ورد فى صحافة الخرطوم قبل ايّام الخبر ادناه فى عنوان رئيسى :
قيادى اسلامى : (كما ابتلانا الله بالسجن فى السودان ابتلانا الله بالحكم ) ، وفى تفاصيل الخبر ورد الآتى :
قال القيادى الاسلامى السودانى البارز المهندس الصافى جعفر ، كما ابتلى الله الإسلاميين فى السودان بالسجن ، ابتلاهم كذلك بالحكم ، وأضاف الصافى ” هذا الغلاء والضائقة الاقتصادية التى يمر بها السودان ، سببها خلل فى التطبيق ” وكان القيادى الاسلامى يتحدث خلال حوار اذاعى تناول فيه ملامح من كتابه ” ربانيون بين الزنزانة والقصر ” تعرض فيه لقصة سيدنا يوسف ، والابتلاءات التى مر بها ، وتجربته فى الحكم ، وأنزلها على واقع التجربة الاسلامية السودانية ، ومدى تطبيق اخلاق يوسف فى الحكم . هذا باختصار نقلا عما ورد بخصوص المهندس صافى جعفر .
ننوه إبتداءً وعند الحديث عن الاسلامى البارز المهندس الصافى جعفر ، تستحضر الذاكرة دائماً
حدث مأساوى و ” صورة تذكارية ” لامعة ، ويرتبط الحدثين بالشيخ الصافى جعفر . اما الحدث المأساوي هو تجربة احتيال عاشها عشرات السودانيين المغتربين فى الخليج ، والمتسبب فيها المهندس الصافى جعفر ، حيث حصل على الملايين من الريالات السعودية والاماراتية والقطرية من المغتربين السودانيين هناك مقابل مشاريع زراعية فيما سمى بمشروع ” سندس الزراعى ” باعتباره مديرا للمشروع انذاك ، حيث تجّول فى سفارات السودان فى هذه الدول وباع مئات القطع الزراعية للمغتربين السودانيين بمبالغ طائلة ، وشخصيا اشهد كيف ان المغتربين السودانيين فى سفارة السودان بالرياض تزاحموا على شراء قطع المشاريع بوجود الصافى جعفر والذى كان يؤم المصلين بمسجد السفارة ، ويتبع بعد كل صلاة أدعية مؤثرة تنهمر الدموع مدرارا من اعين بعض المصلين الصادقين ، وذلك اثناء رحلاته الى السعودية لتسويق قطع المشاريع الزراعية المذكورة . ولكن للاسف ان كثيرا من أوليك المشترين لم يحصلوا على قطعهم ، ومن حصلوا عليها كانت غير مطابقة للمواصفات والمساحات التى اُعلن عنها وبالتالى ضاعت أموالهم سُدىً ، حيث اْعتبر ذلك اكبر عملية نصب ينقذها احد القيادات الاسلامية ولكن النصب كان بشكل ” رسمى ” اى بمعاونة السفارات السودانية هناك …..
اما ” الصورة التذكارية ” التى أعنيها ، والتى صارت ترافق اى اخبار عن هذا القيادى الاسلامى فى المواقع الاسفيرية ، فهى صورته وهو مستلقي باسترخاء فى كرسى مريح على حافة حوض سباحة قصره المنيف وهو يداعب حفيدته ….. ايعقل ان تكون هذه هى الفتنة التى عناها الشيخ الصافى جعفر ؟
ولكن المثير فى الموضوع ، عندما اكتشفت سلطات الانقاذ ان الرجل قد احتال على المغتربين ، او ادار أموالهم بطريقة غير امينة ( على احسن التقديرات ) لم تحاسبه كعادة النظام مع أركانه الفاسدين ، وبدل اقالته ومحاسبته ، حولوه وبهدوء الى وظيفة هلامية وغريبة أسموها ” الأمانة العامة للمجلس القومي الذكر والذاكرين ” كأمين عام لها . هل سبق ان سمعتم بوظيفة مثلها فى كل الدول الاسلامية ؟
وانا اعجب انه الان يتحدث – وفى كتاب مسطر – عن ابتلاء الإسلاميين بالحكم والسجن ويقارن ذلك بفتنة النبى الكريم سيدنا يوسف عليه السلام ……. وَيَا سبحان الله !
لا يا الصافى يا جعفر … انتم الذين ابتلانا الله بكم فى الانقاذ بانقلابكم المشؤوم على الديمقراطية ، واننا كشعب سودانى نبتهل الى المولى عزّ وجل ، صباح مساء ان يرفع عنا هذا البلاء . وسؤال اخير للصافى جعفر بمناسبة مقارنة حالهم كإسلاميين سودانيين بحالة فتنة سيدنا يوسف عليه السلام ، وهو المعروف ان سيدنا يوسف ظل نبياً وبأخلاق الأنبياء من قبل الفتنة وبعدها ، وسؤالنا لكم ماذا كنتم فى السابق قبل الفتنة وماذا صرتم عليه من حال بعد فتنة الحكم ؟
محمد بشير ابونمًو
٣٠ نوفمبر ٢٠١٨