنامي خطر تنظيم القاعدة في الصومال، وذكر أنه ليس من تقاليد الشعب الصومالي الاعتداء علي الضيوف»، وأن الهجوم يحمل بصمات تنظيم القاعدة. وأوضح الرئيس الصومالي أن حكومته كانت علي علم منذ فترة بوجود عناصر القاعدة في الصومال، لكنها لم تكن قادرة علي مطاردتهم، ولذلك سمحنا للولايات المتحدة بمطاردتهم وإلقاء القبض عليهم أو قتلهم إذا كان بإمكانها القيام بذلك».
وتتهم إريتريا بدعم للجماعات الإسلامية المعارضة للحكومة الانتقالية، وانتهاك قرارات مجلس الأمن الدولي التي تنص على حظر تصدير الأسلحة إلى الصومال، كما تتهم أيضا بانتهاك قرارات صادرة من منظمة إيقاد والاتحاد الأفريقي والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي التي تدعو كلها إلى منع تصدير السلاح إلى الصومال. وكان مجلس الأمن الدولي والولايات المتحدة قد هددتا إريتريا وكل من يعمل على تقويض جهود السلام في الصومال بفرض عقوبات، لكنه لم يصدر حتى الآن أي قرار نهائي بخصوص هذه القضية.
على صعيد آخر دعا الشيخ «حسن طاهر أويس» زعيم الحزب الإسلامي المعارض المقاتلين الإسلاميين إلى تنفيذ مزيد من الهجمات الانتحارية مماثلة لتلك التي استهدفت قاعدة قوات الاتحاد الأفريقي لحفظ السلام في الصومال الخميس الماضي، والتي أسفرت عن مقتل 17 جنديا أفريقيا من بينهم نائب قائد القوات الأفريقية في الصومال. وفي خطاب ألقاه الشيخ أويس أمس أمام حشد من أنصاره بعد أداء صلاة عيد الفطر برر الهجمات الانتحارية ووصفها بأنها وسيلة من وسائل الجهاد، وإحدى وسائل الكفاح لدى الدول التي تتعرض للاحتلال والغزو، وقال الشيخ أويس «نحن ندعو إخواننا في الكفاح ضد أعداء المسلمين إلى القيام بمزيد من التفجيرات والهجمات الانتحارية، التي أعتقد أنها وسيلة مقبولة في الإسلام عندما يتعلق الأمر في الدفاع عن الشعب وعن الدين. وأضاف الشيخ أويس «جميع أنواع الأسلحة تستخدم في الكفاح ضد العدو والقوى الغربية، ويجب أن يُقتلوا بكل شيء ممكن من السكاكين حتى الانتحار».
وجدد الشيخ أويس دعوته إلي سحب قوات الاتحاد الأفريقي لحفظ السلام في الصومال، والتي وصفها بالعدو الأكبر للشعب الصومالي في الوقت الراهن. وتأتي تصريحات الشيخ أويس بعد أيام من وقوع الهجوم الانتحاري المزدوج الذي وقع في القاعدة الرئيسية لقوات الاتحاد الأفريقي لحفظ السلام في الصومال. وكان مبعوث الاتحاد الأفريقي في الصومال نيكولاس بواكيرا قد عبر أمس عن ثقته في مقدرة القوات الأفريقية على القضاء على الجماعات الإسلامية المتشددة، مضيفا أن الهجمات الأخيرة لن تؤثر على عملهم في الصومال، ودعا الدول الأفريقية إلي الوفاء بوعودها لدعم قوات الاتحاد الأفريقي في الصومال، وكذلك دعم الحكومة الانتقالية.
من جهة أخرى، حذرت حركة الشباب المجاهدين المنظمات التعليمية والمدارس من استخدام الكتب المدرسية التي توفرها الوكالات الغربية التابعة للأمم المتحدة والجهات المانحة الأخرى بصفة أنها مناهج غير إسلامية. وقال الشيخ «علي محمد راجي» المتحدث باسم حركة الشباب إن بعض الوكالات التابعة للأمم المتحدة مثل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة الـيونسكو تزود المدارس الصومالية بكتب مدرسية لإبعادهم عن تعاليم الإسلام. وطالب الشيخ راجي الآباء الصوماليين، وأولياء الأمور، بعدم إرسال أطفالهم إلى المدارس التي تدرس مناهج تدعمها الوكالات التابعة للأمم المتحدة.
وكانت الحركة قد أغلقت مكاتب عدة منظمات إنسانية تابعة للأمم المتحدة في الصومال، حيث منعتها من العمل في المناطق التي تسيطر عليها، متهمة إياها بالتجسس، والعمل إنشاء دولة إسلامية في الصومال.
المصدر: الشرق الأوسط